مضى على نكبة العراق أكثر من عشر سنوات ، جرت خلالها أحداثاً عظيمة لم يشهدها تاريخه منذ قرون ، ومع ذلك لم تظهر من المؤلفات والكتب والدراسات ما يتناسب مع حجم القضية وعظم المصيبة ، وشدة الحاجة إلى هذه الجهود تساهم مساهمة فاعلة في حفظ التاريخ والدفاع عن الهوية الإسلامية ، ورد عدوان الشيعة والملة الوثنية عن العراق.
و من أهم المواضيع التي غابت عنها الكتابة الموضوعية والتحليل المنطقي والقراءة المنصفة ، وما زالت المكتبة العراقية والعراقية تفتقدها
1-تاريخ العراق خلال عقد من الحكم الشيعي (1424 – 1434 هـــــ / 2003-2013 م)
2-المقاومة العراقية
3-تاريخ العراق في القرن العشرين ، إذ لابد من إعادة كتابة التاريخ وفق الحقائق الثابتة والتحليل السليم من أهواء العلمانيين القوميين ، أو الإسلاميين الكلاسيكيين ، إذ ينبغي لهذه الحقبة أن تتسق مع مراحل التاريخ السابقة واللاحقة ، لا أن تكون شاذة متطرفة غريبة ، وكأنها زجت وأقحمت وأدخلت كرها على السياق التاريخي الصحيح ، فالحقيقة وما ينتج عنها من تحليل منطقي هي مادة التاريخ.
فمثلاً : مفردة الطائفية لابد أن تختفي من الكتابة التاريخية ” ، لان هذه الكلمة الواسعة الفضفاضة استخدمها الشيعة للنيل من السنة ، فإن دعت الحاجة إلى استدعاء هذه الكلمة فلا ينبغي أن تقترن إلا توضيحا لعنصرية التشيع ضد الإسلام وشعوبيته ضد امة النبي الأمي صلى الله عليه وسلـم ، فهذه هو الاستخدام الوحيد المشروع لمفهوم الطائفية ، إذ لا يمكن لعاقل ان يسمي الصراع بين الخير والشر صراعاً طائفياً واقتتالاً مقيتاً وفتنة حري بالعقلاء تجنبها !
6-القضية السنية العراقية ، أو صراع الإسلام مع التشيع على ارض العراق ، وهو صراع قديم لم تنتجه أحداث الاحتلال الأخير (2003 ) وإنما هي حرب دائمة وصراع مستمر ومعركة دائمة بين أنصار الرسل وخصومهم
4- تاريخ الحركات الشيعية الدينية والسياسية ، وأدوارها الخيانية ، فمعرفة العدو والتيقظ له أمر مطلوب ومرغوب شرعاً وعقلاً
5-تاريخ الحركات الإسلامية ، وبيان رموزها ورجالها ، وأثرها في الحياة الدينية و الاجتماعية والسياسية.
و أهم موضوع مرتبط بالنقطة الأخيرة هو تاريخ الدعوة السلفية الإصلاحية باعتبارها حركة فاعلة ومؤثرة في محيطها وبيئتها ، وقوة تغيير فكري وتيار مواجهة مع الأفكار المخالفة لمبادئ الدين الحق الذي جاءت به الرسل.
ولعل الدواعي الباعثة على الاهتمام بهذا البحث ومحاولة تقديم الصورة الأقرب للحقيقة عنه لاسيما في ظل الظروف التي تمر بها البلاد تعكس أهمية الموضوع وضرورة المسارعة الحثيثة إلى إنجازه وإخراجه ، ومن بينها :
1-تغلب الشيعة على حكم العراق : وهو ما يعني بالضرورة سيادة الكذب وانتشاره بشكل كبير ، فالكذب قرين التشيع الملازم له الذي لا ينفك عنه ، والتشيع بيت الكذب كما يقول العلامة المفسر الألوسي.
