18 ديسمبر، 2024 9:05 م

اسفرت وقت السَحرْ
في أفقٍ شرقي , عقيلة
ماخبا عنها الضياء
أو جفا عنها اليُسرْ ,
تطلُّ من نافذةٍ
ماعفت بها الريح
هامات اعمدة
ولا جنادل نطقت بالدرّ,
في جيدها شواهد وفحول ..
بحليِّ السيوف نامت
قريرة العيون في سُررْ ,
ونجيبات زاهرات
مانزحن عن ظلم
أو خشية إملاق وسخط
وشَكونَ من قهرْ ,
وأساور بألوان العقيق
أحاطت بمعصمين لها
من أجلِّ الدهور إيمانآ
وطُهرْ ,
ماهزها بارحٌ
وأشرأبت من رهجٍ
وتحذّرت من حاسد
بعينين صفرْ ,
تنتجعني قلعة أقلام وكتاب
حين تطمو الحرب , زائرآ

بنخل خضيب
وعشب نضرْ ,
فأغفو حتي يوقظني الندى
جائلآ بلا رشدٍ
كأني على فردوس
أجحّظ بالنظر ,
فسقيا لهيّنةٍ
تستضل الغمام وهي ساكبة
وتدنو بالقباب حين تخفّ
وحين تعتذر,
ما ابخلت بظلِ بيتٍ
وردت بغير السلام
على الغريب
قصورآ
زانها فخرٌ وظَفَرْ ,
وفي الشتاء ..
ما ابخل الغمام عنها بالثغور
لتنظر الشمس
وتأمن العصافير
فوقها وتنتشرْ ,
لها من الشهد نهرٌ
لا سميَّ له
يسقي النخيل
فينتشي الصلصال
طيبآ وعُطرْ ,
وبنين ذو بأسٍ
مابخلوا عن بِرِّها
وضاقت بمحنتها انفاسُ صبرٍ
في حشا صدرْ ,
ولولا مكارم أهلها
خلا الزمانُ من مذاهبٍ
حَضّت على الرضا والشكرْ ,
فأستلّوا من سحر ظاهرها , حروفآ
نستدلُ بها لفخرنا
إنا رضعنا من شَهدِها الحرْ,
وعشنا كالعصافير نشدوا
في بساتينها
فما عَنَست
ولم تبلُ أو رُدّت الى ارذل العُمرْ ,
خالدة ..
تتلو على الدهور امجادها
كالذرى فوق الجبال
البيض منها والحُمرْ , تاليةٌ
مابعثر اللصوص
ولا الأنذال زينتها
ولا بغير أسباطها
كتبت تأريخها الحُرْ .