17 أبريل، 2024 3:27 م
Search
Close this search box.

تجارب الغير.. دروس وعبر في تحقيق الذات

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقال لي من اصحاب الاختصاص..
أن تطبيق تجارب الغير تحتاج الى تشابه في الظروف.. كون العراق ظروفه استثنائية ولاتشابه ظروف اي تجربة ناجحة.

اليوم ساتكلم عن تجربة نجاح شركة طيران ظروفهم في مرحلة ما كانت أسوأ من مانمر به… ولكن نجحوا في الوصول الى أطراف العالمية….
اتمنى من اصحاب القرار في الحكومة العراقية وأصحاب الاختصاص أن يطلعوا على هذه التجربة لشركة الطيران (كونها شبيهة جدا من ظروف ناقلنا الوطني العراقي)..

تجربة. ” الخطوط الجوية الأثيوبية”

هذه الشركة في الأصل ملك لدولة تصنف ضمن أكثر بلدان العالم فقراً، وتنعدم فيها الموارد الطبيعية كالنفط ومشتقاته والغاز (اختلاف واضح لواقعنا في هذه الجزئية ) وتتمتع بانخفاض درجات الحرارة وبأمطار غزيرة معظم العام وبحيرات وأنهر ووديان مما جعلها ((بلداً سياحياً)) في المقام الأول ((العراق بلد تتوفر فيه مقومات السياحة الدينية والطبيعية))

نرجع لوضع ناقلهم الرطني..

الخطوط الأتيوبية تأسست عام 1945 (قريبة من تاريخ تأسيس الخطوط العراقية) , ومرت بعدة حقبات تاريخية تتغير أحوالها صعودا ونزولا على حسب سياسة الدولة ونظرتها تجاهها وعقلية الفئة الحاكمة (( وهو حال اغلب الدول الغير مستقرة ومن ضمنها العراق))

المهم.
عند انتصار الثورة الشعبية في بلادهم عمدوا الى تطهير جميع مؤسسات الدولة ومن ضمنها الخطوط الأثيوبية فطال التغيير حتى مديرها العام (( مستر جرما)) والذي في عهده بدأ عصر الحداثة والانتعاش وفتح باب كبير للتعاون بين الخطوط الأثيوبية وشركة البوينغ الأمريكية .

ماذا حصل بعدها. .

اي بعد إخراج ( الشخص المناسب من مكانه وإسناد هذا الدور لغير الاختصاص)… بدأت الخطوط الأثيوبية بعدها في تسجيل مؤشرات التراجع والتدهور في كل مرافقها.

مما جعل الحكومة تجري دراسة الوضع وتحليله… فخلصت الى نتائج من ضمنها
(( عودة مستر جرما لقيادة دفة الشركة من جديد)). أي ((عودة الرجل المناسب للمكان المناسب)).

اتصلت الحكومة الأثيوبية بمستر جرما…وأبدت له رغبتها في عودته مجدداً مديراً لشركتهم الوطنية….
ولكنه…
اي مستر جرما.. اشترط قرار عودته بثلاث شروط :

أولاً…
عودة جميع الكوادر السابقة للعمل( من اصحاب الخبرات والكفاءات التخصصية) والذين فصلوا بشبهات سياسية .

ثانياً…
(( فصل)) الكيان الاداري للشركة عن الكيان السياسي للدولة فصلاً تاماً

لضمان استقلاليتها وكينونتها…. ولا يجمعها مع الحكومة (( الا)) ايراداتها التي تصب في خزينة الدولة.

ثالثا….
أن يعامل (( جميع المناصب السياسية التنفيذية منها والتشريعية وجميع رجالات الدولة مثلهم مثل بقية الشعب))
في دفع ماعليهم من استحقاق مبيعات تعود لخزينة الشركة .

وافقت الحكومة.. بتلك الشروط ((وعاد مستر جرما)) لمنصبه..
وأدار الشركة بعقلية طيران متفتحة حديثة ذات خلفية وخبرات سنين مضت واوصل الشركة الى ماعليه الآن من تطور وتحديث شمل مايلي…
١. تجديد للاسطول وضم أحدث الطرازات .

٢. اتفاق مع بوينغ لافتتاح أكبر(( مركز للصيانة لطائراتها بأفريقيا)) وهذا في حد ذاته مصدر آخر من مصادر الدخل لديها وبالعملة الصعبة

٣. حصر خدمة المناولة الأرضية بجميع مطاراتهم للخطوط الأثيوبية فقط وهي خدمات تقدم بأسعار عالية وبالعملة الصعبة لعدم وجود البديل والمنافس .

٤. عدم المجاملة في المبيعات والأوزان لأي كان حتى لوكان(( مسؤول كبير)) بل شملت حتى الحقائب الدبلوماسية للدولة ترسل ببوليصة شحن ويدفع مقدار وزنها نقوداُ .

٥. الفقرة المهمة في الموضوع….

إيجاد بيئة استقرار اداري واختيار (( الشخص المناسب لإدارة الشركة)) والذي يجب أن يكون ذا طبيعة وخلفية مهنية في المجال… بعيدا عن موضوع تعاقب المدراء المعينين لترضيات وأسباب سياسية بحته .

٦. وأخيرا…. السبب الحقيقي لنجاح تجربتهم..

منع تدخل الدولة في
(( سياسة التشغيل والادارة وخطط وبرامج التحديث التي اتبعتها الخطوط الأثيوبية))
بل وكل ماتقدمه من خدمات بل تتعامل الحكومة في استخدام خدمات الشركة مقابل استحقاق مادي يذهب الى خزينتها

فلا عجب…
أن الخطوط الأثيوبية اليوم أحد الممولين لسد النهضة المائي (مشروع استراتيجي لدولتهم) بقروض ستعود لها بربحية بعد دخول مبيعات السد , وتدخل في شراكات مربحة مع بعض شركات الخطوط الأفريقية .

هل استمر هذا الرجل في مكانه..
كلا….
بعد هذا النجاح…
ترك هذا الرجل منصبه بعد أن أعطى من جهده وأفكاره وخبرته للشركة لتنهض من جديد فاسحاً المجال للشباب ليسهموا في أفكار وخطط جديدة ولكي تتواصل مسيرة التطور والتحديث.

بحيث أصبحت تجربة ادارته للمؤسسة ((من العلوم الإدارية التي تدرس في كليات الادارة والتخطيط))

المغزى….
فشلنا في شركة الخطوط الجوية العراقية إداري بحت… وتطبيق تجارب الغير (بتوفر الظروف المتشابهة) هو الحل الأمثل للنهوض بشركة الخطوط الجوية العراقية من سباته.

ناصح لكم.. هل من سامع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب