19 ديسمبر، 2024 12:24 ص

خبران من إيران يثيران أکثر من علامة إستفهام وتعجب، الاول إعلان القضاء الإيراني عن صدور حكم الإعدام ضد المدعو سيد محمود موسوي مجد، بتهمة التجسس وإفشاء مكان تواجد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، للاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي”. حيث قال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن سيد محمود موسوي مجد، كان يعمل لصالح “سي آي إي” وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي ” الموساد” أيضا. وأضاف: “إنه كان يزودهم بمعلومات وأسرار عن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وخاصة فيلق القدس بالحرس الثوري مقابل استلامه دولارات أميركية”. أما الخبر الثاني فهو بخصوص ماقد أعلنه المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين إسماعيلي، اليوم الثلاثاء، أنه تم اعتقال 6 أشخاص على صلة بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ للحرس الثوري الإيراني، مؤكدا “استمرار اعتقالهم لمدة ستة أشهر بعد الحادث”. علما بأنه کان شكر الله بهرامي، رئيس الجهاز القضائي التابع للقوات المسلحة الإيرانية، قد أعلن في أبريل/نيسان الماضي، أنه تم اعتقال شخص واحد في هذه القضية، وتم استدعاء عدة أشخاص آخرين كمتهمين. والذي يثيران علامات الاتعجب والاستفهام هو إن هذان الاعلانان يأتيان بعد مرور فترة طويلة نسبيا على الموضوعين، أي إغتيال سليماني وإسقاط الحرس الثوري للطائرة المدنية الاوکرانية، مع ملاحظة التناقضات المعلنة والتخبطات التي کانت قد أعلنت بشأنهما من جانب السلطات الايرانية.
توقيت إعلان الخبرين، يأتي في ظل أوضاع قلقلة يواجهها النظام الايراني على مختلف الاصعدة والتي تسير کلها في إتجاه الإيحاء بأن النظام ليس على مايرام وإنه يقف عاجزا أمام الازمة الخانقة التي يعاني وإن الامور باتت تخرج من تحت سيطرته رويدا رويدا، ولأن ماکان النظام قد أعلنه بشأن الموضوعين أثارا الکثير من السخرية والاستهزاء بحقه وأکدت التحليلات السياسية بأن حالة التخبط والتناقض اللتان هيمنتا على المواقف والتبريرات المعلنة من جانب النظام، تدل على إن الاوضاع ليست على مايرام في داخل الاوساط الحاکمة، ويبدو إن هذا التوقيت قد جاء من أجل تصحيح الخطأ في التعامل مع الموضوعين بما يصب في مصلحة النظام ويدل على إنه صار يمسك برٶوس الخيوط في الموضوعين، لکن الذي يجب أن نلاحظه هنا، إن للنظام الايراني تأريخ طويل في أساليب الخداع والتضليل بشأن مايجري في داخل إيران، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنه وخلال العقد التاسع من الالفية الماضية شهدت إيران سلسلة کبيرة من عمليات التصفية والاغتيالات التي طالت نخبا فکرية وفنية وثقافية مستقلة وبعد أن ثار الکثير من الجدل بشأنها وصار النظام في موقف ضعيف بادر وأعلن بأن المتهم الذي إرتکب هذه الجرائم هو أحد مسٶولي وزارة الامن الايراني ولکن من دون علم المسٶولين!! بل وإن ذروة الاستخفاف بالرأي العام من جانب النظام الايراني جاء بعد أن وجهت منظمة مجاهدي خلق إتهامات للنظام بتصفية المنتفضين في سجون النظام من خلال عمليات التعذيب القاسية جدا، فأعلن النظام بعد فترة من هذه الاتهامات بأن الذين قضوا نحبهم في السجون کان لأنهم قد إنتحروا!!
وقبل ذلك قام النظام وبعد حادثة التفجير التي جرت في الحرم الرضوي بمدينة مشهد في التسعينيات أيضا، وبصورة مستعجلة جدا ومن دون أي تمحيص وتحقيق بإتهام مجاهدي خلق بإرتکاب عملية التفجير، لکن وبعد فترة طويلة على ذلك جاء إحتراف أحد قادة الحرس ليٶکد ضلوع النظام وتورطه بعملية التفجير.
من هنا، فإن الکثير من علامات الاستفهام تثار خلف هذين الخبرين لتدل على إن للنظام من ورائهما أکثر من غاية وهدف لاعلاقة له بالمرة بأصل الخبرين.