23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

تاريخ كتب بالدماء

تاريخ كتب بالدماء

(قُدّر لذرية الحسن المثنّى؛ أن تعطي قوافل من الشهداء منذ عهد  العباسيين، وإلى هذا اليوم حيث الوجبة الأخيرة من الشهداء، من أسرة الحكيم وأولاده، التي ضمّت فقهاء وعلماء وسياسيين ومثقفين وكسبة، ولانغالي إذا قلنا، أنّ السيد محسن الحكيم هو “أبّ أكبر قافلة من شهداء آل الرسول” ))من كلام العلامة المحقق السيد سامي البدري.
ما ذُكر أعلاه ليس كلاماً عابرا من رجلٌ عادي، بل هي حقيقة في تلك الأيام تداولها التأريخ، ووثقها عالم ومحقق كبير في حوزة النجف الاشرف، وهو يتلو صفحات من إرث جهادي وعلمي، لعائلة كان لها دوراً هاماً في تأريخ العراق المعاصر، ألا وهي أسرة الحكيم.
المواطن العراقي وبسبب التضيّق من قبل النظام السابق، والتضليل الإعلامي الذي غَلّب المرحلة التي تلته؛ لم يعرف هذه الأسرة حق معرفها، فقد كان أبّ هذه العائلة السيد محسن الحكيم، هو مرجع الطائفة الشيعية لعدة سنين، ووالد لعشرات الشهداء من الأبناء والأحفاد.
جهاد هذه الأسرة ليس طارئاً أو مستجداً، بل كان جهادهم منذ الاحتلال الإنكليزي للعراق، في العام 1914م ولليوم مستمرا،ً فبدايةً في مواجهة الاحتلال البرطاني، ومن ثم القمع الحكومي خلال حكومات وأنظمة متعددة، والآن في مواجهة الإرهاب، بفصائل عراقية وطنية، تحت قيادة السيد عمار الحكيم، وتلبية لنداء المرجعية الدينية في النجف الاشرف.
الغريب في الأمر، أن سليل هذه العائلة السيد عمار الحكيم، يتهم بشتى التهم، سواء في السياسة أو الجهاد، وتأتي عليه الهجمات من مختلف الجهات، وكأنه دخيل على عالم الجهاد والسياسة والعلم، ونسوا أنه أبن عائلة، أهدت العراق علماء وقادة، تضرجت هذه الأرض بدمائهم، حين لم يكن من يتطاول على ذريتهم الآن، شأن يذكر، ولا أسم يرفع.
ثلاث وستون شهيدا،ً هو العدد الذي فدى الوطن بدمه من هذه الأسرة، هذه الحقائق لا يعلمها جيل الشباب، الذي بعضه يشتم ويسب ويسيء لذرية واسم هذه العائلة، بسبب التضليل الممنهج، الذي يمارس من بعض الجهات التي لاتملك أرثاً أو تأريخاً، تستطيع أن تقدمه للمجتمع؛ فبدأت بالتسقيط والتهجم والتضليل.
أن معرفة المواطن العراقي بدور هذه الأسرة، يشكل خطراً على أصحاب الأجندة الطائفية، والمصالح الحزبية، لما لها من تأريخ كتب بالدماء، من أجل رفعة العراق، فليس ممكناً للسيد عمار أن يسير في طريق، غير هذا الطريق، الذي رسمه له آبائه من العلماء والمراجع والشهداء، فهو أولى الناس بالحفاظ على هذه التضحيات، ولن يترك كل هذا لأجل مصالح زائلة.
الشباب العراقي ومجتمعنا بصورة عامة، عليه أن يطّلع ويقرأ تاريخ هذه الأسرة ليعرف حقيقتها، حيث كانت تجاهد وتضحي وتسجن وتقتل من أجل العراق، ومازال السيد عمار الحكيم على نفس الطريق، فهو لم ولن يكون طاراً على الجهاد أو السياسة، بل هو أبن المرجعية والشهداء، وحامل لأرثهم الجهادي والسياسي والفكري.