7 أبريل، 2024 6:53 ص
Search
Close this search box.

تبعات فتح القنصلية التركية في كركوك على جيوبولتيك الشيعي

Facebook
Twitter
LinkedIn

السفير التركي في بغداد فاتح يلدز في تصريح صحفي وبتاريخ 21 كانون الأول 2018 أكد وخلال مؤتمر صحفي عن تقديمهم طلب للحكومة العراقية لفتح قنصلية لهم في مدينة كركوك. وبالاستناد إلى المادتين 25 و 26 من القانون الخدمة الخارجية رقم 45 لسنة 2008 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963. وأن هذه الخطوة كانت على أجندتهم منذ سنوات ولكنها لم تتحق. وأنه لدى زيارته لكركوك لمس رغبة من أهلها بفتح قنصلية تركية في المدينة وذلك لتسهيل معاملات الفيزا والاستثمارات التركية في المجالات الاقتصادية والبنى التحتية لمدينة كركوك. وحريق قيصرية كركوك التاريخية أختصر الطريق على حزب العدالة والتنمية التركية في الوصول إلى المبتغاه وصارت سباقة في مد يد العون لإعادة ترميم القيصرية على أساس أنها أرث عثماني ومعها حصل على الخطوة ما قبل الأخيرة لفتح القنصلية عبر فتح مكتب لها لمنح تأشيرات سفر تركية وبإعلان من محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري. ونحن نقولها وبأعلى صوتنا من منبر الأفكار الحرة منبر الكتابات بأننا لسنا ضد فتح قنصلية تركية في مدينة كركوك بل على العكس في حالة افتتحاها سيرفع العبء عن كاهل أهالي كركوك الذين يتحملون مشقة السفر ومصاريفها في مراجعة القنصلية التركية في أربيل أو مقر السفارة التركية في بغداد للحصول على الفيزا التركية. ولكن المشكلة أعمق مما يتصوره الأنسان العادي أو البسيط لكون كركوك عراق مصغر ووضعها القومي والديني والمذهبي لا تشبه بقية المحافظات العراقية الأخرى ووجود التركمان والجبهة التركمانية العراقية ومركزها فيها يجعلنا نقترب من الموضوع بخوف يشوبها الحساسية المفرطة. لن وجود القنصلية التركية في المدينة ستحد من تحركات الجبهة التركمانية كممثلة لتركمان العراق من الحدود التركية شمالاً حتى الحدود الإيرانية شرقاً وبتالي تحييدها في التطورات العسكرية والسياسية التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة حول اشراك البشمركة في قيادة العمليات المشتركة في المدينة. والتطورات السياسية المتعلقة بانتخاب محافظ كردي لفرض الطوق السياسي الكردي بدلا من الطوق السياسي العراقي. ولن تكتفي القنصلية فقط بإتباع هذه السياسية بل تتعدها وتصبح بؤرة لإشعال فتيل أزمة في المدينة عبر قيامها بدعم الحركات والطرق الدينية القريبة من حزب العدالة والتنمية التركية ومعها نشر الفكر الأخواني بين التركمان وغيرهم. ومن الطبيعي أن تؤدي كل هذه التطورات مجتمعة إلى استفزاز تركمان الشيعة وبتالي احداث شرخ في الصف التركماني التي ستكون لها عواقب وخيمة وانعكاسات خطيرة على هيكلية الجبهة التركمانية ومستقبلها وتتحول من جبهة قومية إلى جبهة اخوانية تتخندق مع عرب السنة والأكراد ضد تركمان الشيعة وعندها لن يكون أمامهم سوى إحدى الخيارين أما الأنصار في بوتقة التسنن أو ترك مناطق سكناهم والتوجه إلى وسط وجنوب العراق ذو الغالبية الشيعية. ومعها ستكون تباعاتها خطيرة على جيوبولتيك الشيعي في المناطق الشمالية. ورئيس منظمة البدر وزعيمها هادي العامري لدى لقاءه بساسة التركمان وزعماء أحزابها طلب منهم الحفاظ على اللجنة التنسيقية العليا لتركمان العراق ليس حباً للتركمان أو الدفاع عن حقوقهم بل لغاية في نفس يعقوب من أجل الحفاظ على عدم تشظي التركمان مذهبياً بين سنة وشيعة وبتالي حماية هيكلية القومية لتركمان العراق وتوظيفها في خدمة جيوبولتيك الشيعي الذي سيصطدم آجلا أم أجلا مع المصالح التركية في أدلب وتكون لها ارتدادات على مدينة كركوك. وعلى الحكومة العراقية الاتعاظ من تحركات القنصلية التركية المشبوهة في موصل قبل سقوطها بيد فلول الدولة الاسلامية (داعش) وعدم تكرارها في كركوك لو كانت تريد الحفاظ على جيوبولتيك الشيعي!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب