في خضم الاحداث التي باتت تنزل كالصواعق على الاسلام السياسي منذ عام ٢٠١١ الى اليوم لم تكن الاحتجاجات الجماهيرية بهذه الخطورة على السلطة في العراق ابدآ . فمرورآ باحداث ٢٠١١ التي قوبلت بالرصاص الحي و الاعتقالات و التغيب القسري وصولآ الى احداث عام ٢٠١٥ التي انطلقت من البصرة و التي انتهت بها و عملية القرصنة التي مارسها التيار الصدري و الحزب الشيوعي العراقي عملاء السلطة داخل الاحتجاج، و بمعنى طبقي، كاسري الاضراب و عملاء البرجوازية، لتختتم بأبهى صورة من صور العنفوان الثوري و العفوية و ايضآ من البصرة هذه المرة في صيف عام ٢٠١٨ ، هذا العام اذا اردنا وصفه بدقة فهو عام الايات النضالية في البصرة.
لماذا هذا العام تحديدآ ؟لان هذا العام كان للجيل الصاعد و الذي التحق بركب الاحتجاجات اول مرة الجيل المحصور بين ( ١٩٩٥ _٢٠٠١) هذا الجيل بدء الاحتجاجات من حيث انتهت تجربة عام ٢٠١١و ٢٠١٥ دفعة واحدة ، لذلك رأينا صورة ناضجة للأحتجاجات وصورة بهية ، احتجاجات في الساحات العامة المناطق السكنية و محلات العمل ( المنشآت النفطية و الموانئ و قطع الحدود التجارية مع ايران خير دليل ) ، وصولآ الى اليوم ٢٠١٩/٧/٤ ، هنا لابد من الاشارة الى نتائج عدة .:
اولآ ، ان طبيعة الصراع قبل عام ٢٠١٨ كانت من أجل الحريات السياسية و المدنية بصورة عامة و الخدمات كانت مطلب عمومي . ثانيآ حتجاجات قبل ٢٠١٨ كانت ذات محركين و اصوات و شخصيات منها العلمانية و (المدنية ). ثالثآ ، و اهم نقطة ، كانت مطلبية و منطلقة من المتظاهرين رابعآ ، كانت مظاهرات مناطقية عمومآ ، البصرة من جهة و بغداد من جهة و المحافظات الغريبة من جههةو كردستان.
كذلك بعد عام ٢٠١٨ قلبت المسألة فما يميزها عن السابق اصبح مظاهرات طبقية دون ادنى شك و اليكم … اولآ ، اصبحت الجماهير تعي انها هي مصدر القوة ، و باتت تراهن على اسقاط سلطة هذه المحافظة او تلك ثانيآ ، باتت البصرة الدافع الاول للاحتجاجات ، حيث منذ بدأت البصرة قبل قرابة اسبوع هبت معها ( ذي قار ، ميسان ، النجف ) ثالثآ ، اكتساب الخبرة من التجارب العملية في التظاهرات ، فبعد سقوط السلطة في البصرة العام الماضي ، باتت الجماهير تفكر بصورة فعلية بارعاب السلطة و اسقاطها او تبديلها كحد ادنى رابعآ ، و اهم ما في الامر ، انتقلت الاحتجاجات من مطلبية الى احجاجات طبقية ، فمن كهرباء و حريات سياسية اجتماعية ، الى فرص عمل او ضمان بطالة و علنآ اذا لم تستطيعوا تلبية هذه المطاليب سوف لم نرحمكم ، هكذا قالت الجماهير ماذا نستنتج ، الجماهير بدئت يتكون عندها اعتداد بذاتها كقوة مؤثرة و يقين بأنها مصدر السلطة ، انهارت لعبة الديموقراطية الامريكية و الانتخابات و صناديق الاقتراع ، شغف الجماهير الحامي من اجل ازالة الاسلام السياسي ، وعي الجماهير بان مصدر قوة الاسلام السياسي النفط و الموانى، فشنت الجماهير هجمتنا عليها ، وعي الجماهير بالارادة الاقليمية لدول الجوار و امريكا في قرار السلطة .. ماذا تحتاج بهذه المرحلة المرحلة؟ انها تحتاج الى، تنظيم عالي
ولكن ماذا نتوقع من السلطة الحاكمة؟ اولآ قمع مبالغ و سجون و تعذيب ، ثانيآ ، تسقيط اعلامي رسالة تنظيم داعش قبل شهر دليل واضح و خلق جو مكهرب بي الجماهير ثالثآ ، شراء و اغراءات للفاعلين بالاحتجاجات و وعود كاذبة بالتعيينات و المصالح الشخصية.
، لكن لن تنطل هذه الالعاب الغبية على جماهير البصرة سوى على اصحاب المطامع الشخصية و الذين التحقوا بالاحتجاجات من اجل انفسهم فقط . ولكن، ماذا عن الجماهير؟ الجماهير اظهرت، اولآ ، استبسال لا متناهي في الدفاع عن ارادتها بالتغير. ثانيآ ، تنظيم عالي مستقبلآ من اجل ان تكون رعب حقيقي للسلطة ثالثآ ، الاشتغال اعلاميآ على دفع الجماهير للخروج و الالتحاق بالاحتجاجات رابعآ ، و نقطة القوة هذه ، سوف يكون عاجلآ او اجلآ اشتراك فعلي و حقيقي للنساء في الاحتجاجات القادمة و هذا زلزال بالنسبة للسلطة لما ترتعب السلطة من هذه الاحتجاجات .