7 أبريل، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

تتجمع الدموع في عينيها

Facebook
Twitter
LinkedIn

ملاحظة ::واذا جاءك فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .
هذه قصة انسان لم يتبين الحق وصدق الكلمة التي تسببت في ضياعه وخسرانه. فندم ولات حين مندم.
نستمع اليه وهو يتحدث:-
…..
تتجمع الدموع في عينيها ويملئ سمعي صوت شهقاتها فأظل صامتا لا أقول كلمة منتظرا ان تتم حديثها.
هذا كل ما في الامر…صدقني…
ولكني لا أصدق
تحاول ان تقسم فأوقفها بإشارة من يدي واعاودها السؤال
هل حقا هذا كل شيء…؟
اتوجه بالسؤال الى نفسي عل نسمة من نسائم الاطمئنان تهَّون ما أنا فيه لكن نفسي تضطرب وتلتهب في اعماقي نار ازلية وتساؤل يكبر ويكبر…كيف …كيف يكون هذا كل شيء…؟
بالأمس القريب كانت جميلة هي كل احلامي وهي الحب الوحيد في فؤادي هذا الذي اريد ان امزقه اربا …
اعود بذاكرتي الى الامس القريب حيث رايتها بملابسها المدرسية تسير وصديقاتها فملئت نفسي حبا وبقيت اراقبها دون ان اقترب منها ..كانت تمشي على استحياء بهدوء وعفة وكبرياء ,كانت اجملهن واعفهن ورأيت فيها كل ما كنت اتمناه في شريكة حياتي وفكرت جديا بخطبتها لكن شيئا ما كان يحول دون ذلك وهواني لا أعرفها ..اجل فأنا اجهل تماما من تكون ..هي فقط طالبة من طالبات…….
لقد اطلقت عليها اسم جميلة لأنها كانت اهل له وكنت اجهل اسمها الحقيقي وكنت احرص على تناول قدحا من الشاي في المقهى القريب من مبنى مدرستها فتظل نظراتي معلقة بها الى ان تختفي كنقطة سوداء وانا حذر بطبيعتي ولهذا لم احاول اللحاق بها مرة ولم احاول ان استوقفها او اكلمها كانت كحلم احرص على ان اراه كل يوم وكم كان يؤلمني حين لا يسعدني الحظ برؤيتها فاقفل راجعا الى مكان عملي حزين النفس منكسر الفؤاد ادب دبيب النمل واحسب لليوم التالي حسابه واعد الساعات للموعد الجديد الذي اخطفه لنفسي وكم كان المي كبيرا حين اشرف العام الدراسي على النهاية وصارت اوقات انتظاري لرؤيتها لا تؤت بثمرها كما في السابق اذ لا وقت معين لخروجها وفي يوم حدث مالم يكن في الحسبان اذ بينا انا اجلس في مكاني المعهود في المقهى دخل احد اصدقاء الدراسة فدعوته الى قدح شاي وجلسنا الى الطاولة نتداول الحديث وبقيت اتطلع الى مبني المدرسة بين آونة واخرى مما لفت نظر الصديق ..فسألني ان كنت انتظر احدا ما ..اقول الصدق لقد اردت ان اخبره عن دخيلة نفسي ولكني عدلت عن هذا في آخر لحظة ودون ان اعي كلماتي فقلت: نعم صديق لي ارجو ان اراه
صمت صديقي ولم يقل شيئا وراح يعتب عليَّ لعدم التواصل فاعتذرت له عما بدر مني من تقصير اتجاهه وقبل ان اتم اعتذاري كانت تسير بهدوء برفقة احدى صديقاتها وهالني ان بادر صديقي الى النهوض مودعا اياي وراح يغذ السير الى حيث تسير حبيبتي …اه ..رايته يسير قريبا منه ويتبادلان الحديث سائرين جنبا الى جنب.
خيل اليَّ انها تكلمه بفرح غامر بينما كنت اشعر بمرارة قاتلة وكدت افقد توازني اثناء السير كمن اصابه مس من الجن واصطدمت بأحد المارة فقال ساخرا ومستهزءا عبارة قاسية متهما اياي بالسكر والثمالة .فنظرت اليه شزرا وصرخت فيه :أتراني ثملا يا … كيف تصورت هذا…؟ولم يجب بشيء وكنت اتمنى لو انه رد عليَّ بكلمة لأخفف شيئا مما احس به من ألم اعتصر قلبي .
