أحياناً لا يرغب الناس في معرفة الحقيقة، لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم، والحقيقة إن هذه العبارة تنطبق على بعض المصريين، الذين ما زالوا غير مقتنعين بحكم عبد الفتاح السيسي، مع أنهم يدركون جيداً، أن حكومة محمود مرسي لو إستمرت، لكان الوضع أسوء مما يتصوره أحد، حيث كادت مصر أن تصبح أكبر سوق للنخاسة، لأن تفكير الإخوان نسخة (كوبي بيست) من الدواعش، لولا لطف رب العالمين بهم.
لاحظت في زيارتي لمصر، أن هناك شذوذاً فكرياً لدى بعض الشباب، فتجدهم لا يجهدون أنفسهم بالتفكير، كي يعرفوا الفرق بين الملح والسكر، فكلاهما أبيض اللون ومتساويان في نظرهم، ومنهم مَنْ يعتمد على الدولة كي تطعمه، دون أن يبذل أي جهد، وهو كثير التذمر والذم والسخط عليها، رغم أنها تعمل بإخلاص، وتملك نظرة بعيدة، للنهوض بمصر من جديد نحو الأفضل.
مصر أم الدنيا كما يسمونها، تعيش وضعاً إقتصادياً صعباً بعض الشيء، في ظل التضخم الحاصل، ومع ذلك تجد أن المصريين المعتدلين، الذين تعرفوا جيداً على حكم جماعة الإخوان المسلمين، وجدوه مجرد وهم وحب للسلطة، والجاه، والمنصب، والنفوذ ليعيثوا في الأرض فساداً.
إن ما إفتعلته جماعة الإخوان المسلمين، من مشاكل طائفية ودينية كثيرة، ومن إثارة الرعب والفتنة بين أبناء الشعب المصري، إنما يراد منه تشكيل سوق للنخاسة بأبشع الصور، ليتحكموا في مصير المسيحيين الأقباط، وبقية الأقليات المتواجدة في مصر، وبذلك يحدثون فوضى وخراب في الوقت نفسه، وهم في حقيقتهم بعيدون عن أي مبدأ وطني، فما يعرضونه من بضاعة فاسدة، تحت غطاء الدين والتدين، إنما هو أكاذيب ووعود كمواعيد عرقوب.
الإخوان المسلمون كما يسمون أنفسهم، أثبتوا فيما بعد أنهم ظواهر شاذة، وعروشهم عائمة على دماء الأبرياء، والمغرر بهم من الشعب، الذين يرقصون بالسيف عندما تطبل الجماعة، إيذاناً ببدء الحرب، ويعطون أصواتهم لمغانم السلطة والمال، على عكس مَنْ جاء بعدهم، فالحكومة الحالية حزمت أمرها، ونجحت في طي الماضي، ليقوموا بصناعة مستقبل زاهر، وهذا يتطلب تكاتف الأيادي المصرية بكل مسمياتهم.
رسم الإخوانيون خارطة من العنف والدم، ومع الأسف هناك من العرب مَنْ مولهم ودعمهم، لخلق الأزمات والفتن، فتارة يُسقطون دكتاتوراً، لينهض بدلاً عنه داعية، يبدو للسذج أنه شريف جداً، ويفتح وهو شركاؤه دكاكينهم الطائفية الدينية، ليثيروا التناحر، والفرقة، والحقد، ويشوهوا صورة الإسلام الحنيف، وفي المقابل يرى المواطن المصري الوطني، الذي يشعر بالإنتماء والمواطنة الصالحة، أن مصر فوق الجميع، وأن هؤلاء الدعاة أنصاف الحقيقة، وهم لا يمتلكون سوى أنصاف الحلول، وحتى الحلول التي لديهم تخصهم فقط!
أنقذ الخالق الجبار مصر، من شفا حفرةٍ نحو الهاوية، بإرسال عبد الفتاح السيسي، الذي ترك منصبه العسكري، ونزل الميدان ليخوض معركة لم الشمل، وإعادة الثقة بين أبناء الشعب الواحد، وفي الجانب الأخر معركة الإعمار والبناء، محاولاً تلمس نتائج عمله الناجع بعد سنوات، فالمهم عنده جمع المصريين على كلمة واحدة، ليعملوا ويخططوا من اجل مصر.
مصر تعد الواجهة السياحية لقارة أفريقيا، والقادمون إليها يشاهدون سياسة إقتصادية ناجحة، على مستوى البنى التحتية، والخدمات، والبناء، والإعمار، رغم ركود السياحة في الوقت الحاضر، إلا أنها تبشر بالخير في المستقبل القريب.
ختاماً: في أجواء من الرعب والإنكسار، يصعد هؤلاء الإخوانيون سلم السلطة بثياب دينية، وبقوة ناعمة للجذب والإقناع، وهم سرطان سياسي مخيف، فترى بعضهم ما يزال متشبثاً برأيه، حول أحقية حكومة الرئيس المخلوع مرسي، ولا ينتبهون الى أن أمثاله مجرد كارتون مهترئ، يتمزق حالما تصله المياه، لأنهم لا يريدون الحياة.