العمل مع وزير يشوبهُ شيء من رهبة المنصب وعليه فأن الحذر والتأني يأخذ من تفكير التعامل مع الوزير الحيز الكبير، ولي اكثر من تجربة في هذا المجال مع عدة وزراء ، اولها كانت عميقة ومفيدة ومنتجة مع الصديق والانسان وخبير المياه الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد كبير مستشاري الرئيس ووزير الموارد المائية السابق عندما كلفني برئاسة تحرير مجلة الاهوار ومتابعة هذا العالم والدعوة الى تطويره ورفع الحيف عنه بسبب التجفيف .
لكن اخر تجربة ممتعة وثرية كانت في ذات الاختصاص والرؤية مع الدكتور محمد علي تميم وزير التربية ، هذا الرجل الواضح والدائم الابتسامة والمنفتح والمتابع لأنشطة الحياة الثقافية والاجتماعية ، واليوم ووفاءً لتلك العلاقة الطيبة مع وزير التربية ونتاج عمل ولقاءات وحوارات عديدة علي أن أدليِّ بوقائع معرفتي بالوزير وأن ارسم لقارئ المقال صورة الرجل الواضح والمتعلم والساعي لتطوير وزارته وحسب رؤيتي واحتكاكي وعملي واستجابة الوزير لكل ما سعيت من اجله من اجل تطوير العملية التربوية في مناطق الاهوار او من خلال المشاهدات المتكررة لعمله وسعيه لخلق النموذج التربوي الجيد خلال اربع سنوات من استئزارة وبعيدا عن الذي يثار ويثير في ظل مقاصد اغلبها مسك قناة التسقيط السياسي او الغيرة او مما يحاول الغير من النيل منه لأنه لم يحقق لهم ما حملته له عرائضهم واسترحامهم في نقل وتعيين هذا وذاك خارج الضوابط.
الذي يقترب وزير التربية محمد علي تميم يجد مساحات الابتسامة والفهم والتدبير والجدية واضحة في طروحاته ، فهو قدر ما هو بشوش في وجه موظفي وزارته ومدراءه العامين إلا انه يعي تماما قيمة العمل ويحاول ان يطوره الى اساليب جديدة وحديثة وبشهادة جميع التربويين داخل وزارته من ذوي الاختصاصات العلمية قرأت الكثير من الشهادات في موقع كتابات والصفحة التربوية في كل الاخبار وصحيفة الحقيقة والبينة الجديدة وغيرها تؤكد على ان الوزارة في عهد الوزير الحالي نالت الكثير من مراحل التقدم والتطور والانفتاح وتغيير الكثير من طرائق عملها والبنى التربوية وتطوير المناهج والابنية المدرسية. وربما بسبب هذا نال الوزير الكثير من التضاد والحسد والمناكفة وقابل كل هذا بالعمل والصمت والابتسامة ليوضح لي في احدى اللقاءات والمحاورات ان همه الاول هو تطوير الوزارة والنهوض بالعملية التربوية ولا شأن له بأي مناكفة وسجال ومحاولات تسقط من أي جهة ما لأنه يقول انه وزير لوزارة تضم كل العراقيين من الفاو الى زاخو وليس للسياسة دخل في عمل الوزارة لأنها المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تضم الطيف العراقي بكل مكوناته العرقية والمذهبية والقومية.
محمد علي تميم وزير يمتلك روح الحداثة والمسامحة والوعي والجديدة في العمل ، صاحب ملاحظة ذكية وابتسامة دائمة وهو روح شبابية متجددة في وعي الثقافة وخصوصا في مجال اختصاصه بتاريخ والعلاقات الدولية وقد استغل علمه ومنهجيه واختصاصه وعلاقاته في تطوير علاقة الوزارة بالمنظمات العالمية الداعمة للأنشطة التربوية والانسانية كاليونيسف واليونسكو وغيرها من المنظمات وقد اريد به وبوزارته الاذى في قضية البسكويت حتى وصل الحد في واحد من المحافظين في الايغال بالافتراء على الوزارة والوزير في قضية لا شأن للوزارة والوزير بها لا من قريب ولا من بعيد وكنت انا على اطلاع بكامل تفاصيل الامر ، لينتهي الامر في هذه القضية بأن المورد الاممي هو المسؤول عن كل الذي حصل.
محمد علي تميم وزير التربية عملت ومعه وسعيت ان استفاد من ملاحظاته في بناء مشروع تطوير مدارس الاهوار الذي نشرت فصول في عدة صحف وحيث تشرف المشروع بكلمة الوزير كان فيه يسعى وبالتنسيق مع الحكومات المحلية لمحافظات جنوب العراق لتطوير مدارس الاهوار واعادة بناءها وتحسين كافة الخدمات التربوية في مناطق الاهوار .
هذا الرجل وجدته مثابرا وطيبا وعلميا ويعيَّ تماما عمله .