حين عدت الى مقر عملي راحت العيون تتطلع اليَّ بفضول وسمعت بعض الهمسات بين رفقاء عملي فصرخت بهم قائلا ما بكم فأجابني احدهم :ما بنا نحن ام ما بك انت لقد عدت الينا وكان قطارا سريعا مسح بروحك الارض …
ابتسمت رغم ما بي من الالم لأني تذكرت وجه الفنان عادل امام وهو يدعو على من يكرههم أن يدوسهم القطار ويسحقهم مرات ومرات.
نظر اليَّ رفيقي نظرة حنو ومحبة وسألني قائلا: اراك بغير الحال التي فارقتنا عليها .. خيرا ان شاء الله..
ما استطيع ان اقول له نعم لقد كنت قبل قليل بكامل عافيتي ولكني الان غير ماكنت عليه …من اين ظهر لي ذلك الصديق وما علاقته بحبيبتي ..آه ..ما اقول .. اقول خائنة ..من اين لها ان تعرف بحبي
ولماذا يكون لزاما عليها ان تحبني ..انا الذي استحق اللوم والتقريع لأني لم استطع ان أواجهها بحقيقة مشاعري واخبرها عن تعلقي بها..
كانت ملامحي تنقبض وتنبسط حسب ما يدور في رأسي من افكار.
قدم لي رفيقي قدحا من الشاي وجلس قريبا مني قائلا
تفضل… شاي
..شكرا لك
تناولت القدح بيد مرتعشة ورحت ارتشف منه على مهل
شكرا ..شكرا ..الحق انني متعب .
كلا انت لست متعبا ولكنك تفكر بأمر ما
ما ادراك ذلك..؟
شكلك
وتحدثت له بأمري ..
فأشار عليَّ بزيارة ذلك الصديق ومعرفة حقيقة العلاقة التي تجمعه بالفتاة التي اريد واضاف انك مقصر في عدم مواجهتا بمشاعرك ومعرفة حقيقة مشاعرها .
اتصلت بصديقي عبر الهاتف وطلبت اليه تحديد موعد لمقابلتنا فتم الاتفاق على زيارتي له في داره عصرا.
….
وقفت طويلا الى المرآة ارتب ملابسي وشعري ماجعل شقيقتي تبادرني السؤال عن المناسبة التي تدعوني للمبالغة في تأنقي والاهتمام بمظهري وقالت ضاحكة كأنك ذاهب الى حفلة عرس واستدركت ..عبوسك لا يلائم اهتمامك بأناقتك ..انك جميل ورشيق فما الذي يجعلك حزينا بهذه الصورة.. ابتسمت لها ولم اجب بكلمة.
…………………
ذهبت سريعا الى منزل ذلك الصديق وعندما ضغطت الجرس ايقظني صوت نسائي – من – وحين فتحت الباب ادهشني انها كانت هي التي فتحت لي الباب واشارت الى الدخول حيث انتظار حضور الصديق الذي شغله عن استقبالي امر خاص.
بقيت مسمرا في مكاني لا اريم فكررت على عبارتها ان اخي يدعوك الى انتظاره في الصالة ..واضافت يتأسف لان امر خاص شغله عن استقبالك للتو ..على كل حال سيحضر بعد حين ….تفضل.. واشارت الى الصالة.
كانت لحظة هائلة في حياتي حيث اخرجتني من النفق المظلم من الافكار السوداء والالم النفسي الذي عشته طويلا وكانه دهر ازلي وتحفزت ارادتي لا قول كلمتي سريعا واحقق ما اخفقت به سابقا كي لا يعادوني الندم الذي عانيته فهتفت بكلمات سريعة عاجلة مفعمة بالمشاعر الطيبة لأعرف مشاعرها, كنت لحظتها بطلا صنديدا يقبل على معركة المصير الحياة او الموت وكنت انتظر تأثير كلمتي واستجابة محبوبتي… نظرت اليَّ بهدوء وارتسمت ابتسامة على شفتيها الجميلتين ما جعلني اشعر بفرح غامر .
مذ تلك اللحظة اصبحت حياتنا واحدة وعشنا شهورا هانئة فلم تترك فرصة الا اغتنمتها لتحقيق هنائنا وسعادتنا .انها شهور من التضحية والوفاء مضحية براحتها ودراستها التي كان شرطا ان تتمها بعد ان اصحبت اما تنتظر ميلاد طفل قادم..
…..لقد دخل الشيطان بيننا وهدم بيت سعادتنا ..اعترف اليوم انني انا هو المسؤول عن هذا الأمر اذ صدقت من حمل لي كلمة ارادت بنا ضرا واورقت في حياتنا شرا دبت تفح في بيتنا السعيد فأحالته خرابا حيث كان الذي لم اكن اتوقعه ابدا نعم كان يوما قاتما ذلك اليوم الذي قابلني فيه احد اخوتي واختلى بي معاتبا وراح يهمس في اذني …
* انك لم توفق في الاختيار…!!!
* صعقتني كلماته ونظرت اليه بحقد وصرخت …ماذا تقول…؟
انها انسانة رقيقة وطيبة وعفيفة …انك لاشك تهذي..
ابتسم لي بحزن ثم اتم مقالته ..
انت معذور لأنك لا تعرف شيئا عن علاقتها السابقة بقريبها المدعو (جمال) لقد كان مسافرا خلال فترة زواجكما وقد عاد قبل اسابيع قليلة وحين علم بأمر الزواج راح يتحدث بما لا يليق حول علاقته السابقة وهو يتحدث الى اصحابه عن علاقته بها وخيانتها له بالزواج من غيره اثناء فترة سفره …واضاف مؤكدا كلامه …اسألها وستعرف كل شيء .
صرخت بألم : بعد هذه الايام الجميلة التي عشناها معا …لا تقل انك سمعت عنها شيئا ..انها مثال الكمال والادب لا …لا يمكن ان اصدق ما يقال…
رحت اجادله واصر على موقفي وهو الاخر يصر على ان علاقتها السابقة على كل لسان وانه يتقول عنها احاديث لا يقبلها انسان شريف.
ثم ختم حديثه قائلا ..انت حر في ان تصدق او لا تصدق ولكني اسألك ان تسألها عنه وستعرف الحقيقة…..
هكذا مضيت اليها سريعا وكانت تأخذ زينتها أمام المرآة فأخذت كلتا يديها بيدي وصرخت ما علاقتك بـ( جمال ) فاجأتها صرختي وعضت على شفتيها وحاولت ان ترفع نظراتها واحسست انها ترتجف بين يدي ولا اعلم اهو ارتجاف الخوف او المفاجئة ..حاولت ان تقول كلمة ولكني دفعتها الى الارض فراحت تشهق وتنشج وسؤالي يلاحقها ما علاقتك بـ( جمال )واضفت يبدو انك لعوب وحقيرة …آه كيف استطعت خداعي…آه…آه…
جاءتني كلمتها ودموع في عينيها …لا لشيء اقسم بشرفي ..
ماهي القصة اخبريني..؟؟؟
انكسرت نظراتها ورفعت يدا مرتعشة تمسح دموعها ثم هتفت : اقول لك الحقيقة وعليك ان تصدقني .
صرخت بها قولي …قولي ما تريدين انا اسمعك.
صمتت لحظة فتابعتها ببصري وصرخت ثانيا قولي ..قولي ما جوابك ..ثق انني لم التق به مطلقا ..هو فقط قريبي وكان يلاحقني برسائله ولم ارد عليه بكلمة ………………..
شعرت بالكثير من الغضب واردت ان اهوي عليها ضربا وركلا ولكني لم افعل بل سألتها .
كيف جاءتك رسائله اذا لم تكن لك علاقة به …؟
من خلال دموعها وشهقاتها اخبرتني انه كان يدفع برسائله الى احدى صديقاتها وهي قريبتهما ولكنها كانت تعتذر عن استلام اية رساله او مبادلته باي عاطفة.
شعرت بالغيرة تملأ صدري والغضب يمزق احشائي .احسست بشيء مر يخترق حلقي وحرارة تكوي ضلوعي فأطبقت كلتا يدي على عنقها واوشكت ان اقتلها خنقا ولكنها فرت مني هاربة لتحتمي بإحدى المناضد .
كأنها حمامة بيضاء صغيرة فارة من يد من اراد قتلها
احسست بعاطفة حميمة تتخلل قطرات دمي فتوسلت اليها ان تخبرني الحقيقة الكاملة فلم تزد على ما قالت من حديث.
تتحدث اليَّ وتتجمع الدموع في عينيها ويملئ سمعي صوت شهقاتها فأظل صامتا لا أقول كلمة منتظرا ان تتم حديثها لكن حديثها يقف عند براءتها.. احاول ان اصدق ان هذه الحقيقة فتثار في نفسي شكوكا شتى ويتسلل الغضب الى نفسي .احاول ان اتوهم غير ذلك فتتخللني عاطفة المحبة والصدق ..وهكذا تشتت حياتي بكلمة قالها لي اخي وصلت اليه عن احد هم .. هدم بيتا كان بالمحبة الصادقة قائما وان لم ينتهي بنا الامر الى الفراق النهائي لكن الحاجز الكبير ترسخ في حياتنا وجعلنا في واديين مختلفين…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب