19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

تجريم البعث) ..تجريم للفكرة أم الممارسة ؟        

تجريم البعث) ..تجريم للفكرة أم الممارسة ؟        

•      (الدستور) جرّم  (البعث) .. لماذا هذه الفرّية ؟
•      عندما أخذ الشيخ محمد عبد الكريم الكستزاني الدواء عنيّ!
 
 لااعرف فيما اذا كان الشعب العراقي يحتاج فعلا الى قانون ل (تجريم حزب البعث) ,ولا اعرف فعلا , فيما اذا كان (حزب البعث) , وراء جميع مآسي الشعب العراقي الراهنة ,الآكلة في حياته وبنيانه الإجتماعي والإقتصادي , والثالمة لنزاهة نوابه ووزراءه وسياسييه ؟
عندما يقول كثيرون عن (عمايل حزب البعث وارتكاباته) يمكن ان نقول نعم ! او ربما !.فيما يقول آخرون لا  ! ولكن ان يصبح (البعث) هاجسا , ويحاول البعض تكريس (فوبيا البعث) , فأن ذلك أمر لايستقيم والحقيقة , بل انه يتعارض مع الواقع !
(البعث) ايها السادة في أساسياته (فكرة) , كما هي المناهج السياسية , وتلك الأفكار الطامحة الى التغيير والإنقلاب على ظروف  تعتبرها لم تعد متجانسة مع طموح قومي في (وحدة العرب وحريتهم عن السيطرة الأجنبية , وتوزيع الثروة) هذه هي أساسيات الفكرة البعثية, التي عرّفها المفكرون العرب في مطلع أربعينات القرن الماضي, ولكن السلطة والنزوع الى الإثرة الشخصية , تمكنت من تسلم صلاحيات وامكانيات الدولة , لتتحول تلك الفكرة الى منهج عملي اعتمد في كثير من صفحاته وسائل انكرها الشعب , وباعدت بين سلطويوا (البعث) وبين الأهداف العامة والتفصيلية في حياة الشعبين العراقي والسوري ايضا , رغم ما قيل في الستينيّات من ان (البعث بعثان) يميني ويساري , وفي الحالتين لم ير العرب  ,الا طبخة مصدرها (جدر واحد) وان اختلفت  (البهارات)!
برز في البعث صدام حسين , ربما يكون لمضاديه الحق , في معارضة وكراهية تصرفاته وسياساته في مجملها , ولكننا يجب ان نعترف له بأمر.. لا أظن ان احدا يختلف مع من يقول “بأن الدولة في عهده كانت دولة رصينة مهابة :, حتى تحرش ببيت (العقرب الكويتي) بعد ان رأى في نفسه (منتصرا ) في ختام حرب ضروس مع (الاخوة الأعداء) في (ايران ), الجارة المسلمة, التي يحرص شعبها في وضع (نطفهم في ارحام ازواجهم) على ارض وفي فضاء مدن العتبات المقدسة, تبركا وتماهيا ..لتغرق  في تلك الحرب دماء مليونا من الشهداء من كلا الطرفين , ولتستنزف اموال الآبار النفطية  ونضح اجساد الكادحين من دون نتيجة تذكر ,,بدا الأمر في النهاية كما لو كان ذلك كذبة كبرى , لم تبق الا اصداؤها وعبرها  , لمن يحكم في قابل الأيام .
جاء الأمريكان ومحالفوهم البريطانيون المطرودون من العراق منذ عام  ,1923 بزفة (تحرير ) العراق من (حكم وطني) ..وجاءت معهم (شفلات اقتلاع ) مرتكزات الدولة العراقية الحديثة المنشأة عام 1921 , يوم كانت صحراء الخليج خيما وغواصين ومسارح الجمال , و(دبي) مقاه وعششا للغواصين  وارض (السعودية) صحراء بالكاد (يحفظ صاحب العقال عقاله على راسه اتقاء للشمس والرياح) من دون سقف ,حوّلت الوجوه الى (خبز تنور مكسب). اما اذا امتد بنا النظر الى (الاردن) فلا شيء غير صخور ناتئة , وسبعة جبال تفتقر حتى الى طرق نيسميّة ..ومع كل هذا كانت (العراق ) دولة ميزانيتها خمسمائة مليون دينار عراقي يحول 80% منها الى (مجلس الإعمار)  , مع تذكرنا ان الدينار في سنوات لاحقة  , أصبح  يعادل ثلاثة ونصف من الجنيهات البريطانية الإسترلينية .. فيما كانت (حنفية ) النفط في بداياتها بسيطرة بريطانية هولندية  لاتقذف الاّ بالقليل من العائدات, ولم يكن من الصادرات غير الحبوب والتمور , وفي ظروف  دولية مضطربة  وسيطرة قوى غاشمة  وفشل لتجربة (مصدق) , لم يكن مفيدا غير  الحكمة !!! حتى جاء(الزعيم) عبد الكريم قاسم , وفي ما يليه العارفين ووزيرهما طاهر يحيى , ليصدر الاول القانون  80 (المحدد لمناطق استثمار الشركات الأجنبية) ولتنشأ (شركة النفط الوطنية العراقية ) ليأتي (التأميم ) عام 1973 ..ولكن ..هنا مصيبتنا ..
