التفرد..الإستحواذ..إقصاء الآخر..
ثلاثة عناصر استنكرها وتبرأ منها سماحة المرجع اليعقوبي في بيانه الأخير، وإصرار الاحزاب والكتل عليها:
التفرد: وهو الميول نحو الديكتاتورية والأستبداد في الحكم وعدم إشراك الآخرين، وهذا ما عانى منه العراق طوال فترات الحكم المتعاقبة إلا ماندر وشذ، وهو عكس المشاورة ( وَشَاوِرهُم في الأَمرِ )( الآية 159 آل عمران ) وعكس الديموقراطيّة التي يدعون الالتزام بها، وهو واضح أيضاً من طريقة إدارة تلك الأحزاب وتوريثها أو الإنشقاق منها وتأسيس أحزاب جديدة مرتبطة بالأسماء التي أسستها وتعلقت بها في مشهد يقشعر منه بدن الديمقراطية ورعاتها والمبشرين بها..
2. الإستحواذ: محاولة السيطرة على كل ما تقع عليه العين ويوضع تحت اليد والسيطرة عليه، في ممارسة غريبة في الإستحواذ على كل شئ وتقاسمه بين شركاء الكعكة الذين وقّعوا على اقتسامها في مؤتمرات لندن وصلاح الدين وتحت إشراف الإدارة الأمريكية التي مدت لهم الحبل ورخته كي يبلعوا الطعم ويرضوا بالفتات وتأخذ هي ( البادية والثريد ) بجولات التراخيص وغيرها..
إقصاء الآخر: وإبعاد المنافسين، نابع من الأنانية وقصر النظر الذي تولد عندهم من طول فترة غيابهم عن الساحة الشعبية وعدم تواصلهم مع الناس ومعرفة احتياجهم، فركبتهم عقدة النقص ومحاولات التقرب من الناس بالوعود الخاوية الكاذبة قبيل كل موسم إنتخابات حتى سأمت الناس من تلك الوعود الفارغة، فعمدوا إلى الهجوم على من يتصدى من بين أبناء الشعب إلا عن طريق بواباتهم البائسة وبطريقة مذلة للطرفين وفق هذا لك وهذا لي.. وجندوا ماكناتهم الإعلامية والاستخبارية لتسقيط كل من يتصدى بانواع التهم والافتراءات ليبعدوه عن أعين الناس ويفقد شعبيته تدريجيا، لتبقى الساحة فارغة كي يشغلوها بالمال السياسي الذي نهبوه من الدولة وحولوه إلى رشا يندى لها جبين العملية السياسية والتداول السلمي للسلطة، يقصون الأمناء الكفوئين من أجل ولاءات تكسب لهم الأصوات في كل إنتخابات بعد خداع الناس بأنهم هم الوحيدون الموجودين، وتطبيق مبدأ أفضل السيئين.
وتبرأ المرجعية الدينية من عمل قوم لهو نذير شؤم على هؤلاء ومن يساندهم ويدعمهم، والتحذير من ادخال البلد في محرقة جديدة كالذي حصل عند اجتياح داعش وراح ضحيته الابرياء حتى قدمنا خيرة شبابنا قرابين من أجل أستعادة الأرض وحفظ الأعراض والمقدسات.
ان إصرار الكتل وتماديها على تلك المساوئ وغلق جميع منافذ الإصلاح وحسن الظن الذي يتأمل منهم تغيير الحال والعودة إلى رشدهم.. والتخلق بأخلاق الأنبياء ونصوص القرآن الكريم الذي جعل باب التوبة مفتوحاً ليعود المذنب إلى جادة الصواب، ولأن الأعمال بخواتمها، تكون عاقبة المسي إلى سوء أكبر والعياذ بالله.
(( فإن أَعرَضُوا فَقُل أَنذَرتُكُم صٰعِقَةً مِثلَ صٰعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ))( الآية 13 فصلت ).