23 ديسمبر، 2024 9:04 م

تجريم خطاب الكراهية – 1

تجريم خطاب الكراهية – 1

في ساحات التظاهر، كما في الجوامع، والحسينيات، والفضائيات، وصفحات الجرائد، وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي، هناك خطاب كراهية غير مسبوق، يبث سمومه في أوساط المجتمع العراقي المتعدد الأعراق والديانات والطوائف، وينبش جثث الأموات لكي يتقاتل الأحياء.
سب وشتم وتخوين وتكفير، ومحاسبة للأحياء على ما أقترفه أموات فارقوا هذه الدنيا  الفانية منذ اكثر من ١٤٠٠ عام. الكراهية تنتشر حتى بين أهل المذهب الواحد، والعرق الواحد، والمنطقة الواحدة، ولا أبالغ إن قلت في العائلة الواحدة.
مئات من الخطباء الرسميين وغير الرسميين، يزرعون كراهية باسم الدين لا حدود لها، وخاصة في صفوف الجهلة والأميين والبسطاء، ويحرضون على الثأر من كل من يختلف معهم في الرأي أو التفسير.
قبل اكثر ٨٠٠ سنة وتحديد ما بين عام ١٠٩٥ و عام ١٢٩١، كانت الكنائس في أوروبا تدعوا الى شن الحروب الصليبية، وتحرض الناس على القتال، وكان القساوسة يملؤون قلوب ( المؤمنين ) بالحقد والكراهية والبغضاء ضد كل من يخالفهم في الرأي.
أدخل الآن الى كنيسة هناك وإستمع لما يقوله القس لأبناء كنيسته : ” يا إلهي اجعلني قناة لتحقيق السلام، وعندما تكون هناك كراهية، مكني من زرع المحبة، واغفرلي عندما أكون سبباً في جرح الآخرين، وعندما يكون هناك شك ليكن هناك إيمان، إجعلني يا إلهي قناة لتحقيق السلام، وعندما يكون هناك يأس من الحياة ليكن هناك أمل، وعندما يكون هناك حزن، حوله بهجة وفرح، وهبني ما أبحث عنه، وإزرع محبتي في قلوب الناس، لكي احبهم من دواخل روحي ” !
ما الذي تغير ؟ ما الذي حول خطاب الكراهية ذاك الى خطاب محبة وسلام ؟
انه الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي، الذي أجبر رجل الدين المتعصب أن يتحول الى داعية للوئام لكي يتقبله المجتمع، ولا تجرّمه السلطات القضائية.
نحن في حاجة، لنشر الوعي ، ولتجريم خطاب الكراهية.
في أمان الله