لو كانت مدينة تازه، التي تتعرض الى الابادة بالصواريخ الكيمياويه من قبل الدواعش، جداراً في بناية دائرة العقود بديوان الوقف السني، لعلت اصوات تحالف القوى مطالبةً بتدويل قضيتها, ولرأيتهم يتوعدون ويستغيثون على شاشات القنوات السعوديه والقطريه.ولو كانت تازه تمثل تهديد وخطر على دكاكين عمائم السلطه من الشيعه لرأيتهم يتسابقون لاستحصال امراً من العبادي بالتدخل العسكري الفوري لتأمينها وتحرير قصبة بشير.ولو كانت تازه تملك المعمل الوحيد بالعالم لصناعة الملابس الداخليه لاعضاء مجلس النواب، لرأيت البرلمان يعقد جلسةً طارئه لمناقشة الاوضاع الامنيه والخطيره هناك فور وقوع الكارثه. لكن الذنب الوحيد لاهالي تازه انهم عراقيون، من القوميه التركمانيه، غير خاضعين للحسابات المذهبيه لاحزاب السلطه، ولا زالوا يمثلون شقيق الارض الغير مرغوب به من قبل سياسيي الكرد، والاخ الاصغر الغير مهم من قبل سياسيي الشيعه، والمكون الذي لا يمثل شيئاً لسياسيي السنه.جميعنا رأينا معاناة اهالي تازه ومصابيهم الثمانمائة الذين تعرضوا للصواريخ المحملة بغاز الكلور والخردل، وجميعنا انتفضنا لنصرتهم باقلامنا ونداءاتنا، وانا شخصياً اتصلت بمدير علاقات واعلام المجلس الاستشاري التركماني العراقي للوقوف على حقيقة ما يجري، للاسف ما يحصل هناك كارثه انسانيه بحق، يقابلها موقفٌ خجول من قبل الحكومة التي تصر على عدم التعاطي مع الازمات بحزم وسرعه.