23 ديسمبر، 2024 3:13 م

مابيننا وهم نسجه خيالك المتعطش الى ذكر يفهمك ..يحس بك .. يشعر بقربك منه .. يحتاج دفئك وتحتاجين حنانه وانا لا اعرفك ولم يزرني طيفك ولم اشاركك بعض لحظات حياتك فلماذا تصرين على ان مابيننا واقع وتوغلين بطريق مسدود؟
. كل الطرق في بداياتها كانت عدم او مغلقة والغلق يصد عنها الخائفون والمترددون اما الفاتحون فهم من يخلق الطرق او يكسر مغاليقها وماعليك  الا ان تختار ان كنت موجودا مغلقا فأقتحمك  اوعدما فاخلقك  وفي كلا سأسلكك برغبتك او  بدونها وارسم خطواتي على مساراتك واظن ان المقاومة غير مجدية .
.داعش تلغي الانظمة المعمول بها وترفع الحواجز عن الطرق وتعلن عودة ظافرة لعصر مضى مستبدلة  صليل السيوف بقعقعة  الراجمات وشعار ( امة واحدة ) بـ ( الله اكبر ) متمسكة بقتل المخالفين صبرا برصاص الكلاشنكوف بدلا من حد السيف ونصله وتعلن رفضها للشيطان والحداثة والجمال ووجود الرب وتعايش الجميع لاغية ذكريات ومآثر الاخرين ومشهدها المحبب قتل طازج ودم مسفوك .
.الخوف يحاصرها ولجت نباح الداعشيين تتعالى كموج بحر صاخب ولاتريد لقدرها ان تكون سبيا لهم او قتلا برصاصة صدئة او جارية في كنف كلب ذو لحية تعفنت منذ حرب الروس في افغانستان لكنها مهيضة الجناح وليس ثمة رجل آخر هناك .
. كان يعرف انهم قادمون وانهم يغضون الطرف عنه لبعض الوقت ويعرفون هم ان قاموسه يخلو من كل ما يتعارض مع مفاهيمهم ولا يهمه  غير جمع المال والتسلط وقهر الاخرين وسرقتهم فأطمئن الى وجود هدنة غير معلنة بينه وبينهم تتيح له الرحيل على مهل بعيدا عنهم مع كل اشيائه الاثيرة لنفسه .
. حمل امتعته وقرر الرحيل وقت وصولهم وحدد جهته القادمة وضحك في سره من الاخرين وشمت بهم عارفا مصيرا يتوعدهم وخصوصا هي التي اراد بها شرا منذ زمن بعيد . وفي ساعات الظلام الاولى تسلل كغراب اسود لكنه وجدها تسد عليه الطريق وتطلب منه الاصغاء لها والاجابة على بعض اسئلتها وعند الرفض امسكت بتلابيب قميصه من الخلف وقالت له :
ألم تأتي طريدا خائفا معدما  هاربا من العيش في حضيرة خيول وماشية ؟ فاحتضنتك ومنحتك دفئي وحناني ودراهمي .. ألم تكن وضيعا فشمخت بي ؟
لماذا لا تقف معي في محنتي وتثبت انك رجل لك شهامة  ولو لمرة واحدة في حياتك ؟ لماذا لاترد  لي ما أسديت لك من جميل بوقفة ساعة من الزمن لماذا …. لكنه افلت قميصه منها وهرب تحت جنح الظلام .
أحاط  بها المسعورين من كل الجهات ونهشها بعضهم بالأظافر واخرين بالخناجر وكل ماتوفر لهم من خسة فمزقوا ردائها واستباحوا حشمتها حتى سقطت فريسة بين انيابهم ومخالبهم وكان صبرها اكبر من خستهم لكن ما ضاعف ألمها رؤيتها له وهو ينظر لها تسقط بين ايديهم شامتا بها ضاحكا من مصيرها متناسيا كل ما اغدقت عليه من حنان وما ملئت به جوفه الجائع من خبز . وقبل ان يخمد حراكها قالت له : ستزول الجراح واثارها لكن عارك لاتمحوه الدهور .