18 أبريل، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

تبـــت يــــدا ابي لهــــب

Facebook
Twitter
LinkedIn

بسم الله الرحمن الرحيم
“تبت يدا ابي لهب وتب ,ماأغنى عنه ماله وماكسب, سيصلى نار ذات لهب ,وإمرته حمالة الحطب,في جيدها حبل من مسد”
 صدق الله العلي العظيم  
لايخفى على الجميع ان هذه الاية القرآنية الكريمة نزلت في ابي لهب وزوجته وهو عم النبي ص بالنسب وهي تبين حالهما في جهنم بسبب كفرهما بدين الله الذي بشر به النبي الاكرم ص ومحاربتهما اياه.
ولكن هل كانت أذية ابو لهب وزوجته اشد من أذية من جاء بعده ,ممن يسميهم بعض المسلمين بالخلفاء والأصحاب؟؟
فمنهم من كان يكيل الدسائس لرسول الله ومنهم المنافق الذي يظهر شيئا ويضمر شيئا اخر ومنهم من كان يتعاون مع اليهود ضد المسلمين ,بل وصل الامر بهم الى التجاوز على رسول الله ص بدعوى انه يهجر وهو على فراش المرض حتى اذا ماتوفي رسول الله ص بانوا على حقيقتهم المقيتة ليجتمعوا ويسرقوا الخلافة من صاحبها الشرعي بل زادوا في غيهم وكفرهم حين اعتدوا على سيدة نساء العالمين الزهراء ع باحراق بيتها وإسقاط جنينها ومنعها من ارثها.
كل هذه الجرائم وأكثر مما لايسع الحديث لذكره جاء بها هؤلاء القوم في ايذاء النبي وعترته عليهم السلام ولكن لماذا لم يذكرهم القرآن الكريم بأسمائهم الصريحة كما ذكر ابو لهب..؟؟؟
السبب ان ابو لهب مستخدما امكانته المادية اتبع سياسة التسقيط والتظليل الاعلامي ضد رسول الله ص ليواجه انتشار الدعوة الاسلامية فساعة يجعل اتباعه يشيعون بان الرسول ص  ساحر وساعة يدعون بأن الرسول مجنون ومختلف وسائل التشهير والتظليل هو ومن كان يدفع لهم المال حتى وصل الامر به الى تشكيل تحالف لعزل النبي واتباعه في شعب ابي طالب ع ولكن شاء الله ان يتم نوره ولو كره المشركون .
من هنا يتبين لنا ان التظليل الاعلامي والتسقيط السياسي وبث الاشاعات المغرضة ربما يكون اكثر اذية من الاعتداء الجسدي وهو ماتحاول بعض الكتل السياسية ان تعمل عليه فبدلا من ابراز دورها وانجازاتها وبدلا من سعيها الى وحدة الصف وجمع اللحمة الوطنية والمجتمعية تحاول اللعب على اوتار الفتنة الطائفية مرة او التسقيط السياسي والاجتماعي مرة اخرى حتى اصبح منهاج عمل لها مستفيدة من امكاناتها المادية والسياسية التي حصلت عليها في الفترة السابقة حين امتصت ثروة العراق وجعلته على حافة الانهيارمستعينة بمن استفادوا من هذه الثروة مرة او من جيشتهم بهذه الاموال مرة اخرى للتغطية على فشلها الذريع في ادارة البلد وضياع امواله واراضيه, فباتت تهاجم الجميع كل من يختلف معها في رأي او كل من يطرح مشروع الهدف منه اصلاح مافسد لاتفرق بين اخ او صديق, بين مرجع او عالم او قيادة سياسية فاصبح دينهم وشعارهم فقط التسقيط والتظليل كأبي لهب .ولكن يقينا ان الذي حصل مع ابي لهب سيحصل معهم وسيلعنهم التاريخ ويلعنهم اللاعنون كما يلعن ابو لهب.
من هنا ندرك لماذا ذكر ابو لهب عليه لعائن الله ولم يذكر الباقون ,ولكننا نستحضر قول الله سبحانه وتعالى لهم ..
“تبــــــت يــــــــدا ابي لهــــــــب”.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب