21 أبريل، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

تتعدد الحكومات والرقص واحد

Facebook
Twitter
LinkedIn

في تسعينات القرن الماضي التقيت مع صديق لي في فندق بابل اوبروي في العاصمة بغداد وكان معه شخص ثاني تبين لي فيما بعد بانه مسؤول وبدرجة محافظ وقد احيل الى التقاعد بسبب راقصة قام بتهجير اهلها من محافظته كونه شخص لايميل الى هذه الامور ويعتبرها مخالفة للدين والاعراف والتقاليد ولكن يبدو ان هذه الراقصة لها علاقة شخصية مع احد رموز النظام السابق فاشتكت له تصرف هذا المحافظ فقام بطرق وحجج واهية لعزله من منصبه فتم عزله من المنصب..استغربت من هكذا تصرفات غير قانونية في حين كان من الممكن ان تلجأ تلك الراقصه الى القضاء بصفتها مواطنة وتحل مشكلتها عن طريق القضاء…
اليوم انتهى النظام السابق وانتهى كل شيء متعلق به من قوانين وانظمة كانت معمول بها…
ولكن للاسف في نظامنا الديمقراطي الجديد سمعت بقصة مشابه للقصة الماضية عندما قصد احد المواطنين منزل احدى الراقصات في احدى مناطق بغداد الراقية واعطاها طلب تعيين احد ابناءه كونه بامس الحاجة لذلك وفي اليوم التالي اتصلت به لتبلغه بصدور امر وزاري بتعيين ابنه والمشكلة ان هذه الراقصة تتكلم بقوة وكانها المسؤول نفسه…
هذا هو حال بلادنا فاليوم ما اكثر المحسوبية وما اكثر سياسيي الراقصات ممن تسول لهم نفسهم الامارة بالسوء والمعممين الذين لايعرفون من الدين سوى العمامة وهم يقبضون الرشوة ثمنا لعمل المعروف صغيرا كان اوكبيراً وتجار بورصة الدولار واسماء شركاتهم الوهمية التي تساهم في تهريب وتبييض الاموال الى الخارج..
ان من دمر البلاد اليوم بالكامل هو وضع الشخص الغير مناسب في مكان المسؤولية…
فلقد دمرت الدولة التعليم عندما وضعت وزير للتربية ولكن لايعرف اي شيء عن وزارته فمن يدير الوزارة مديرة مكتبه.. ووزير للتعليم ولديه نسبة من ارباح اغلب الجامعات الاهلية….
لقد تدمر الاقتصاد العراقي بالكامل فلا وزارة الصناعة تصنع واغلب شركاتها ومعاملها خارج الخدمة ولا وزارةالزراعة تدعم الفلاح بمعدات زراعية تساعد في تطوير وتحسين الانتاج الزراعي…ولا وزارة الاتصالات تستطيع جمع الضريبة المفروضة على شركات الهاتف النقال بسبب الفساد الاداري..
ولقد تم تدمير الموسسة العسكرية بسبب الفساد في عقود التجهيز والتسليح وبيع وشراء المناصب…
ان من دمرالعراق اليوم المواطن الذي انتخب هؤلاء الفاشلين مقابل كلمة(( عفية وماقصرتو وبعدها مع السلامه))
بعدها سيتمنى المواطن لو انه يعرف تلك الراقصه التي تستطيع أن تحصل له على وظيفة وتيسر له اكمال كل معاملاته بعيدا عن الروتين القاتل في دوائر الدولة…فمهما تعددت الحكومات والانظمة يبقى للراقصات دور مهم في بعض النفوس الضعيفة من السياسيين…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب