موضوع فيه نسبة كبيرة من الخطورة والضرر المادي والمعنوي على العراق ,فقد انتشرت في السنوات الثلاث الاخيرة وبصورة ملفتة للنظر ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات وبطرق متعددة اما عن طريق الحبوب الدوائية او عن طريق تناول الاركيلة بالمعسل المخدر وهي الطريقة الاكثر انتشارا الان او عن الطريق المباشر الحقن بالمخدرات بالابر او غيرها ,ولو تاملنا بشكل بسيط مايجري في المقاهي والتجمعات الشبابية في اغلب مناطق العراق لاكتشفنا هذا الامر ولاحظنا تصرفات المتعاطين كيف تكون غير منضبطة وفي اغلبها التعدي على حريات وحقوق وممتلكات الناس ثم الذهاب بالمتعاطي الى الامراض الخطيرة كالدهان والسرطان وفقدان الوعي ,هذا يجري على مراى ومسمع من الحكومة والتي تعلن بين فترة واخرى من ضبط كميات من المخدرات او الحبوب قادمة من الشرق او الغرب ولارادع لها بل هناك من يدعمها ويغذيها من الطبقة السياسية الحاكمة ,ايضا ساعد في هذا الامر غياب الوعي الاجتماعي والديني من خلال غياب المؤسسات التربوية والتوجيهية الصحيحة والتي من واجبها ابعاد الامراض الاجتماعية عن البلد ,كذلك عزوف المثقفين عن مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة وانشغالهم بالتناحرات السياسية بل واصبحوا يعتاش البعض منهم على عمق الخلافات السياسية ليتصدروا واجهات الفضائيات في التحليل والمتابعة وهذا مايعود بالفائدة المالية لهم ,ايضا ابتعاد قسم كبير من المؤسسة الدينية عن النصح والارشاد الحقيقي بهذا الشان وتحويل المنابر الروحية الى منابر سياسية خالصة وكل يتحزب لطائفته او حزبه او كتلته تاركين الشباب يذهب الى المجهول الخطر ,ايضا هنالك الارادة الدولية والتي تعمل بقصد لاذكاء وتقوية هذه الظاهرة غير الاخلاقية ليضيع المجتمع حتى تستطيع السيطرة عليه من جميع الجوانب ,فلايمكن لنا ان ننسى شبكات المخدرات التي كانت تدخل العراق سابقا والتي كان يلقى القبض عليها وينفذ بها حكم الاعدام وفي اغلبها من دول اوربية واسيوية معروفة جدا .
اليوم انا اطرح هذه القضية وكلي امل في الالتفات الى معالجتها وعلى مختلف الجوانب فالبعض يتحجج بان الشباب ومن كثرة عنصر البطالة يلجاون الى هذا الاتجاه لينسوا ويتناسوا الامهم وتعبهم ,كذلك فشل الشباب في المدارس يؤدي بنسبة كبيرة الى هذا الطريق كذلك التخمة من الاموال غير المشروعة وفي اعمار صغيرة او اهمال من الاهل الاغنياء وتركهم ابناءهم بلا متابعة وقيود ,هذه كلها حجج واهية غير مقنعة لاننا ابناء مجتمع شرقي لديه نسبة من التدين والعادات القبلية التي ترفض الاساءة الى الناس وحري بنا ان نعكس صورة سليمة لمجتمعنا ونكون سفراء جيدين لوطننا , الاهم في هذا يجب ان تكون وقفة حقيقية من الدولة ازاء هذا المرض الخطير وان تحاسب وتدقق وتفتش القادمين من الخارج وان لاتفسح المجال لدخولها الى العراق الا لاغراضها الانسانية وبالضوابط المعمول بها وان تكون عقوباتها بحسب الضرر منالظاهرة نفسها ,ان ترك الحالة تستشري وتقوي سيؤدي الى ضياع كل القيم الاصيلة ودخول ممارسات جديدة الى المجتمع لم نالفها ونعرفها سابقا مثل انتشار ظاهرة الايمو الذكرية وفسادها الاخلاقي وظهور الشريك الجنسي لدى بعض المتزوجات كما في بعض المجتمعات الغربية كذلك انتشار الرذيلة باقبخ صورها بين المجتمع وهو ماينذر بغضب السماء علينا وتوقع عقوبتها لنا اكثر مما نحن فيه الان .
ان تكاتف الجميع من ابناء البلد للوقوف بوجه هذه الظاهرة وغيرها هو المطلوب لحماية العراق وابعاد الشر عنه ,واكثر الناس مطالبة في الموضوع هم طبقة المثقفين في ان يلعبوا دورهم في توعية الناس وبيان خطورة الظواهر المنحرفة على المجتمع من خلال الندوات الفكرية او الكتابة باستمرار عن هذا الموضوع وتفرغ المؤسسات جميعا لحماية ابناءنا من الانحراف والضياع . وفقكم الله تعالى جميعا