تبددت مع الريح
في ليلة حزينة
وعند الثانية فجراً
عدت بعد رحلتي الأخيرة لهذا العام، محملاً بالخيبات
مترددة في خطواتي منهكة ويائسة من كل شيء
ألوذ بالصمت الطويل
أجر خطواتي مثقلة بالهموم والمحن
اشعر بأن ضوضاء مدينة كاملة تتجول في برأسي
وأن جميع الناس ينحبون مفجعين بأصواتهم المرتجفة
كأنهم فقدوا كل غالي وعزيز!
تعبت من الإبحار وموانئ اللقاء
تعبت في رحلتي وأنا ابحث عن مواطن الهدوء والامان والفرح والسرور!
سأمت عتمة الطريق، وجنون الريح
مللت من قول: ثمة أمل يلوح في الأجواء، فلا تفقدي صبرك!
أردت أن اصل اليه لكن لم استطع
ما عدت أستطيع السير، فقد حال بيني وبينه ضباب كثيف
ولا جدوى من ذرف بذور الأمل
فقد تكسرت الأماني
وانطفأت أحلامي
لم يعد يلملم بقاياي شيء
فالأفكار انهكتني وروحي يائسة
فنهاية سنتي كانت خاتمتها محاطة بالسواد
بلون عباءتي السوداء
كأنها شمس ودعت سماءها الواسعة
ونجومها المضيئة، وكواكبها التي ملأت مجرتها السماوية
هكذا هي محصلة ثلاثمائة وأربع وستون يوماً وستون دقيقةً
انتهت
وتبددت مع الريح