22 ديسمبر، 2024 2:50 م

تاملات في زيارة وشنطن2024

تاملات في زيارة وشنطن2024

جرت الأعراف الدبلوماسية المعمول بها ان الزيارات الرسمية بين رؤساء البلدان تكون وفق المراسم والبرتوكولات الدولية، وحتى بين البلدان المتحاربة او التي لا تمتلك علاقة دبلوماسية ينبغي ان يتم الاخذ بعين الاعتبار هذه البرتوكولات ، وتحدد هذه البرتوكولات على ضوء حجم ومقام الوفود ، فمثلا عندما يكون الوفد الزائر على مستوى رئيس جمهورية ويصحبه وزراء الحكومة (والتي يطلق عليها زيارة حكومة) يكون الوفد المستقبل على مستوى هذا الوفد الزائر، وتستثنى في بعض الحالات كان يكون مؤتمر قمة فيمثل الرئيس في الدولة المضيفة رئيس الوزراء او نائبه وهو في اغلب الأحيان وزير الخارجية.
ومن خلال متابعة زيارة رئيس حكومة الاطار التنسيقي الى واشنطن يمكن ملاحظة عدة تأملات ، منها :
الفقرة الأولى التي تحتاج الى تامل هي مستوى الوفد الزائر (الحكومة العراقية – زيارة حكومة- يتراسها رئيس السلطة التنفيذية) ويرافق رئيس الوزراء وفد يضم وزراء ومستشارين و (خبراء) أبناء عم وأبناء خوال السيد الرئيس، في حين كان الوفد المستقبل هو معاون رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الامريكية.
عادة عندما تكون هناك زيارة حكومة بين بلدين (على فرض ان البلدين متساويين من الناحية السيادة وليس ان يكون طرف يمثل العبد والطرف الثاني يمثل السيد) تسبق هذه الزيارة تهيئة جدول اعمال متفق عليه بين الطرفين ، حيث تتم مناقشة جميع الفقرات ، وتكون الزيارة عبارة عن تتويج لهذه المناقشات بين الطرفين او ان يتم ترحيل بعض النقاط الى لقاء القمة بين الطرفين ليتخذ أصحاب القرار والذين يمتلكون الصلاحية القرار المناسب، الذي تم ملاحظته في هذه الزيارة والامر الذي يحتاج الى تأمل هو التالي، الزيارة هي عبارة عن رحلة استجمام، والدليل نوعية وحجم الوفد، الزيارة لا تمتلك جدول اعمال يراعي مصالح البلاد العليا، ومنها ما طبل له وزمر ابواق الاطار هو اخراج القوات الامريكية من العراق او قل جدولة الانسحاب، وجاء رد الرئيس الأمريكي في البيت الأسود وكذلك على لسان رئيس حكومة الاطار ما نصه “بقاء القوات الامريكية في العراق مدى الحياة بصيغة شراكة ثنائية دائمة”.
الفقرة الثالثة التي تحتاج الى تأمل هي جلوس شخص يقلد الخامنئي ويصافح ويحضن ويقبل يد الشخص الذي اصدر امر بتصفية قادة الفصائل التابعة لإيران في بغداد ، هذا الامر يحتاج الى تامل وتدقيق وتحليل.
الفقرة الرابعة التي تحتاج الى تأمل هي سعي حكومة الاطار الى اخذ (سماحية) ومأذونية من العم سام وسيد البيت الأسود لرفع الحظر عن بعض المصارف التابعة لقادة الاطار وكذلك اخراج شركة فلاي بغداد من قائمة الحظر الأمريكي ونحن نعلم الى من تتبع هذه الشركة.
الفقرة الأخير (توجد عدة فقرات لكن اتركها للقارئ ) هي ذكر رئيس الولايات المتحدة لان أمريكا ملتزمة بامن دولة إسرائيل ولو لاحظنا بشيء من التامل لغة الجسد لكلا الطرفين، نلاحظ ان بايدن يتحدث بلغة القوة ، يتحدث بلسان الامر الأعلى، ومن جهة أخرى نرى علامات الخنوع والذلة واضحة على الطرف العراقي، وهنا اتسال لا توجد مناسب لذكر هذا الامر في لقاء بين بلدين العراق وامريكا ما دخل امن إسرائيل بالموضوع، وهنا نحتاج الى تحليل وقراءة ما بين الاسطر ، هنا كلام بايدن يدرج ضمن التوبيخ و (الكفخة) لحكومة الاطار، بانكم ملزمون امامنا بحفظ امن الدولة العبرية ، والدليل على هذا الامر التصريح الذي خرج به رئيس حكومة الاطار، ان لا يوجد دليل على اطلاق مسيرات او صواريخ على إسرائيل من العراق.
وللحديث تتمة … اذا بقيت للحياة