23 ديسمبر، 2024 7:01 ص

تبات عميل تصبح وطني!

تبات عميل تصبح وطني!

اليوم نريد ان نتحدث عن الشعب لا السياسيين، فالسياسي العراقي الفاشل، سوق شعار لنفسه وهو ” السياسة عاهرة” وقبل به، من اجل مصالح ومنافع له ولحزبه، وليبرر أي عمل لا أخلاقي يقوم به من اجل تحقيق المصلحة، وحتى العاهرة اخذت تفتخر بعملها، وتغضب كثيرا عندما تسمع هذا الشعار.

لا نستغرب أن اجتمع الذيل مع العميل، والمحور الإيراني مع الأمريكي، فهذا شأنهم وجميعنا يعرف، انهم يتخاصمون في الفضائيات، ويسهرون معا في اخر الليل.

ما حدث في البرلمان يوم أمس، هو تمثيلية تكررت كثيرا، ومنذ السقوط لغاية الأن تعاد على الشعب، فالشعب يعرف أنهم يمثلون عليه، لكن الغريب انه لا يسأم من التفاعل معها وتصديقها، فيجعل منهم ابطال أسطوريين لا يقهرون.

ربما فلم ” بخيت وعديلة” الذي مثله عادل امام مع شيرين، يتطابق كثيرا، مع حالة اغلب سياسينا، فهم يتصارعون بالنهار، ويصل بهم الحال ان يضرب أحدهم الاخر، لكن في النهاية، ينامون في فراش واحد، تجمعهم المصلحة” المادة”

المشكلة ان الكتل السياسية، دائما ما تضع جمهورها وانصارها في حرج، فتراهم يسقطون بجهة معينة، ويجعلون من يتفق معها قد حجز مقعده في جهنم، او على أقل تقدير قد تحالف مع الشيطان، لكنهم يستيقظون صباحا وأذا بهذا الشيطان والخائن أصبح ولي حميم.

سرعان ما تتغير المعادلة فيصبح العدو صديق، والصديق عدو، فتهجم زومبيات الأحزاب وانصارها لتفترس العدو الجديد، وترفع الخصم القديم الى عنان الثرية، وما زالت لعبة الكر والفر منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا، ولا زال الشعب كلا يدافع من اجل اشخاص معدودين، كل همهم جيوبهم، التي لا تكفيها حتى أموال قارون، في حين هو يعاني الامرين.

حتما هناك سياسيين مخلصين همهم البلد والمواطن، لكن في ضل هذا الزحام والضجيج بين الكتل السياسية وجمهورها، لا يمكن سماع صوتها الخافت.

نتائج الانتخابات تشير الى ان الشعب لازال يتبع هوى قلبه، بالإضافة الى اصداره للأحكام على أساس ما يسمع، لا على أساس ما يرى، وهذا يدعوا الى القلق من القادم، ومن مخرجات العملية السياسية برمتها.

لذلك ان أردنا الإصلاح فعلا، يجب ان ننظر الى مصلحتنا، من خلال مصلحة البلد، فنحكم من خلال ما نراه على الأرض لا ما نسمعه، عندها يمكننا القول باننا مشينا خطوة بالاتجاه الصحيح.