من بديهيات القول في أي معركة عسكرية يخوضها شعب ضد عدوان خارجي كان ام داخلي ، يحتاج الى إدامة زخم الانتصارات عن طريق توفير الدعم للمقاتلين بمختلف اشكاله وأنواعه وعلى كافة المستويات ،
الانتصارات المتحققة سابقا ً ، والمتحققة آنيا ً بأيدي حشد الله المختار ( كما يطيب لي ان اسميه ) ، لو أردنا الاكتفاء بتحققها في الميدان العسكري فستكون خسارتنا وشيكة ، لكون جزء بسيط من المعارك يحدث في جبهات القتال ، اما الجزء الأكبر فهو في مواقع اخرى سياسية ، واعلامية ، واجتماعية ، وفكرية ، فالسياسية منها تحدث بين جناحين سياسيين يؤيد كل منهما طرف من أطراف المعركة ، ولهذا نحتاج الى حشد سياسي على شاكلة حشد المرجعية الدينية ، ملتزم بضوابط واليات توحد رؤاه وتضبط فاعليته في الميدان السياسي ، ليجابه رؤى واليات الجناح السياسي لداعش ، لما يستطيع الأخير من عرقلة تقدم الانتصارات التي يحققها حشدنا من خلال العمل على ادخال المعارك في المتاهات الطائفية ، والتضليل تجاه الحقائق البديهية ، ومن خلال المطالبة بالتضييق على القيادات التي اثبتت جدارة في إدارة المعارك وتحقيق الانتصارات التي لولاهم لما تحققت ،
اما الحشد الفكري فهو سلاحنا الاستراتيجي ، وكذلك هو من سيضع المسمار الأخير في نعش التطرّف بكل أنواعه وبجميع مواقعه وازمانه ، لانه موجه بالضد من داعش الفكر والنظرية والخطاب التي لطالما عانينا منها على مدار قرون خلت ، وسيشكل دعامة ومناعة لكل فرد تجاه الإصابة بمرض التطرّف ، فالمناعة من هكذا أمراض أفضل بكثير من العلاج ، لكون العلاج لا يستطيع ازالة جميع الاثار التي احدثها المرض ، وخصوصا ً الأفكار التي ستتركز وتتجمع في بواطن العقول والتي لها ما يغذيها ، والغرض منها إثبات الصِّلة بين الاسلام والارهاب والتطرف ، فهذا النوع من الحشد غايته تأليف اكبر عدد ممكن من المؤلفات التي تعري الفكر المتطرف من ثياب القداسة التي يرتديها ، وشرط هذه الحركة ان يكون المؤلفين من كلا الطائفتين بعيدا ً عن التعصب وإعطاء القداسة لمن لا قداسة له لان التحدي اكبر من كبريائنا وتعصبنا .