18 أبريل، 2024 1:32 م
Search
Close this search box.

تجار الماء و الدماء

Facebook
Twitter
LinkedIn

يشتهر العراق بانه من اغنى البلدان نفطياً وتعتبر تجارته مربحة جدا للبلد لكن هناك نوع اخر من التجارة أختص بها الخط السياسي العراقي وأخص منه الاحزاب الاسلامية ورجالاتها الا وهي تجارة الدم،أستخدمت هذه الثلة العراقيين أسوء استخدام،تارةً يقتلوهم باسم الديقراطية وتارة بتنمية الشعور المذهبي واثارة النعرات الطائفية بين ابناء الشعب الواحد لقتل الاواصر المجتمعية،وتارة اخرى بسرقتهم وتسييد الفاسدين عليهم بل باتوا ينشرون الموت بين الناس بتغاضيهم عن اطنان المخدرات الداخلة من ايران كما اعترف رئيس اللجنة الامنية في مجلس النواب وارسال العراقيين لجبهات الموت ليس خدمةً للوطن بل لمصالحهم ومنافعهم السياسية،فحينما تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من احتلال اجزاء من سوريا سخر ساسة العراق المواطنين للقتال خارج حدود بلدهم دفاعا عن نظام بعثي حاربوا نظيره في العراق لسنين طوال وسعوا لاسقاطه بكافة الوسائل (حتى انهم وافقوا على تجويع الشعب العراقي بحصار ظالم بحجة اسقاط النظام الحاكم انذاك رغم علمهم ان ذلك الحصار لم يمس النظام بشئ)وقُتل مئات العراق هناك بحجة الدفاع المذهبي،وحين احتل ذات التنظيم اجزاء من العراق حشدت الحكومة العراقية الشعب لقتال ذلك التنظيم بفتوى من المرجعية الدينية،وتناسى من هب للحرب ان العراق يمتلك مؤسسة عسكرية يقدر عددها باكثر من مليون وربع المليون عنصر امني وعسكري صُرف عليها مليارات الدولارات،وضحوا ابناء العراق بانفسهم لوحدهم دون ان نشاهد من دفعهم او ابنائهم يقاتلون معهم،بينما كان في المنطقة الخضراء من ينتظرهم لينسب نصرهم لنفسه ويحقق مكاسب سياسية متناسياً دمائهم،واخيراً باتوا يُجيشوهم للدفاع عن ايران بعد الانهيار الاقتصادي الذي اصابها نتيجة العقوبات الامريكية وقبل كل هذه الامور كانت هناك استثارات عاطفية للجماهير ليتم زجهم بمظاهرات دعماً للبحرين ثم مظاهرات بسبب اعدام رجل الدين السعودي نمر النمر وأمور كثيرة لاتخص العراق من قريب ولا من بعيد،بعد كل هذه المخاضات العسيرة طالب العراقيين ببعض حقوقهم كالماء والكهرباء والخدمات فثارت ثائرة الاحزاب الحاكمة فبدأو بقتل المتظاهرين واعتقالهم ونعتهم بأبشع الاوصاف وجهزوا رجال دين لتغييب الناس مرة اخرى يطالبونهم بالصبر والتحمل على ماهو موجود من ظلم وبلاء واجحاف بحقوق المواطنين لانها دولة المذهب،بل ظهر اخرون قالوا ان المطالبة بحقوق المقدسات اولى من المطالبة بمستلزمات الحياة وكأنما الدين والمذهب يفرض على الناس العيش في العصور الحجرية برغم كل الثروات الوفيرة على ارضهم،هنا بدأ ينكشف التلاعب حيث بان للجميع ان من دفعكم للموت هو من يرفض ان يساعدكم ويغير من حالكم،اتضحت الصورة انهم يتاجرون بدمائكم ويريدونكم بيادق حرب يحركونها كلما اقتضت مصالحهم ورغباتهم المذهبية،فهاهو من جمع شملكم تحت رايته للقتال قد وجه بنادقه لصدوركم واطلقوا النار من مكاتبه عليكم لانكم طالبتم ببعض حقوقكم المفترضة،ومايحدث الان في البصرة جنوب العراق من موت يومي مستمر بسبب تلوث المياه ماهو الا دليل اخر على قبول الاحزاب الاسلامية بموتكم فلم ينبس احدهم ببنت شفه وعدد المتسممين تجاوز الخمسة عشر الف حسب احد قضاة المحافظة وهم يتابعون موتكم بصمت عميق،نعم لامشكلة لدى السلطة ان يموت ابناء العراق جوعاً وعطشاً دام انهم ضمنوا تجنيدهم في كل وقت وحين،هنا نسأل العراقيين اين من تظاهرتهم من اجلهم واين من ذهبتهم للقتال دفاعاً عنهم هل تظاهروا لاجلكم؟هل طالبوا بحقوقكم كما طالبتم لهم؟هل حضروا للدفاع عنكم حينما انطلقت نيران البنادق عليكم من مقرات الاحزاب التي كانت تستخدمكم في المعارك؟حق على العراقيين ان يدافعوا عن بلدهم ضد المعتدين من داعش وامثالهم لكن حق لهم ايضا ان يرفضوا من يستغلهم ويتاجر بدمائهم،حق لهم ان يرفضوا دور البيدق الذي يحركه انتهازي كما يشاء ويزج به في كل ارض تقرع فيها طبول الحرب،لم تبقى ذريعة لقتل الشعب وسرقته الا واستخدمتها تلك الاحزاب كاسيةً تلك الذرائع بغطاء ديني مقدس يدخل جهنم كل من يعترض عليه،لو كانوا على حق فعلا لساندوكم في مطالبكم وسعوا لكم في تحقيقها لا ان يسمونكم بعثيين ومندسين،المندس هو من يرضى ان يموتون ابناء بلده جوعا وعطشا ويقضون حياتهم بلا خدمات ولا حياة كريمة بل ويكرهونهم بكل بلد ناجح كي لا يطمحون ان يعيشوا مثله،والبعثي هو من يرسل ابناء جلدته ليقضون نحبهم على غير ارضهم دفاعاً عن نظام بعثي رغم ان البعث لم يصنع هكذا جرائم ابان فترة حكمه،لاينقص العراقيين الوعي فهاهم خرجوا من غيبوبتهم وكشفوا الاقنعة المزيفة لمن يدير البلد ولا يحتاجون الا الاستمرار في مطالبهم ومظاهراتهم ليصلوا الى سدة الخلاص ويحيون كما يحيى غيرهم بحياة كريمة مستقرة يأمنون فيها على انفسهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب