18 ديسمبر، 2024 9:16 م

مدينة بيضاء تكسوها الجبال في كل مكان ، ويعانقهاالبحر في طياته ، التي تحمل حكايات كثيرة في التاريخوالجغرافية والثقافة والعلوم . هذه المدينة التي أسست فياوائل القرن الميلادي ، حيث استطاع رجالها أن يبنوا لهم  مجداً يتصارع من أجله الكثير ، ولأهمية موقعهاالاستراتيجي صارت عاصمة لأهم دول منطقة الخليج ، إنّها(سلطنة عُمان).

    دولة تكاد ان تكون من أجمل وأهدأ منطقة الخليج العربي؛ فلذلك عندما يحل النزاع في تلك المنطقة ، تتصدى عُمانلهذه المهمة ، لتضع حلها سريعاً وبالطرق السلمية.

    وهذه مقدمة لما مررت به وسمعت حكاياتها في مدةقصيرة جداً، فرأيت الحضارة ورأيت البساطة واستمتعتبالهدوء ،  ليس كلّ هذا وحسب ، بل رأيت شعباً جميلاً يحبّالجميع، منعزلاً نوعا ما ، ولكنه اجتماعيً عند مجالسته .

    في هذه الزيارة كنت برفقة وفد علمي عراقي ، جاء ليحلضيفاً على هذه الدولة وعاصمتها البيضاء ، لأجل تحقيقدورة تدريبية في (الدبلوماسية والقيادة) ، التي كانتببساطتها دورة نوعية مميزة ، ساهم في نجاحها جميع منتواجد مع الوفد .

    وعلى هامش الدورة ، كان للوفد زيارة الى الجامعاتوالمؤسسات الرسمية ، فوجدنا الترحاب سمة المستقبلين على الرغم من الإجراءات الروتينية، ولاحظنا شبه العزلة الفرديةالتي تعاني منها هذه الدولة ؛ لأنّ انفتاحها على الدول ، يكاد يكون بشكل بسيطا جداً ، فكان كلّ من في الوفد يبحثعن المعلومة المفقودة ، لأجل تدوينها والإفادة منها فيالمستقبل.

    الرحلة كانت جميلة جدا ، ولكن لم تخل من المنغصات ،فعندمــــــا قررنا ان نشرك سفارتــنا  ( السفارة العراقيةفي مسقط) في محفلنا هذا ، فوجــــئنا – عند التواجد فيطائرة الذهاب برجل بسيط لا يبدو عليه علامات المسؤول ،فإذا بأحدهم يقول هذا هو السفير العراقي في سلطنةعُمان،  قلنا ممكن ان يكون المظهر غير الجوهر، ولكن عنداللقاء به في مقر السفارة صار يقينا عندنا ان هذا الشخصلا يملك مقومات (سفير) ، يتعالى من فراغ، غير متعاون لميكن بالمستوى المطلوب ، ولا يحسن فن الاتكيت والحوارواللباقة وحسن التعامل مع الآخرين ، فكيف بنا ونحن أبناءبلده ، فشعر الوفد بالغضب من هذه الزيارة ، التي كانتهي خيبة الأمل الوحيدة خلال تجربتنا في مسقط . فالجميع متعاون وجميل الا ( السيد السفير) ، الذي لانعرف كيف وصل إلى هذا المنصب . كنّا نظن أن المحاصصة وما يتبعه من اختيار أشخاص غير جديرين وغير كفوئين من بعض المحسوبين على الجهات السياسية ، ظاهرة موجودة في داخل البلد لا في خارجه ،  وهذا ليس بالغريب علينا ، فما شاهدناه من قبل السفير العراقي فيالأردن وما قام به من تصرفات مشينة ،  فقد تكون هينفسها موزعة على بعض السفارات.. !!

وللحديث تتمة.