5 نوفمبر، 2024 6:48 ص
Search
Close this search box.

تباينٌ بائن في ماهيّة الهجوم الأوكراني الجديد .!

تباينٌ بائن في ماهيّة الهجوم الأوكراني الجديد .!

ما تنقله وسائل الإعلام الأوكرانية الناطقة بالإنكليزية، وكذلك ما تترجمه وتنشره الصحافة العربية ،نقلاً عن الأوكرانية , يكتشف مدى التضارب والتناقض ،في تصريحات بعض المسؤلين الأوكرانيين، عن مساحة الأراضي التي حررها الجيش الأوكراني..

فبعضهم يذكر انها تزيد على 5 آلاف كيلومتر مربع , وآخرون يشيرون انها بلغت نحو ستة آلاف وخمسمائةكيلومتر مربع..

وهكذا..

لكنّ الحقيقة أنّ ما جرى استرجاعه هو اقلّ من 3000 كيلومتر مربع!

وبغضّ النظر عن الأرقام فإنّ الإعلام الأوكراني جعل من هذه العمليات الهجومية وكأنها < يوم الحصاد الأكبر – في اشارة الى معركةٍ كبرى بين القوات العراقية والأيرانية في عام 1987 – > .

أمام هذا التضخيم الإعلامي للإنتصارات الأوكرانية , فنائبة وزير الدفاع الأوكراني الآنسة ” مانا ماليار ” اعلنت في مقابلةٍ صحفيةٍ أنّ القتال لازال مستمراً، في منطقة ” خاركيف ” الشاسعة ومن السابق لأوانه القول أنّ السيطرة الأوكرانية الكاملة قد تحققت هناك , وبموازاة ذلك ،فإنّ وزير خارجية اميركا انتوني بلينكن اكّد بدوره ، انّ الهجوم الأوكراني في بداياته لحد الآن!

اوضاع المعركة بلغت مرحلةً خطيرةً، وقد وصلت بعض الوحدات الأوكرانية الى الحدود الروسية، في بعض المناطق الحدودية , ممّا اضطرّ الرئيس الشيشاني ” رمضان قديروف ” والذي تقوم قواته بدورٍ فاعل في المعارك في ” دونباس ، ” للقول أنّ بوتين قد لا يكون على اطلاعٍ على الوضع الميداني!

واضاف:

اذا كانت قيادة الجيش الروسي لا تُطلع الرئيس على الأوضاع بتفاصيلها , فإنه على استعداد لإبلاغه بنفسه!

في حقيقة ما جرى،

ووفق رئاسة الأركان الروسية , فإنّ الأستخبارات ” قُبيل ساعاتٍ من المعركة ” قد كشفت أنّ القيادة الأوكرانية قد حشّدت من قواتها ما يعادل 8 -1 للهجوم الجديد , وهو ما يخالف النسبة التقليدية في المعارك والتي تبلغ 3 – 1 ,

فأتخذت موسكو قرارا سريعاً بسحب قواتها الى الخلف ، وترك قوة محددة لمشاغلة الجنود الأوكرانيين , مع توجيه ضربات مركزة بالصواريخ والمدفعية على الحشود الأوكرانية، وبتزامن معز غارات وطلعات جوية على اهدافٍ ستراتيجية، في المناطق والمدن الأوكرانية القريبة من منطقة التحشّد , مما ادى الى تدمير عددٍ من محطات الكهرباء وتدمير مخازن الأسلحة والذخيرة .

القرار الروسي بسحب القوات كان حكيماً الى درجةٍ ماويرده الروس الى عدم التضحية، بأعداد كبيرة من الجنود، والمحافظة على سلامة القوات , وخصوصاً انّ جبهة المعركة متسعة وتتحمل المناورة واعادة الإنتشار.

آخر المعلومات المتعلقة بهذه المعركة، هي توجّه اعداد كبيرة من القوات الروسية بالدبابات والمدرعة وآليات مسلحة اخرى ،بأتجاه المناطق التي يندلع فيها القتال , وقد امتصّت موسكو زخم الهجوم الأوكراني ، وبدأت التهيئة للهجوم المقابل، والذي لا يقتصر على ميدان المعركة فقط , بل أنّ دائرة العنف آخذة بالإتساع الشديد، والضربات غير المتوقعة ،والتي قد تشمل عمق اوكرانيا ايضا ً .
الوسوم

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات