23 ديسمبر، 2024 4:51 ص

بين فترة وأخرى يخرج ألينا من يدعي ان القران الكريم فيه أخطاء .. منها موضوع عدم وجود المسجد الأقصى في وقت الإسراء والمعراج .. واخر من تحدث هو العلامة الجهبذ والمفكر العالمي غيث التميمي حين اعلن ان القران فيه اخطاء .. وبعد ان تفتقت علميته الواسعة ان القران غفل الملعومة التي عرفها الاخ الشيخ اللندني غيث التميمي ..

فيما يخص عدم وجود المسجد الأقصى قبل الإسراء والمعراج .. وان المسجد لم يبنى تلك الفترة …! فما حقيقة هذه الافتراءات ..؟. تاريخ المسجد الأقصى..ومن بناه ومتى بني ؟ ..

المسجد الأقصى هو أول القبلتين في الإسلام. يقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين. وقد ذكر القران وجوده في سورة الإسراء بالتحديد , ولا قيمة لمن يقول انه غير موجود والقران يؤكده موجود. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى }ويُقدّس اليهود المكان نفسه، ويطلقون على ساحته اسمَ “جبل الهيكل” نسبة إلى هيكل سليمان (ع) وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية بناء الهيكل حسب مُعتقدها.وهذا دليل وجوده..

ثانيا, ليس كما ذكر العلامة الشيخ غيث التميمي ان المسجد بني في زمن عبد الملك بن مروان .. يبدو ان الشيخ لا يطلع على التاريخ ..

للمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة:المسجد الأقصى: “وتعني الأبعد،وهو أبعد مسجد عن مكة .وبيت المقدس ..وتعني المبارك هذا الاسم كان متعارفًا قبل أن يُطلق عليه اسم “المسجد الأقصى” في القرآن الكريم، وهو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي(ص) ..

وفي معجم البلدان: “(إيلياء) معناه بيت الله.ما معنى كلمة إيلياء؟ أُطلق على مدينة بيت المقدس عبر تاريخها مجموعة من الأسماء، وأهم تلك الأسماء: 1-يبوس. 2- أورشليم. 3- شليم. 4- شالم. 5وقدس الأقداس. 7- إيليا كابيتولينا. 8- إيلياء. 9 الخ

ولنبحث الآن في أصل كلمة (إيلياء) وتسمية بيت المقدس بها من الناحيتين؛ اللغوية والتاريخية: كلمة (إيلياء) من الناحية اللغوية: اسم أعجمي بوزن فِيعِلاء، ومنهم من يقول: (إيليا)، ] انظر “تهذيب اللغة” 5/ 208 والمخصص 4/ 130 و لسان العرب 11/ 40. في معجم البلدان: ايلياء ..اسم مدينة بيت المقدس، ومعناه بيت الله.

واسم (إيلياء) من الناحية التاريخية: اسم أطلقه القائد الروماني (هادريان) على مدينة بيت المقدس عام 135م، وهو اسم جد عائلة الإمبراطور (إيلياء كابيتولينا). ففي عام 64م ثار اليهود على الرومان، وبعد 6 سنوات حاصر (تيتوس) المدينة بجيش قوامه 60 ألف جندي، ثمَّ هاجمها وأحرق الهيكل، ودمّر المدينة تدميرًا كاملاً ونهائيًّا، وأباد معظم اليهود. ثم جاء بعد (تيتوس) القائد (هادريان) فبنى على أنقاض المدينة مستعمرة لجنوده سمَّاها (إيلياء كابيتولينا)، أي (إيلياء الكبرى) و(إيلياء) لقب عائلة هادريان وكابيتولين . ولم يعد للمدينة القديمة وجود، فكما تغير اسمها، تغيّر العمران بها، (وبنى معبدًا لـ”فينوس” و”جوبيتر”،) وأخرج اليهود والنصارى منها، كما ترك منطقة الهيكل خارج البلدة الجديدة. وهناك رواية أخرى عن سبب تسمية المدينة بهذا الاسم؛ فعن كعب الاحبار أنه قال: “لا تُسَمُّوا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه؛ فإن إيلياء امرأة بنت المدينة”[المصدر معجم البلدان ج5 ص 167].

ـــ نقطة اخرى مهمة ـــــ اعتقد الكثيرون أن المسجد الأقصى هو فقط الجامع المبني جنوب قبة الصخرة ، وهو الذي تقام فيه الصلوات الآن، والصحيح أن المسجد الأقصى هو اسم لجميع المسجد كل ما هو داخل سور المسجد ويشمل الساحات والجامع وقبة الصخرة والمصلى والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء والحدائق وتحت ارض المسجد وفوقه وغيرها من المعالم، وأسواره والمآذن ، المسجد كله غير مسقّف سوى بناء على قبة الصخرة الذي فيه مكان الصلاة الان … ـ

ـــــــــــــــــــــــــ متى بني المسجد الأقصى ..؟: لا يُعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن ورد في أحاديث عن النبي محمد {ص} أن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا، فعن أبي ذر أنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة».( رواه البيهقي في دلائل النبوة، عن أبو سعيد الخدري، ج2، ص390. صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، ابن الجوزي، ص37. ولكن اختلف المؤرخون في الباني الأول للمسجد الأقصى على عدة أقوال:

الأول : أنهم الملائكة، أو النبي آدم (ع) أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف في ذلك إلى الاختلاف في الباني الأول للكعبة، وقد رجّح الباحث عبد الله معروف بأن آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، لرواية عن ابن عباس، ولترجيح أن يكون آدم هو الباني للكعبة، فقد رجّحه ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري.ويُرجّح عبد الله معروف أن البناء الأول للمسجد الأقصى اقتصر على وضع حدوده وتحديد مساحته التي تتراوح 144 دونماً..

ــــــــــــــ عهد اليبوسيين وبني إسرائيل :. استقروا في فلسطين حوالي عام 3000 ق. م. يعتبر «اليبوسيون» البناة الأوائل للقدس، وكانت القدس في عهدهم تدعى: (يبوس)، وهم من بطون العرب الأوائل، نشأوا في الجزيرة العربية،، ثم نزحوا عنها مع نزوح القبائل الكنعانية، وهم أول من استوطن تلك الأرض وأول من وضع لبنة في مدينة القدس، وكان ذلك سنة 3000 قبل الميلاد. وسميت باسمهم يبوس ..كانت يبوس في ذلك العهد ذات أهمية تجارية وجغرافية، لما بها من الخيرات الوفيرة….هنا التاريخ الأساس …

عندما خرج بنو إسرائيل من مصر جاءوا إلى أرض كنعان, يبوس , رأوا من خيرات وبركات، فراحوا يغيرون عليها بقصد امتلاكها، مدعين أنها الأرض التي وعدهم الله إياها،فهزموهم اليبوسيون ودافعوا عن بلدتهم .. كان هناك عداء بين المصريين الخاضعين لحكومة فرعون .. وحين هاجمهم بنو إسرائيل للاستحواذ على أرضهم, أيقن الكنعانيون أن مصلحتهم تقضي التحالف مع المصريين، فطلبوا العون منهم، لأن بني إسرائيل كانت غايتهم احتلال الأرض , كلما احتلوا مدينة يعملوا بسكانها النار والسيف، وأما المصريون، فقد كانوا يكتفون بالجزية، بالفعل، مد المصريون يد العون للكنعانيين، وقاتل المصريون والكنعانيون بني إسرائيل إلى حين انشغل المصريون بمشاغل أخرى، فقاتل الكنعانيون بني إسرائيل وحدهم لفترة من الزمن، حتى تمكن الإسرائيليون من السيطرة على القدس عام 1049 قبل الميلاد،

****رغم تمكن الإسرائيليين من دخول يبوس عام (1049) قبل الميلاد، لكنهم لم يستطيعوا طرد اليبوسيين من مدينتهم، وظلوا فيها رغم صعوبة الظروف. وتعترف التوراة صراحة، بأن بني إسرائيل لم يستطيعوا طردهم من بلادهم .. ويذكر أن القدس مرّت عليها شعوب وأقوام كثيرة اولهم اليبوسيون، الفراعنة، الآشوريون والبابليون، الفرس، اليونان، الرومان، بعد ذلك مرت مدينة القدس بمراحل عهد الإسلام،

أعود الى أصل البناء :…..ــــــ من بعد عهد آدم، انقطعت أخبار المسجد لانعدام التأريخ في تلك الفترة، إلى أن سُجلت معلومات تاريخية عن أول مجموعة من البشر قدمت إلى مدينة القدس وسكنتها، وهم اليبوسيون (3000 – 1550 ق.م) وهي قبيلة كنعانية، وهم الذين بنوا مدينة القدس وأسموها “اور سليم” (نور سليم) ،[13] حتى أن بقايا الآثار اليبوسية ما تزال باقية في سور المسجد الأقصى حسب رأي بعض الباحثين. وفي تلك الفترة، هاجر النبي إبراهيم إلى مدينة القدس، وعمّر المسجد وصلّى فيه، وكذلك ابنه إسحق وحفيده يعقوب من بعده…. بعد ذلك آل أمر مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى الفراعنة (1550 – 1000 ق.م)، ثم استولى عليها العمالقة، ثم فتح المدينة النبي داود ومعه بنو إسرائيل عام 995 ق.م،فوّسع المدينة وعمّر المسجد الأقصى. ثم استلم الحكم ابنه سليمان، فعمّر المسجد وجدّده مرة أخرى، ويروي النبي محمد(ص) ذلك فيقول: «لمَّا فرغ سُليمانُ بنُ داودَ عليهما السَّلامُ من بناءِ بيتِ المقدسِ سأل اللهَ عزَّ وجلَّ ثلاثًا أن يُؤتيَه حُكمًا ومُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه وأنَّه لا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيه إلَّا خرج من ذنوبِه كيومِ ولدَتْه أمُّه» فقال النبي محمد: «أما اثنتيْن فقد أُعْطِيهما وأرجو أن يكونَ قد أُعْطِي الثَّالثةَ» هذا البناء لسليمان هو الذي يقول اليهود بنسبته إليهم، ويطلقون عليه اسم “هيكل سليمان”. وبوفاة النبي سليمان، انتهى حكم بني إسرائيل الذي دام 80 عامًا. ..

**** عهد الهياكل :.. بعد وفاة سليمان، انقسمت دولة بني إسرائيل إلى “مملكة إسرائيل” في الشمال، و”مملكة يهوذا” في الجنوب ومعها القدس، وما لبثت أن هاجمها البابليون وأحرقوا الهيكل، وسبوا اليهود إلى بابل فيما عٌرف بالسبي البابلي. بعد ذلك هزم الفرس البابليين، وسمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم، فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا في بناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا ملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه …

عهد الرومان والبيزنطيين … احتلّ الإغريق أراضي فلسطين، وخضعت للإسكندر المقدوني ثم لخلفائه السلجوقيين، وخضعت لحكم الإمبراطورية الرومانية، وكان من أوائل الحكام وأبرزهم الذين عينهم الرومان لحكم القدس الحاكم هيرودس عام 37 ق.م)، وهو من قام بتجديد بناء البيت المقدس (حوالي عام 20 ق.م)، كما أقام قلعة كبيرة بباب الخليل (يطلق عليها اليهود الآن اسم “قلعة داود”). وفي تلك الفترة تذكر المصادر الإسلامية بعثة النبي عيسى بن مريم، وزكريا وابنه يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل في القدس، حيث كان يحيى يعِظُهم داخل المسجد الأقصى، كما يفيد الحديث النبوي: «فجمع يحيى بن زكريا بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد. يذكر الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم أن عيسى بن مريم أنكر على بني إسرائيل انحرافهم عن عبادة الله تعالى داخل المسجد الأقصى، وتحويلهم إياه إلى مكان للبيع والشراء…. وبعد النبي عيسى بن مريم بحوالي 300 عام، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية الغربية والشرقية وهي المُسيطرة على القدس، فأصبحت القدس مدينة نصرانية، وبنوا فيها كنيسة القيامة. أما المسجد الأقصى فبقي متروكًا كما هو دون بناء. وفي عام 614 احتل الفرس مدينة القدس بمعاونة اليهود، بعد حرب طويلة ضد البيزنطيين في الفترة التي بُعث فيها النبي محمد{ص} في مكة، إذ يذكر القرآن قصة الحروب في سورة الروم: “غُلِبَتِ الرُّومُ في أدنى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ” ارجو ان اكون قد وفقت بتوضيح تاريخ بناء المسجد الاقصى شكرا لاصغاءكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.