23 ديسمبر، 2024 5:17 م

تاملات في طريق الاربعين (هل فشلنا في ارجاع الزائرين؟)

تاملات في طريق الاربعين (هل فشلنا في ارجاع الزائرين؟)

منذ ان بدأت اعداد الزوار في هذه الزيارة تزداد لتصل الى الملايين حتى واجهنا مشكلة في ارجاعهم , ولكن هذه الحالة لم تكن وليدة السنوات التي تلت سقوط البعث الصدامي بل كانت موجودة حتى في ايام الطاغية فكان الزوار يعانون من قضية الرجوع الى بيوتهم وكم كانت النفوس الضعيفة تستغل الظروف لترفع من اسعار الاجرة بغية الاستفادة من ظروف العودة الاضطرارية الى اقصى الحدود.

      وكان الجميع يرى ان الفرصة مؤاتية للضغط على الزوار في هذه القضية حتى ان رجال الامن كانوا يخرجون في سياراتهم الخاصة ليستغلوا الوضع وقد رايت بعضهم يقفون بين الزوار يبحثون عمن يدفع اكثر.

      وتوجد ظاهرة في النجف جميلة وهي ان بعض السواق لايرفعون اجور النقل بل ان بعضهم يقوم بنقل الزوار مجانا عندما تزدحم الناس وهذه الظاهرة لا زالت موجودة الى الان , وفي قبال هؤلاء يود من يبحث عن هذه الظروف لرفع الاسعار وهؤلاء ايضا موجودون وهم في العادة اصحاب عوائل وارزاق لكنهم يضعفون عندما يرون الزائر مضطرا للدفع فيرفعون السعر الى عشرات الاضعاف احيانا…حتى ان احد الاشخاص قال لي بالامس ان احدهم طلب منه خمسين الف دينار لقاء نقله مسافة لا تتجاوز (200) عمود فقط وهي مسافة تشكل حصة قليلة جدا من الطريق الفاصل بين النجف وكربلاء.

     وفي الاعوام الاخيرة كانت المشكلة كبيرة لان الوزارات التي تعمل في هذا المجال كلها وزرات اصابها فيروس الفساد وليس بامكان الانسان الوثوق بها حتى اصبح شبح العودة هو ما يشغل الانسان عندما يصل الى كربلاء .

    ففي العام الماضي عدت مع العائلة مشيا لمسافة طويلة من داخل كربلاء الى الحيدرية وبقينا نمشي لمدة يوم كامل تقريبا بدون توقف حتى نصل الى مكان فيه سيارة اجرة وكانت الاجرة اضعاف مضاعفة .

     وفي هذا العام حدث الامر نفسه الا ان الاختلاف ان حجم الزوار هذا العام كان مضاعفا فعلا فقد دخل الزوار الايرانيون باعداد غير متوقعة فاصابوا الحكومة بالعجز ففي الوقت الذي كانت الدولة تعجز عن ارجاع الزوار العراقيين في السنوات السابقة فان عليها في هذا العام ان تعيدهم مع الزوار الايرانيين الذين كانوا بالملايين ايضا .

     وبالرغم من دخول سيارات كثيرة من ايران للمشاركة في تقليل المشكلة الا ان الامر لا يكفي فيه دخول عشرات السيارات مع وجود ملايين الزوار ومئات الرحلات الجوية عبر مطار النجف الذي شهد دخول عدد فاق كل التصورات .

    وفي هذه الحالة نتساءل هل كان قرار السماح للايرانيين بالدخول مدروسا بصورة صحيحة ام لا ؟ ام ان الحكومة ارادت ان تبتكر في ايذاء الزائرين عندما جمعتهم من دون ان توفر لهم وسيلة نقل لائقة لان بعض السيارات التي استخدمت لم تكن مناسبة للنساء لانها غير مهيئة للصعود كما انها مكشوفة وغير امنة .

     بناء على هذا هل فشل العراق في اعادة ضيوفه الى اماكنهم فقط ام انه خلط بين التقصير مع هذا وذاك فقصر مع ابناء البلد ومع ضيوفه ايضا ..

ويضاف الى ذلك توفر السيارات احيانا كان مشكلة للزائر ويرهق كاهل الزوار الذين اعتمدوا على المواكب في الوصول مشيا من دون مصروفات الاكل والمنام فقد رايت البعض منهم عاجزا عن دفع الاجرة المضاعفة خصوصا الضيوف .

  فعلى الحكومة ان كانت تريد ان نعذرها ان تذهب اولا الى وزارة النقل لترى امكانياتها قبل ان تقدم على فتح الحدود للزائرين فقد مضى زمان الحكم الذي لا يناقش  …

وثانيا ان تؤكد على موظفيها بان الحساب عسير ان تذمر انسان من شحة سيارات النقل لان الفساد الذي اسسه السابقون لا زال هو المسيطر على الساحة حتى ان البعض من الشباب كان يريد قطع الطريق الفاصل بين النجف وكربلاء ولو انه فعل ذلك فعلا فاني ساكون اول المشاركين في ذلك لان البلد تخلص من فاسد وحكومة فاشلة ووزير نقل فاشل وعلينا ان نحاسب كل جديد في هذه الحكومة لان زمان الصمت قد ولى ولن يعود …