18 ديسمبر، 2024 9:55 م

تجاويف الوضع العراقي الراهن

تجاويف الوضع العراقي الراهن

كثيرا ما كتب المحللون واصحاب الراي والسياسيين والمثقفين عموما في موقع كتابات المتميز وغيره من المواقع وايضا في الصحف والنشرات والوسائل الاعلامية الاخرى لرصد الكثير من النقاط المثيرة للدهشة في الواقع العراقي اليومي والتقلبات التي يعيشها الفرد العراقي ، وربما كتب حتى المراقبين والمتابعين للوضع العراقي من الغربيين عن هذه المفارقات الكثيرة وقد اوعز احدهم عدم عودة الكوادرالعلمية العراقية المهاجرة الى العراق وكذلك عزوف الكثير من المهاجرين العراقيين عن العودة الى العراق لنفس الاسباب وسنشيرالى بعض اهم المفارقات في الوضع العراقي المتارجح وهي :
* الطائفية والخطاب الطائفي الذي يحكم في العراق والذي اصبح بديلا لكل المبادئ والقيم والاسس التي تجمع الشعوب في دول العالم ؛هذا الخطاب الذي هشم  كل الاواصر وصار زادا للسياسيين وثروة يجيروها ويستثمروها متى ما ارادوا ! وعلى الرغم من أن هذا الخطاب يشهد رواجا وترويجا في عموم دول الشرق الاوسط وهذا يعود الى الجهل والتجهيل لشعوب المنطقة من جانب ودخول الغايات والمآرب غير المشروعة لمنظري ورموز التيارت المتشددة ( التكفيريون والطائفيون ) من جانب آخر وايضا للمخططات التي تريدها الدول الغربية المستفيدة من تمزيق وتدويل الدول والشعوب في الشرق العربي والشرق الاوسط عموما ، ولكن الساحة العراقية هي الاكثر استقطابا وتشنجا وقد ظهر تأثير هذه المسالة جليا في عدم عودة اي كوادرربما تستطيع ولو بشئ بسيط النهوض بالعراق من كبوته التي طالت ايامها وشهورها والسنين ، ومن الامثلة الواضحة على هذا التشنج الطائفي ما تشهده الساحة العراقية من تازم بصدد التظاهرات التي يكفلها القانون ولكن تدخل فيها التفسيرات والتاويلات التي لا تنفك عن الجذب الطائفي والاصطفاف الجهوي والاستغلال السياسي من كل الاطراف .
* العجز والفشل الحكومي هذا الفشل الذي يمكن لاي متابع ان يعرف مفرداته ووقائعه الملحوظة وعلى كل المستويات في كافة المؤسسات الخدمية والانتاجية ( إن وجدت ) ، ففي احدى المؤسسات الحكومية والتي من المفترض أن تكون مؤسسة رائدة في الانجاز والابداع فانهم يتسابقون مع نهاية العام لصرف اكثر ما يمكن صرفه حتىفي الامور التافهة لئلا تعاد هذه السيولة من الميزانية المرصودة الى ديوان الوزارة ، أما المشروع الكبيرالذي خصصت له ميزانية ضخمة تكفي لسد حاجة 10000 عائلة متوسطة لمدة 6 اشهر وأنا مسؤول عن كلامي امام الله وامام الناس فهذا المشروع فشل قبل  انتهاء خطوات العمل فيه والكل يعلم بذلك بدءا من المسؤول الحكومي والعاملين فيه من اعلى مستوى الى ادنى وحتى المواطن البسيط الذي لا يمتلك اي رصيد في تخصص البناء والهندسة والاعمار ، اما في مجال الاستثمار فلم يدخل العراق الا بعض الشركات النفطية مع ضرورة الاشارة الى كثير من الاستفهامات المطروحة عن عدم نزاهة العقود والعلاقات غير المشروعة بين بعض المسؤولين وهذه الشركات النفطية وايضا لم يدخل الا بعض الشركات الهجينة التي لا يعرف لها سجل يذكر في مجالات البناء والاعمار .
* المناطقية وبهذا الخصوص وعلى الرغم من الشد الطائفي في العراق الجديد فان المناطقية هي الاخرى قد تركت جروحها الغائرة في الجسد العراقي فالمناطق الكردستانية والمناطق الغربية والمناطق المتداخلة ( المشتركة ) والمناطق في بغداد العاصمة ( ذات الصبغة الواحدة  و المختلطة ) ومناطق جنوب بغداد والمناطق الجنوبية ( الفرات الاوسط وحوض دجلة وجنوب العراق ) هذا من جهة والمناطق النفطية ( الغنية ) والمناطق الفقيرة من جهة اخرى وغيرها كلها تقسيمات تعج بها ابجديات الواقع العراقي المريض .
* العاهات الاجتماعية فمن المعلوم أن مجموعة العادات والتقاليد وايضا العقائد الدينية هي المؤثرات الاكثر وقعا في مرتكزات الشعوب الا إننا نجد ان التقاليد  في العراق صارت عناوين للتغطية على كل الاهتزازات التي حدثت بالعراق منذ بداية دخول الاحتلال حتى اليوم فالمجاملة مع المسؤولين الفاشلين بامتياز يعد في العراق من اداب  الضيافة واستلام الهدايا !! في قبال بيع الضمير وتعمية الواقع والتغطية على المهازل وحتى التواصل مع الاميركان والمحتلين وايضا الرضوخ للارادة الايرانية تعد من الامور الطبيعية وهي بهذه الدرجة من البؤس والشذوذ اللامتناهي ، اما المعاني والقيم الدينية فهي الاخرى قد تم استغلالها للتجييش والاثارة وتسويق اللامعقول وتخدير الناس على حساب الكرامة الوطنية وضياع المستقبل ويأس الجمهورمن تبدل الاوضاع فليس هناك امل ولا بصيصا من نور في نهاية النفق المظلم مع الاسف الشديد .