23 ديسمبر، 2024 1:39 م

تاملات في زيارة الاربعين (هل كان قرار ادخال الايرانيين خاطئا؟ )

تاملات في زيارة الاربعين (هل كان قرار ادخال الايرانيين خاطئا؟ )

منذ عشر سنوات تقريبا وزيارة الاربعين تشهد تحولا نوعيا في عدد المشاركين فيها وهي زيارة ارتبطت بالماساة الانسانية التي افرزت عددا غير معروف من الشهداء في طريق (يا حسين).
وفي هذا العام كان هناك قرار اصدرته الحكومة بالسماح لاكبر عدد من الزوار بالقدوم الى العراق للمشاركة في هذه الزيارة وكان هذا القرار غير مسبوق لانه اسقط عن الزائرين شبح التكاليف الخاصة بالدخول الى البلد وهكذا المصاريف الخاصة بالاكل والشرب التي تكفل بها المتطوعون من العراقيين على طول طريق الزوار من البصرة الى كربلاء .

      ولا اظن احدا يعلم بالضبط كم هي المواكب التي شاركت في هذا العام من بداية البحر الى حرم الامام الحسين عليه السلام فقد تجاوز الوضع حد التشخيص والاحصاء سوى ان عددا من المواكب التي تنتشر بين النجف وكربلاء كانت مسجلة لاسباب امنية وتنظيمية .

     وصارت الاوضاع في النجف وكربلاء مزدحمة خلال فترة الزيارة وما قبلها وما بعدها ,وهو وضع غير مسبوق في الاعوام الماضية وحصلت مشاكل في الشوارع والازقة نتيجة تواجد هذا العدد الضخم من الزائرين .

    وتساءل البعض عن صحة او خطا هذا القرار واتخذ البعض موقفا ضد القرار فيما وقف البعض الاخر مع القرار .

    وعندما نتامل في القرار مليا لا نجد انه قرار خاطيء بالمطلق كما لا يمكن ان يوصف بالصواب مطلقا وذلك لان كل جهة تؤيد او تعارض  القرار لها ما يؤيدها من الاسباب التي تدفعها لفعل ذلك .

    ووصل الامر بالبعض ان يخشى من احتلال ايرانيفعلي للبلد وكأنه نسي ان النظام القائم في العراق لا يعادي اي بلد مجاور له الان وخصوصا ايران وذلك لوجود كم هائل من التبادل التجاري بين البلدين على شتى القضايا الاقتصادية .

 

         ومن الواضح ان وجود هذا العدد الهائل من الزوار طوال هذه الفترة السابقة لا يشكل هاجسا مخيفا في مسالة الحصول على مكان لنوم ابناء محافظة النجف ؛ بل ان الامر بالعكس ؛ فقد حاول الزوار بكل وسيلة متاحة للحصول اي موضع قدم للمكوث ,والنوم فيه ,وقد تبين ذلك واضحا من خلال طريق العودة الذي كان اقسى بكثير جدا من طريق الذهاب ؛فقد كان طريقا موحشا ,ولا امل فيه سوى اننا نعود من عمل كبير ومهم ,وله اثر ايجابي على حياتنا ولا يهمنا الرضوخ امام الصعوبات التي تعودنا عليها خلال الفترة المنصرمة .

     وقد استفادت اصناف كثيرة في المجتمع من تواجد هذا العدد الكبير من الزائرين لان هؤلاء مهما كانوا فقراء في مدخولاتهم فهم سيشترون ولو بما يعادل ما يشتريه الزائر العراقي العادي وزيادة عددهم زاد من قيمة وجودهم الاقتصادي .

     ففي الوقت الذي نظن ان الحكومة قصرت في اتخاذ التدابير لا نشك ان تواجد هذا العدد لايخلو من جانب ايجابي يراه الانسان بجلاء في المدخول المادي الذي خلفه وجود هذا العدد الكبير من الزائرين على بقاء سوق العمل بشتى اصنافه حيا ومستمرا الى مدة طويلة حتى ان بعض اصحاب وسائل النقل صار ينام في الشارع حتى لا يترك هذه الجموع دون ان يقوم بتوصيل بعضهم.