(البعث) كحزب وتنظيم انتهى عمليا ودستوريا منذ التاسع من نيسان 2003 , ودخل 6 آلف  من قادته السجون , واعدم راسه ومساعديه  , وقرأنا (الدستور) الإنشائي , محرما ومدينا (البعث ) وبالتالي عناصره من عضو فرقة فما فوق..ويمم البعثيون وجوههم في هجرة جماعية  سجلت مؤشرا بارزا في تاريخ العلاقة بين القوى الوطنية , باستثناء هجرة (الشيوعيين) بعد مضايقات البعثيين لهم في عام 1974 وما بعده , بعيد فشل (حيلة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية) , التي تقول الوثائق عنها ان (البعث) حاول من خلالها كشف العناصر الشيوعية الفاعلة من اجل تصفيتها , ولكن الشيوعيين كانوا على يقظة فساحوا في أرض الله الشيوعية اتقاءا من ضرر وضرار .  وعندما حلت مصيبة الإحتلال الأمريكي الغاشم ..ترك التاركون بيوتهم  وانواط شجاعتهم  واستحقاقهم  واوسمة قائدهم ومزارعهم الغناء وسياراتهم الفارهة , ليعيشوا في (الاردن وسورية ومصر) بعيدا عن جنة النفوذ والاموال العامة, ليكتفي المهاجرون بأمن  وأمان, يثلمهما حنينهم الى وطن أضاعوه وجنّة افتقدوها , مع اني أجد في كثير منهم محبون حقيقيون للعراق , واوفياء لفكرتهم البعثيّة المنقاة عن ممارسات وسياسات الفرد الواحد , ( واريدها من الله أحدا يقول لي غير ذلك ) , لأدخل معه في حوارات حتى العام القادم ! لتصحيح وتقويم حقائق عشناها , ووثقت في ذاكرتنا الجمعية ومصادر لاتخطأ توثيقا.
اذن جرّد البعث والبعثيون من قوة تمتعوا بها , ومال امتلكه النافذون منهم , وسلطة ( حولها اختلاف رأي) خسروها ..ولم يعد الفرد منهم قادرا على الإتيان باية فعالية يفترض انها مهددة للنظام القائم  ,الا من انشطة توصف (انها جرميّة ) من قبل فصائل يقال انها موجهة من قبل الرجل الثمانيني (الأسطورة )عزت ابراهيم الدوري  ,رجل بوزن ربما لايزيد عن 40 كليوغراما ,من غير بنية تساعده في التغلب على امراضه الخفيّة , كالتي اعرف أن ابرزها ( المعدة والامعاء ) كما يصفها الأطباء (بيت الداء) ..ولا اعترف (بفريةّ) قالها مناصروه , من انه اصبح الآن من دون مشاكل في معدته وامعاءه اثر اكتشاف (السويديون) من ان مشاكله الخطيرة (طارت) ,بعد اكتشافهم ان (حليب النوق) الدسم, الذي اعتاد تناوله  ,هي المسبب في امراضه التي تطرح (جملا) !..الحق يفرض علينا عدم النيل من حقيقة , ان فصائل من البعثيين  المعدّين لمثل هذه المهمة , وبينهم تشكيل تحت لافتة (دولة العراق الأسلامية ) التي  ترعاها يزعم انها مرتبطة ب( التكية الكستزانية ) وابناء مؤسسها (محمد عبد الكريم الكستزاني) المتمتع آنذاك , بدعم عزت ابراهيم الدوري , و كانت مؤشرات ذلك الدعم غير بعيدة عن المراقبين والكاتب منهم , حيث التقاه وحاوره عديد المرات  وفي اوقات مختلفة , اذ وجد فيه رجلا مهتما بالتعبد والأوراد والأذكار , اشيع في وقتها ان لديه معالجات لمرض السكري وعندما سأله الكاتب علاجا من ذلك المرض ؟ .. (تنحنح الرجل  الخمسيني) وحاول البحث في اوراقه , ليعاجله الكاتب ..بانه (تناول منقوع الشعير بعد غلييه وتبريده وشعر ان هناك انخفاضا في نسبة السكر في الدم ) ..وجد الشيخ فرصة لتدوين (الوصفة ) لتضاف الى معالجاته (لسكر الدم ) لدى مريديه من المؤمنين !
الذي اردنا قوله بتركيز شديد ,..لاخطورة ل(البعث) على مسار عملية يقال (انها ديموقراطية) ينتخب فيها النواب والرئاسات الثلاث , رغم عدم اهمال حقيقة ..ان انصار البعث على نشاط واضح في اعمال مقاومة النظام !
السؤال .. هل نحتاج فعلا الى قانون لتجريم (البعث) ؟  بعد (هيئة المسائلة والعدالة وهيئة اجتثاث البعث  والمخبر السري والمتبرعون في الأيقاع بالأبرياء  وغير الأبرياء)..في وقت يسرح فيه  الإرهابيون الحقيقيون من التكفيرين والطائفيين , ليمعنوا في قتل الأبرياء في كل مدن العراق ؟
لو عرفنا ان مقترح هذا القانون (الملغوم) ليس له من ضرورة على مستوى الواقع , على اعتبار ان اهدافه كاملة وزيادة, وردت في (الدستور) الموضوع بعد عام 2003 , وهو الحكم الحاكم على جميع القوانين, وقد انتج (المسائلة والعدالة والإجتثاث) ..وهل نحن بحاجة الى (فرية) اخرى (يلفلفنا بها الملفلفون) , لإلهائنا عن مصائبنا المرتكبة من قبل السلطة المتشظية الى كيانات وولاءات واصطفافات واقصاءات  صارت مثل (وشيعة وضايع راسها) ؟ في الوقت الذي يمتنع البرلمانيون الذين اقسموا يمين الاخلاص لشعبهم وقضاياه في الامن والحياة ,عن اقرار قوانين هامة يطالب بها  المواطنون ك(قانون العفو ) و(التقاعد) و( الغاء تقاعد النواب وخفض رواتبهم ) بل والغاء هذه الرواتب المشينة المتميزة بخرافيتها, والاستعاضة عنها بمخصصات حضور الجلسات , كما هي برلمانات العالم .. وغير ذلك من سلسلة القوانين الخادمة لهدف التنمية والبناء , التي لم يعد أحدا منا يعرف ,  من هو المقصر في عدم اقرارها ؟ مؤسسة البرلمان ام المؤسسة التنفيذية ؟
على الجماهير العراقية .. وقادة الرأي , والكتاب , جعل محاولة اصدار مثل هذا القانون ,خطوة يجب اسقاطها من مستوى العمل العام لمعالجة مشاكل العراقيين ومعضلاتهم , لكون المشروع في حقيقة الأمر, لايخرج عن كونه محاولة لإدخال الحراك السياسي الدائر الآن ,في مسار (توازن ومساومات ) يستهدفها (تجمع القانون) ..ولا شيء غير ذلك !!!
ورود الكلام ..
(تفصيخ) الكاتب
النظام الملكي والنظام الجمهوري في اعقاب 14 تموز , جعلا (العسكريين فوق الميول والإتجاهات)
وانظمة دول العالم تحرم السياسة على العسكري طالما انتظم في السلك العسكري والأمني
والعراق تنظم أياما لأنتخابات عناصر الشرطة والجبش ,يطلّون بكامل ثيابهم العسكرية, ليدلو بأصواتهم رفقة آمريهم ..(ديموقراطية آخر وكت) ! وعندما يشتد خصام السياسيين , تدخل البندقية للدفاع عن السياسي (الذي ربما كان مخطئا) , وتترك مصائر العراقيين للعابثين والإرهابيين واللصوص ..(خوش واوي وخوش ديج )!!
لو كنت مصفاة بحجم العراق, لإحتضنته جميعه , وبقيت (أهز) نفسي حتى (تنقيته ) وبعد ذلك يحق لي أن افصخ نفسي