23 ديسمبر، 2024 12:58 ص

كلما رافقتُ حفيدي إلى مدرستهِ كل يوم يسافر ذهني نحو المسافات البعيدة لذلك الزمن الذي كنتُ فيه –في نفس المرحلة الدراسية التي يدرس فيها في الزمن الحاضر-صور كثيرة يسترجعها ذهني وكأنني أعيشها في الوقت الحاضر.الشمس نفس الشمس والسماء ذات السماء بَيْدَ أن كل شيء تغير وكأننا نعيش في عالمٍ آخر.الحقيقة أننا نعيش في عالمٍ يتباين فيه كل شيء عن ذلك الزمن,هل هو جميل,كما يطلق عليه البعض أم أن هذا الزمن أجمل بكثير!لو سألني أحدهم عن ذلك لقلتُ بشيء من الحيادية”في الزمن الماضي توجد اشياء جميلة جداً وأخرى غير ذلك,وفي الزمن الحاضر توجد اشياء جميلة جداً وأخرى غير ذلك.حينما كنتُ في المرحلة الأبتدائية وبالتحديد –الصف الثاني-أي نفس المرحلة التي يدرس فيها حفيدي,لم يكن يرافقني شخص من العائلة للذهاب والعودة من المدرسة مع العلم أن المسافة التي كنتُ أقطعها أكثر بأربع مرات من المسافة التي يقطعها حفيدي في الزمن الحاضر.كان طريقي نحو المدرسة يتطلب مني أن أقطع بستاناً كثيفاً من أشجار النخيل والأعشاب والأحراش وعدد من سواقي الأنهار التي تُستخدم لسقي البستان وبعدها أقطع طريقاً تمر فيه سيارات مدنية وعسكرية كثيرة.لم يفكر والدي أو والدتي بمرافقتي يوماً ما,ولو فكر أحدهما أن يفعل ذلك لما وافقتُ لأنني أعتبر ذلك غريباً جداً وربما يسخر مني بقية الأطفال الذين أذهب معهم كل صباح.لا أحد يفكر بحدوث حالة اختطاف أو إعتداء على طفلهِ أو طفلتهِ فالزمن يسبح في محيط من الأمان المطلق.أما الزمن الحاضر فيفكر فيه الآباء والأمهات بأشياء كثيرة ويخشون من حدوث أشياء مرعبة لأطفالهم. في الزمن الماضي لم تكن هناك وسائل ترفيه لنا نحن الأطفال عدا اشياء بدائية نخترعها لقضاء الوقت في حين تتوفر في الزمن الحاضر أشياء لايمكن أن تخطر على ذهن وزير التربية أو حتى رئيس الجمهورية- والأشياء التي أتحدث عنها في الزمن الحاضر معروفة للجميع لا بل اصبحت ضرورة من ضروريات الحياة اليومية.خلاصة القول تختلف حياة الأجيال بتقادم الزمن ومن يدري قد تحدث أشياء للأجيال القادمة بعض الأمور التي تكون ضرباً من ضروب الخيال بالنسبة للجيل الحاضر .أتمنى لهذا الجيل وللجيل القادم حياة حرة كريمة ليس فيها عصابات وسراق يسرقون قوت الشعب ويتصارع فيها الساسة بكل طوائفهم من أجل تكوين امبراطوريات مالية مصدرها نفط العراق ويسرقون من المتقاعدين مبالغ بسيطة لكنها تشكل ثروة عملاقة للسراق.اللهم احفظ فقراء العراق وحطم كل من يفكر لحظة بسرقة أموال الفقراء.