20 مايو، 2024 1:12 ص
Search
Close this search box.

تجار في العراق لا يبيعون سوى الكلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

التجارة فن ومهارة كما يقال , والمهارة في التجارة تحتاج إلى الإجادة والإبداع في فن الكلام حتى يقتنع من ينوي آو يفكر في شراء سلعه ما معروضة للبيع بشرائها.

وكلنا نلاحظ عند تجولنا في السوق وجود هكذا أشخاص يمتلكون هذه الحنكة والإبداع في فن الإقناع والكلام ولا أريد أن نذهب بعيداً فالتجارة ليست بموضوع بحثنا .

نشاهد الكثير من سياسيينا من على شاشات التلفاز يومياً بل كل ساعة تقريباً حتى صدعوا رؤوسنا بكلامهم المكرر عن الوطنية والنزاهة وحب الشعب والوطن .!!

وكأنهم في سباق لتحطيم الرقم القياسي بالظهور على شاشة التلفزيون الذي سجله من سبقهم في حكم العراق.. يبيعون علينا الكلام بطرق وأساليب مختلفة .

 لكل فرد منا أسلوبه وبصمته ومكانته بالحياة وليس بالضرورة أن تكون المكانة مرتبطة بالمنصب او المكانة الاجتماعية فقد تكون ألمكانه هي المقرونة  بالود والاحترام والتقدير لمن حولنا , والأسلوب مقصود به هنا هو طريقتنا في التفكير .. في الحديث وفي النظر وفي طريقة جلوسنا ونبرة صوتنا , وكل ما يعكس شخصيتنا أمام المتحدثين إليهم فنحن عندما نتحدث نعطي انطباعاً أما سلبياً أو ايجابياً  انطباع يكون نتيجة للأسلوب الذي تكلمنا به أمامهم

وكم من الأساليب التي تُدخل الناس إلى قلوبنا بدون مقدمات وبفرح غامر , وأساليب أخرى تجعلنا نغلق قلوبنا بوجوههم من مجرد كلمة واحده أو موقف أو ردة فعل معينة .

وتجار بيع الكلام كثيرين ومتنوعين في وطننا .

 فمنهم  من يبيع الكلام المنمق غير المفهوم اعتقادناً منه إن من يسمعه أو يشاهده سيدون كل كلمة قالها  كأنها آيات منزلات من السماء ويحفظها ويعلمها إلى أبنائه آو طلابه لتكون لهم  مشعلاً ينير لهم هذا العالم المظلم  الذي يعيشون فيه وعلى رأس هذا النوع السيد إبراهيم الجعفري الذي يتكلم بكلام لا يفهمه حتى الراسخون في العلم درجة .!!

 وانا متأكد انه لو تحدث بلغة أخرى وبنفس الأسلوب أيضا لن يفهم عليه احد . !!

ونوع أخر ينظر إلى السوق والى الزمان  والمكان قبل أن يتكلم ماذا يحب الناس أن يسمعوا

طائفية .. تحريض.. تسقيط  …الخ  فيتحدث إليهم بما يحبون سماعه وتطرب له أذانهم

وعلى رأس هذا النوع السيدة النائبة حنان الفتلاوي ..فالسيدة لها قدرة عجيبة على تغيير حقائق ووقائع بعيد عنها إلى جانبها بدون وجل او خجل , لان لها من في السوق من يصفق لها وبحرارة

ونوع أخر يتحدث لا في الزمان ولا في المكان المناسب .. يتحدث عن وجود شكل لزخرفة اعتقد إنها  لنجمة داود على باب احد الأضرحة المقدسة , في زمن الناس تبحث فيه عن قطرة ماء نظيفة لتشربها, وعن قليل من كهرباء تنير لها مصباحاً تزيح به ولو لفترة وجيزة ظلام يلف حياتها .

وعلى رأس هذا النوع السيدة النائبة مها الدوري التي تتمتع بلسان سليط يتحرك بسرعة عجيبة حتى إني عندما اسمعها أتعجب من إنها كيف تتحدث بهذا السرعة ولا تعظ لسانها .!!

ونوع يتحدث في الدين في ديننا .. ديننا نحن وعن علاقتنا مع خالقنا يتحدث وكأنه محامي موكل

من وكلكم بالتحدث عنا أو تقرير مصيرنا ومصير أبناءنا ومستقلبنا ان كنت تريدون الجنة

فأذهبوا انا ها نحن هنا قاعدون لا نريد الذهاب في ركبكم هنيئاً لكم الجنة .. ولا داعي لذكر أسماء فبمجرد تقليبة صغيرة بين قنوات التلفاز ستشاهدهم بأنواعهم وألوانهم ……………..انا يأفكون

ونوع أخر وهو الأخطر والأشد فتكاً الذي يتحدث عن الانتصارات والحروب الطاحنة  التي تسيل لها انهاراً من الدماء ليس دمه أو دم المقربين منه وإنما دماء الفقراء الذين يستمعون إليه فقط , هؤلاء الفقراء الذين ابتلاهم الله بفقرهم وبمن يتحدث إليهم , فقراء ومساكين مقتنعين بما يتحدث مهما كان  أبنائهم يلتحفون السماء ويفترشون  أرضاً في باطنها ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم ,

فقراء يعلم إنهم خير من يشتري بطاعته الكاسدة , التي سيبنون منها  لأبنائهم بيوتاً من صفيح وسيلبسونهم أسمالاً وتسيل دمائهم للذود عن شرف الأمة وكرامتها وعزتها والدفاع عن البوابة الشرقية أو الغربية أو الشمالية أو الجنوبية ! وما أكثر الأبواب في وطني.

وعلى رأس هذا النوع السيد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي الذي للأسف أصبح فناناً في صنع الأزمات أزمات مستعصية قريبة من الانفجار بعيدة عن الحل فصدقني يا سيدي ان الناس تعبت عن الدفاع عن البوابات وملت فأنطيها وخلصنه وخلصهم رحمة لوالديك .

أرجو من الجميع ان يستمع الى اغنية الفنان سعدون جابر ( بياع كلام ) لانها ستلخص الكثير لكم

عن حقيقة تجار الكلام المنتشرين في وطننا منذ عشر سنوات .

 [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب