23 ديسمبر، 2024 9:05 ص

تاريخ على رقعة الشطرنج

تاريخ على رقعة الشطرنج

اليوم تأخذنا خطانا عبر مسالك التاريخ إلي واحدة من أشهر نساء العهد الأيوبي والمملوكي أنها أول سلطانة مملوكية في التاريخ المصري وواحدة من الملكات القلائل اللاتي حكموا أقطارا في التاريخ الاسلامي .
شخصيتنا اليوم هي السلطانة شجر الدر أو كما عرفها العامة بشجرة الدر .يقول ابن تغري بردي عنها في النجوم الزاهرة: “وكانت خيّرة دَيِّنة، رئيسة عظيمة في النفوس، ولها مآثر وأوقاف على وجوه البر، معروفة بها…”
النشأة :
اختلف المؤرخون حول أصلها فمنهم من ذهب إلی كونها أرمينية أو خوارزمية والبعض أنها تركية او شركسية..
كانت شجر الدر جارية لدی الخليفة العباسي المستعصم وقد ابتسم لها القدر حينما اهداها المستعصم للسلطان الأيوبي نجم الدين أيوب في مصر لتصبح ضمن جواريه ولكن بجمالها وذكائها وفطنتها واجادتها للقراءة والكتابة والغناء وصوتها الشجي استطاعت أن تستحوذ علي قلب وعقل السلطان وسرعان ما اصطفاها نجم الدين لمصاف زوجته المفضلة بعد ولادتها لابنه خليل والذي اختاره القدر ليموت مبكرا وبلغت منزلتها مبلغا عظيما فكانت تنوب عن السلطان حال غيابه.يقول عنها ابن إياس في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور: ( ذات عقل وحزم، كاتبة قارئة، لها معرفة تامة بأحوال المملكة، وقد نالت من العز والرفعة ما لم تنله امرأةٌ قبلها ولا بعدها، وكانت تكتب خطاً يشبه خط زوجها الملك الصالح، فكانت تعلم على التواقيع ).

الإخوة الأعداء :
كانت طريقة صلاح الدين في تقسيم الدولة الإسلامية بين أسرته من بعده نذيرة باندلاع حروب لا تنتهي بينهم وهو ما حدث بالفعل وأدی إلی ضياع القدس أضافة إلی تكوين الجيش من مماليك مجلبون من شتات العالم لا يدينون بالولاء إلا لمن اشتراهم كانت هي الأخري طريقة من تولوا بعده فكانت وبالا علی الدولة الإيوبية ومدعاة لنهايتها.
كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الكامل ممن قادهم حظهم العاثر ليكون من ورثة تركة صلاح الدين المثقلة بالصراعات فبدأها بالصراع مع أخيه السلطان العادل علي حكم مصر إلي أن آل الأمر إليه في نهاية المطاف فقضي ما بقي من سنوات حكمه في حروب مع بني عمومته الأيوبيين بالشام حيث تحالف عليه الناصر داوود والصالح اسماعيل مع الصليبين فيما تحالف نجم الدين أيوب في المقابل مع القوات الخوارزمية والتي كانت تشبه المرتزقة ولقد لاقت حروب نجم الدين ضد أبناء عمومته تعضيدا من كبار العلماء وفي مقدمتهم العز بن السلام حتي كان النصر حليفا لنجم الدين ضد ايوبي الشام والصليبين في معركة غزة او لافوربيه وتمت إستعادة القدس.
كما توسع نجم الدين في شراء المماليك وبني لبعضهم قواعد بحرية علي منيل الروضة فتسموا بالمماليك البحرية كما ألحق البعض الآخر بأبراج القلعة ومنها كانت تسميتهم بالمماليك البرجية…
علی الباغي تدور الدوائر:
كانت صحة نجم الدين أيوب قد اعتلت في وقت كانت مصر علی أعتاب معركة مصيرية مع الصليبين والذين تزعمهم في هذه الحملة السابعة لويس التاسع ملك فرنسا فنجح في الإستيلاء علي دمياط وتحويل مسجدها إلی كاتدرائية فتوجه نجم الدين علی الرغم من تأخر حالته الصحية إلی المنصورة ليكون بالقرب من قواته في هذا الخطب الجلل…يموت السلطان فجأة فتتكتم شجرة الدر وكبار القادة على الخبر كي لا يصاب الجيش بالوهن كما أسرعت في طلب إبنه توران شاه والذي كان يحكم مدينة تعرف “بحصن كيفا “(في تركيا الآن).

ومع كل هذه الحيطة تسرب خبر وفاة نجم الدين أيوب إلى الشعب، وكذلك الصليبيين ولأن المصاعب لا تأتي فرادی فقد قتل قائد الجيش فخر الدين بن شيخ الشيوخ حيث باغته الصليبيون في المنصورة وكان بالحمام فقاتلهم حتي استشهد..
فأولت شجرة الدر زمام معركة المنصورة لفارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس واللذين استدرجا الجيش الصليبي إلی كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة مغلقين عليه طريق العودة وأوقعا به هزيمة ساحقة ومع مجيء توران شاه وانضمامه للمعركة ألحق بالفرنسيين هزيمة جديدة عند مدينة “فارسكور” حيث أمر بنقل عدة سفن مفككة على ظهور الجمال وإنزالها خلف الخطوط الصليبية في النيل فضلا عن إستخدم المسلمون للنار الإغريقية في تدمير مراكب الإمدادات الصليبية المتجهة من مدينة دمياط إلى قوات لويس التاسع ملك فرنسا فتفشت الاوبئة والأمراض في صفوف الجيش الصليبي ووقع الملك لويس التاسع في الأسر ، وسيق مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة، حيث حبس في دار “فخر الدين إبراهيم ابن لقمان”.
ووضعت شروط قاسية للإفراج عن الملك الاسير، وكان من ضمنها أن يدفع فدية كبيرة من الذهب دفع نصفها بمساعدة زوجته “مرجريت دو بروفنس” والتي أنجبت ابنها من لويس في دمياط وأسمته “جان تريستان” أي “جان الحزين”، ووعد بدفع المتبقي عند وصوله لعكا وهو ما لم يفي به كما تضمنت شروط الإفراج عنه تسليم دمياط وعدم العودة لمهاجمة مصر مرة أخري إلا أنه لم يلتزم بذلك أيضا حيث جهز حملة صليبية ثامنة وجهتها تونس حتي يتمكن من مهاجمة مصر فمني بهزيمة جديدة مع تفشي المرض والاوبئة بين صفوف قواته ..
مقتل توران شاه:
بعد النصر الذي تحقق بفضل تآزر الجميع حانت ساعة الصراع علي السلطة والذي عادة ما يفسد أي صورة بديعة من صور الإنتصار عبر التاريخ …
فما بين طموح زوجة السلطان الراحل في الإستحواذ علي رمانة الحكم وعسكر مماليك دفعتهم شهوة الإنتصار إلی تحقيق أكبر قدر من المناصب ومواطن النفوذ في بلادنا الطيبة تلاقت غايات الطرفين وكانت العقبة هي السلطان الجديد الذي بدا واضحا أنه يحاول أن يملأ فراغ والده ويستعيد زمام سلطاته فطالب شجر الدر بأموال أبيه فكان التخلص منه هو الطريقة المثلي..ولكن بطريقة شنيعة فبينما كان
توران شاه يتناول طعام الإفطار في خيمته السلطانية فهجم عليه جماعة من المماليك ، ومنهم بيبرس البندقداري وقلاوون الصالحي وأقطاي الجمدار متكالبين عليه ولم تجدي معهم توسلاته بأن يتخلی عن الحكم قائلا “ما أريد مُلكاً، دعوني أرجع، خذوا مُلككم ودعوني أعود إلى حصن كيفا”، فقالوا له: “بعد جرح الحية لا ينبغي إلا قتلها”
فحاول الفرار منهم لكشك خشبي فأحرقوه عليه فحاول الفرار عبر القفز في النيل فسلطوا سهامهم ونيبالم عليه حتي مات وهكذا استدل الستار علي الدولة الإيوبية بموت آخر سلاطينها محروقا وغريقا وقتيلا.
شجرة الدر سلطانة علي مصر:
اجتمع أمر المماليك بعد مقتل توران شاه على تولية شجر الدر لمنصب السلطنة ولاقی هذا الإختيار عاصفة من الرفض تزعمها الشيخ العز بن عبد السلام والذي سطر كتابا في عاقبة القوم الذين تحكمهم امرأة فيما بايعها قاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز علي مضض ونظرا للمكانة التي كان يحتلها العز في نفوس الناس فقد خرجوا علي أثر فتواه مطالبين بعزل شجر الدر ومع تفاقم الوضع الأمني في مصر وخشية شجر الدر من انفلات الأمور قررت أن تتنازل عن العرش بعد ثمانين يوما .
وعلی الرغم من قصر الفترة التي حكمت فيها شجر الدر إلا أنها مارست أعمال السلطنة بإقتدار فخلعت علی أمراء المماليك الأموال والإقطاعات ، وسكت العملة بإسمها وصارت المراسيم السلطانية ممهورة بتوقيعها “والدة خليل”، وكما دعي لها فى خطبة الجمعة بعد الدعاء للخليفة العباسي فيقولوا :” واحفظ اللهم الجهة الصالحية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، ذات الحجاب الجليل، والستر الجميل، والدة المرحوم خليل”. كما يذكر لها التاريخ أنها أول من سيرت المحمل حيث كانت مصر ومنذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب تصنع فيها كسوة الكعبة من قماش القباطي نسبة لإقباط مصر فصارت علي عهد شجر الدر تحمل علی الجمال وفق مراسم وأجواء بهيجة من مصر وحتي تصل أرض الحجاز يحرسها الجنود وتحوطها الرايات …
المستعصم في مواجهة نموذج شجر الدر:
رفض الخليفة العباسي المستعصم هذه التولية ربما خشي الخليفة من استفحال النموذج النسائي المستنير في الحكم والذي بدأ في العهد الفاطمي السابق عليه بأروى بنت أحمد الصليحي أول ملكة في التاريخ الاسلامي باليمن خاصة وأن الحدث نفسه تكرر في الهند بتولية رضية الدين بنت السلطان شمس الدين ألتمش خلفا لأخيها ركن الدين فيروز علي عرش سلطنة المماليك بدلهي وتسمت بعمدة النساء ملكة الزمان السلطانة رضية الدين بنت شمس الدين ألتمش وهذا قد يكون السبب الذي جعل الخليفة يستعجل الإجهاز علي نموذج شجرة الدر في فترة وجيزة فأرسل إلى قادة المماليك بمصر قائلا لهم باستهزاء :” أعلمونا إن كان ما بقى عندكم من رجال فنرسل إليكم رجلاً”.
كما رفض أمراء البيت الايوبي بالشام الدخول في طاعتها..
زواج شجرة الدر :
رأت شجرة الدر أنه لا مفر من الاستجابة لرغبة الرأي العام المناهض لحكمها داخليا وخارجيا والنزول عن العرش بعد ثمانين يوما من حكمها حيث وقع اختيارها علي عز الدين أيبك ليكون زوجها وخليفتها علي الحكم لما رأت فيه من لين جانب وما ظنته نقاط ضعف تستطيع من خلالها بسط نفوذها والحكم من خلاله..وفي محاولة لإسترضاء الإيوبيين وإضفاء قدرا أكبر من الشرعية قام المماليك بتنصيب طفلا أيوبيا وسلطنوه باسم “الملك الأشرف مظفر الدين موسى إلی جانب أيبك في سابقة تاريخية من تولي حاكمين في آن واحد.
الصراع بين الاميرين:
مثل الاميرين فارس الدين اقطاي أمير المماليك البحرية وعز الدين ايبك أمير المماليك البرجية زعامتان كبيرتان بين أوساط المماليك إلا أن روح التوجس والمنافسة علي النفوذ كانت السائدة بين الرجلين ..خروج أقطاي من معركة المنصورة وما تلاها من قضائه علي تمرد القبائل العربية بقيادة حصن الدين ثعلب والتصدي لمطامع الناصر يوسف كل هذه الإنتصارات جعلت من أقطاي ندا لا يؤمن جانبه إضافة إلی فصله للإسكندرية عن السلطنة لتكون تحت نفوذه وكان مطلب أقطاي لإيبك بالدخول علي عروسه أخت الملك المظفر صاحب حماة بالقلعة استفزازا جعل أيبك يری أنه لا مناص من التخلص من غريمه أقطاي فدعاه إلی قلعة الجبل بدعوي استشارته ثم قام مماليكه بالاجهاز علی اقطاي وإلقاء رأسه لاثارة الفزع في نفوس مناصريه من المماليك البحرية والذين فر بعضهم ودخلوا في طاعة السلطان الايوبي الناصر يوسف في دمشق فيما وقع بعضهم في يد أيبك فأعدمهم.
انقلاب السحر علي السحر :
لم تستتب الأمور لإيبك كما كان يحلم بعد تخلصه من غريمه أقطاي بل كانت بداية الشرارة لإنشقاقات داخل الصف المملوكي بعد فرار مماليك أقطاي كما أسلفنا وبدخولهم في طاعة الناصر يوسف الأيوبي أصبحوا مصدر تهديد لسلطة أيبك في مصر بتحريضهم الأيوبيين علی غزو مصر …فقرر ايبك أن يقطع الفرصة علي الأيوبيين ومساعيهم بالعودة عبر مصاهرة سياسية بزواجه من إبنة صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ فجن جنون شجرة الدر فقد رأت في هذه الزيجة من أميرة حرة عودة بها إلي صفوف الجواري وسحبا للبساط من تحت قدميها كما ساءها هجر ايبك لها وكثرة زياراته لزوجته ام ابنه نور الدين علي علي الرغم من مطالبتها له مرارا بتطليقها…حاولت شجر الدر الإتصال بالناصر يوسف ووعدها له بالزواج منه وتسهيل بلوغ مرامه بحكم مصر غير أن بدر الدين لؤلؤ كشف لايبك هذه المراسلة في الوقت الذي خشي الناصر يوسف أن يكون في رسالة شجرة الدر له خدعة فلم يعيرها إنتباها..
ضاقت الحيل بشجر الدر فقررت التدبير لإغتيال زوجها أيبك أثناء استحمامه بقلعة الجبل علي يد مجموعة من الخدم ثم اذاعت أنه مات أثناء الليل لكن هذا لم ينطلي علي مماليك ايبك وابنه المنصور نورالدين علي والذين انتزعوا من الخدم اعترافات تحت التعذيب بضلوعها في المؤامرة ففرت شجرة الدر لتتحصن بالبرج الاحمر في حماية المماليك الصالحية…
الليلة الأخيرة في حياة السلطانة:
استولي علي شجرة الدر الهلع بعد تنصيب المنصور نور الدين علي بن ايبك خلفا لوالده وكان في الخامسة عشر من عمره وكان ما يشغلها في ليلتها الإخيرة هو كيف تطحن مجوهراتها في الهاون كي لا تقع في أيدي ضرتها ام السلطان الجديد!!!
الضرب بالقباقيب:
بعد تخلي المماليك الصالحية عن شجر الدر حملت إلي والدة السلطان المنصور بعد ثلاثة ايام فأمرت جواريها بضرب شجر الدر بالقباقيب حتي الموت ثم ألقوا بجثتها من سور القلعة إلى الخندق، وليس عليها سوى سروال وقميص. فبقيت في الخندق أياماً. فأخذ بعـض أراذل العامة تكة سراويلها (المزينة بالجواهر الثمينة)، ثم رق لها بعض الناس فواروها الثری في مشهدها النفيسي ووزعت والدة المنصور علي الناس حلوى مكونه من الدقيق واللبن والسكر والزبيب عرفت لاحقا بأم علي احتفالا بخلاصها من ضرتها!!!.
من نور الدين إلي ميخائيل !!:
كان تهديد المغول متعاظم خاصة بعد أن وصلوا دمشق وارسل الناصر يوسف من دمشق يستغيث فلما رأی قطز وكان الوصي علي المنصور نور الدين منه عدم إكتراث بالأمر خلعه وتولی مكانه وأمر بترحيله هو واخيه قليج قان وامهما إلي دمياط ومنها إلی بلاد الاشكري البيزنطية وكما ذكر قليج قان للمؤرخ شمس الدين الذهبي من أن المنصور تنصر هناك وتسمي ميخائيل بن أيبك وتزوج وأنجب هناك!!!!.
ولاية المرأة ..الحق الغائب:
يستدل المنكرون لحق المرأة في تقلد مناصب السياسة والحكم بما رواه البخاري – بإسناده – عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم – أيام الجمل بعد ما كِدت أن ألْحَق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم – قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة .والحديث خاص بإبنة كسری وملابسات الحديث من سؤال النبي صلي الله الله عليه وسلم لنفر من فارس عن من يحكمهم؟ ثم إجابة أحدهم بأنها امرأة ثم ما تقدم من قول النبي لهم هو نبوءة سياسية بزوال مملكة كسري التي عمها الفساد والفوضي وليس تشريعا ينقض حق المرأة في مباشرة حقوقها السياسية.
والقصص القرآني يتحدث عن نموذج المرأة الحاكمة في شخص ملكة سبأ و ما تمتعت به من حنكة وديموقراطية في إدارة مستنيرة لمملكتها.
كما لا يخلو الواقع الاسلامي من نماذج في عصوره الأولی فالشفاء بنت عبدالله العدوية كان قد ولاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مراقبة أسواق المدينة كما ذكر ابن حزم في (المحلى) . كما ذكر ابن عبدالبر – في (الاستيعاب) أن (سمراء بنت نهيك الأسدية) كانت تتولى شيئا من أمور الحسبة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و(تأديب) المخالفين..
والواقع المعاصر قدم لنا نماذج ناجحة للمرأة الحاكمة في العالم الغربي في ظل عمل مؤسسي ناجح قائم علي تشريعات تضمن الحقوق المتساوية والحق في الشوري والتعبير وتداول السلطة وهو طريقنا نحو المستقبل.