يثبت لنا واقع الحال مدى انعدام القيم الأخلاقية عن الساسة العراقيين, من اعلي الهرم إلى قاعدته, فاليوم وإثناء اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء حيدر العبادي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز … قال العبادي لسلمان … ( إن هذه الحرب ضد التنظيم “يقودها العراقيون أنفسهم وبمقاتلين وسواعد عراقية، ولا يوجد أي مقاتل على الأرض غير عراقي وإنما يوجد مستشارون لعدد من الدول ) ؟؟!!!
وهذا كذب علني وعلى الملأ, أما يستحي من هذا التصريح وهذا الكلام ؟ وسبقه في ذلك الكذب المعلن وزير الخارجية ( أبو القماقم صاحب النظريات الكنفوشسيتية ) إبراهيم الجعفري في لقاءه مع نظيره الروسي وكان كلامه مشابه تماما لكلام العبادي؟؟!!
واليوم نسمع تصريح ” ابن المرجعية ” عمار الحكيم الذي قال فيه ” سليماني لا يقود معارك ميدانية بالعراق ” ؟!! بينما أعلنت اليوم لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، أن لديها العديد من الوثائق التي تؤكد وجود 30 ألف عسكري إيراني في العراق يشاركون في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”, وقال مقرر اللجنة، شاخوان عبد الله، اليوم، إن “هناك حوالي 30 ألف جندي وضابط ومستشار عسكري إيراني موجودون بشكل غير قانوني في العراق، ويشاركون في المواجهات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تغض الحكومة العراقية الطرف عن الموضوع.
بالإضافة إلى الصور والفيديوهات التي تظهر وجود قاسم سليماني ومساعديه وكذلك الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها تشييع للمئات من القتلى الإيرانيين في العراق, وقبل ذلك التكريم الذي قدمه المالكي لذوي القتلى الإيرانيين في العراق, مع شهادات العراقيين المشاركين في الحشد فكلهم يتكلمون عن وجود إيراني كثيف في العراق.
فلماذا ساسة العراق وعلى رأسهم رئيس الحكومة العبادي ينكرون التواجد الإيراني في العراق مستخدمين العبارة ذاتها, وكأنها كليشة أو محفوظة يرددها الساسة العراقيين, فماذا تسمون التواجد الإيراني العلني والصريح ؟ وبأكثر من 30000 آلف عنصر ؟! هل كلهم مستشارون ؟! لماذا هذا الخوف من التصريح والاعتراف بان إيران هي الآن التي تدير المعركة في العراق ؟! ولماذا هذا التستر ؟ هل بالأمر خلة برأيكم ؟ هل بالأمر محذور قانوني أو شرعي؟! لماذا تخشون من قول الحقيقة؟ فكذب ساسة العراق المعلن يكشف مدى انتفاء القيم لديهم, فلا يملكون أي قيمة أخلاقية.
وهنا نستذكر كلام السيد الصرخي الحسني الذي يخص العبادي أثناء الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة الشرق السعودية مع سماحته, والذي يبين فيه مدى تبعية هؤلاء الساسة وانقيادهم وعدم تحررهم….
{ … على الرغم من الاحتمال الضعيف جداً فإننا تأملنا خيراً وقدمنا النصح وكررناه ولكن ثبت يقيناً عند الجميع أنه لا سلطة ولا اختيار ولا رأي لأي مسؤول في العراق دون رأي المحتل الإمبراطوري الإيراني، فلا يبقى أي مبرر للقول والنصح والإبلاغ…}.
وبالفعل من انعدمت قيمه الأخلاقية, ومن اعتمد الكذب والنفاق والدجل والتدليس والمكر والخداع في سياسته فلا يستحق النصح ولا يوجد مبرر لتقديم النصح له لأنه وبقية الساسة لا يملك قيم أخلاقية ….