للشاعر عصمت شاهين الدوسكي
الشكل والمضمون والأسلوب
بقلم : زينة علي العيساوي – سلطنة عمان
القصيدة تتناول تجربة البحث عن العمل وخيبة الأمل المصاحبة لها، مع تسليط الضوء على قوة التوجه إلى الله كملاذ أخير، وأهمية الذات الداخلية كمصدر للثقة والقيمة. سنحلل القصيدة عبر محورين:
الشكل والمضمون، مع التركيز على جمالياتها البلاغية والفنية
الشكل :
: 1البنية الشعرية .
القصيدة مكتوبة بأسلوب التفعيلة، مما يعني أنها لا تلتزم بوزن شعري محدد أو قافية ثابتة، مما يعطي الشاعر حرية أكبر في التعبير وتنوعًا في الإيقاع. – الاعتماد على القافية الجزئية
( المحاكاة الصوتية بين الكلمات) يعزز من جمالية النص ويمنحه إيقاعًا موسيقيًا داخليًا .
: 2 اللغة والصور الشعرية .
اللغة المستخدمة بسيطة وواضحة، لكنها مليئة بالاستعارات والتشبيهات التي تضفي عمقًا وجمالية على النص. – الصور الشعرية مثل ” في جعبتي ( حقيبتي ) الحب والجمال ” و” في صدري ورودا وأزهارا ” تجسد المشاعر والأفكار بأسلوب بصري جميل
المضمون :
: 1 الموضوع والمحتوى
القصيدة تبدأ بوصف تجربة الشاعر في طرق أبواب القادة والمسؤولين بحثًا عن عمل، مما يخلق شعورًا بالتعب والإحباط. الانتقال إلى طرق باب الله يعكس تحولًا نحو الأمل والطمأنينة، مما يعزز من قيمة الإيمان كملاذ أخير .
: 2التناقض والتضاد .
الشاعر يستخدم التضاد بين “وعود، ابتسامات، تأمل” و”ربحت السُبُل” ليبرز الفرق بين الأمل البشري والنتائج الحقيقية عند التوجه إلى الله. – كذلك، التضاد بين الحياة البسيطة والغنى الروحي في قوله ” في وطني بسطاء ” و” بلا نفاق وشقاق ومنعزل ” يعكس تفضيله للقيم الروحية على المادية .
: 3القوة الداخلية والثقة بالنفس .
استخدام الشاعر لكلمات مثل ” أنا الشهادة، أنا الهوية ، أنا الأجمل” يعبر عن ثقته بنفسه وقيمته الذاتية، مما يبرز أهمية الاعتماد على الذات بدلاً من الاعتماد على الاعتراف الخارجي.
مواطن الجمال والبلاغة :
: 1 الصور الشعرية .
” طرقت باب القادة والكادر والمسؤول” تجسيد مشهد فعلي للشاعر وهو يطرق أبواب القادة والمسؤولين، مما يعبر عن الجهد والسعي المستمر للبحث عن فرصة. ” في جعبتي الحب والجمال” استعارة تحمل عمقًا كبيرًا، حيث يشبه الشاعر مشاعره ومحتواه الداخلي بجعبة ممتلئة بالحب والجمال. ” في صدري ورودا وأزهارا ” استعارة تعبر عن نقاء مشاعر الشاعر وجمالها. “فراشات تحمل رحيق العسل” صورة بصرية حية تجسد الإبداع والأفكار الطيبة التي يحملها الشاعر .
: 2 التكرار والتأكيد .
” أنا الشهادة، أنا الهوية، أنا الأجمل” تكرار ” أنا ” يعزز من قوة الذات وثقة الشاعر بنفسه، ويجلب إيقاعًا موسيقيًا للنص .
: 3التناقض والتضاد .
” وعود، ابتسامات، تأمل” و”ربحت السُبُل “*: استخدام التضاد يبرز الفرق بين الأمل الزائف والنتيجة الحقيقية عند التوجه إلى الله.
: 4الأسلوب الخطابي .
” فهل تبحث لي عن عمل أم أحمل وطني وأرحل” الأسلوب الخطابي في النهاية يضفي طابعًا دراميًا على القصيدة، ويعبر عن التردد بين الاستمرار في البحث أو اتخاذ قرار جذري بالرحيل .
: 5الإيقاع الداخلي والسجع .
” ورودا وأزهارا ” و” فراشات تحمل رحيق العسل” استخدام السجع بين الكلمات يعزز من الموسيقى الداخلية للنص .
: 6القيم الروحية والإنسانية .
” في وطني بسطاء بلا نفاق وشقاق ومنعزل” الشاعر يبرز قيمة البساطة والنقاء الروحي، مفضلًا العيش بين البسطاء الذين لا يعرفون النفاق أو الشقاق.
الخلاصة :
القصيدة تعبر بصدق وجمالية عن معاناة الشاعر في البحث عمن يقدر أدبه وشعره، وتعزز من قيمة الإيمان والثقة بالنفس. استخدام الصور الشعرية والاستعارات يضيف عمقًا وجمالًا للنص، بينما يعكس الإيقاع الداخلي والتناغم الصوتي جمالية الأسلوب الشعري.