وتاكسي الفضائيات ليس شخصا بعينه (وانما اكثر من شخص ) يطالعك اينما توجه بك الريمونت كونترول .
حيث تجده في كل فضائية تؤجره ، جالسا قبالة المقدم ، مرتديا ملابسا تنسجم مع توجهاته الحياتية ، زاخا على الاسماع تحليلاته السياسية بلسان لايعرف الملل.
مامن مشكلة تطرح امامه الا وناقشها وحللها وركبها ونبه على الجانب الاسود فيها بقدرات الفيلسوف المستوعب لكل القضايا الكبرى والصغرى في العالم :
(سياسية . اقتصادية . ثقافية . عقائدية .تاريخية . عرقية …….. )
انه يتكلم بلباقة وانسيابية طارحا على الناس افكاره الفذة التي يرى فيها مركب النجاة الوحيد الذي ينقذ البلد من الخطر .
ووفق قناعته الذاتية فأنه لايقل شأنا عن افلاطون وارسطو وشيشرون وبيكون وهوبز وروسو وميكافيلي وهيوم ، وربما ، والله اعلم مافي الصدور ، قد يرى بينه وبين نفسه انه فاقهم في التنظير السياسي وفي صياغة الشرائع والقوانين التي تجلب للناس تلك السعادة الضائعة مذ خلقوا .
هذا التاكسي المنتقد لكل حالة مهما حملت من ايجابيات ، والحامل حلولا تجعل منه (حلال مشاكل) بجداره ، وجدته بعد كثرة متابعة له ، لايختلف في تنظيراته عن رواد المقاهي الا بالصياغة اللغوية لكلامه ، فهومثلهم في (الذكاء الخارق ) يحل اعظم مشكلة خلال لحظات لاغير وهو يحتسي استكان الشاي او يدخن السيكارة او يطقطق في حباة مسبحته .
انه احد الكوارث الجديدة التي لاخلاص منها سوى الكف عن متابعة الفضائيات الاخبارية والاتجاه نحو القنوات الفنية اوالرياضية تخلصا من القرف اليومي الذي لاينتهي .