فالحقيقة في العراق ضائعة مستهدفة بمعول الكذب الشيعي ، والصدق والإنصاف والأمانة سِلع نادرة وبضاعة عزيز الوجود ،ولا عجب في ذلك فمن أسس بنيانه الديني والسياسي على كذب متسلسل لا ينقطع ولا يتوقف فمن المستحيل أن يجد مكاناً في عالم الصدق والحقائق ، و لذلك لجأ الشيعة إلى القتل الكثير والتدمير الكبير والإفساد العريض حتى يجدوا لمذهبهم موطئ قدم في العراق ،فلا يزدهر التشيع إلا على خرائب ورسوم وأطلال منهج الحق ، أو في أرض يسود فيها الجهل والخرافة والوثنية والمعتقدات الجاهلية الردية.
والشيعة اليوم يسعون لطمس صورة العراق الإسلامية السنية ، لذا فإن توثيق تاريخ الحركة السلفية هو جزء من تثبيت هوية العراق الاسلامية العربية.
2-أن العراق -و منذ القرن الإسلامي الأول – كان ساحة النزاع وميدان الصراع بين مذهب الحق وشيع الباطل والضلال ، فعلى أرضه جرت أول مواجهة بين المسلمين والخوارج المارقين ، ومن مدنه أطلت البدع ومقالات أهل الضلال ، فالتشيع من الكوفة ، والقدر والإرجاء والاعتزال من البصرة ، وفي بغداد كانت محنة “خلق القرآن” ، ومن مدنه وحواضره –أيضاً- نهض أهل السنة ليردوا غارات المبتدعة أرباب الأهواء والفرقة ، فالعراق دار الحديث وعاصمة الحنابلة الأولى .
فالتيار السلفي في العراق قديم بقدم الفرق والنحل التي ظهرت ببدعها وجنايتها على الدين واجتماع المسلمين.
3-غلبة الاتجاه الصوفي على التيار الديني : وهو ما انعكس بشكل كبير على حضور الإسلام وقوته ومقاومته للأعداء والمتربصين لاسيما في القرون المتأخرة .
فالتصوف بطبعه لا يصلح لحماية الكيان والبنيان الإسلامي في بلاد مثل العراق إلا بالتجرد من مظاهره وشكلياته والانخلاع من طقوسه وأحكامه والانتقال من ميدان الخيالات والخرافات إلى ، ساحة الحقائق والمعارف.
لقد أصبح التصوف تحدياً وعائقاً أمام دعوة الحق ، لأنه لم يكتفي بالقعود والسلبية والانكفاء والانزواء والجمود ، وإنما ساهم في الصد عن السبيل وحارب المصلحين وبث الدعاية المضللة عنهم.
فحينما نكتب تاريخ السلفيين في العراق ، فإننا بذلك ندون أحداث “محنة التوحيد” في هذا البلد المبتلى ، فالتوحيد بشقيه العلمي النظري ، والعملي السلوكي تعرض لتضييق شديد وتحريف كبير.
فأهل الكلام من المعتزلة والاشاعرة تلاعبوا بمفهوم التوحيد ، وحادوا عن منهج الكتاب والسنة في تفسيره وتوضحيه وبيانه ودعوة الناس إليه ، وغرق الشيعة والصوفية في أوحال الشرك وزعموا أنهم على توحيد وإسلام صحيح ، ورموا مخالفيهم بكل منكر وقبيح.
فإبراز دعوة السلفيين يعني الانتصار للتوحيد في معركته ضد التيار الرجعي القائم على الخرافة ، والمنزلق إلى مهاوي الوثنية الشركية
4-حتى لا تُسرق الجهود ويزور التاريخ وتضيع الحقوق فالشيعة لما أشاعوا أجواء الكذب وأدخلوا أهل العراق تحت ظلله وظلماته ، سرى شيء من هذا الخلق الذميم إلى نفوس بعض السنة فوقع البعض في إثم التشبع بما لم يعط ، والانتساب والزعم الكاذب ، ونسوق على ذلك مثالا:
قام الجهاد على أكتاف السلفيين ، فبرز من بين السنة فئات تدعي شرف المقاومة وفضل السبق إلى الجهاد ، و ضاع اسم السلفيين وسط اجتماع الأدعياء على فخر لم يكونوا من أهله ومستحقيه ، و لم يخرج السلفيون إلا بتهم التشدد والإرهاب والدموية.
فالبعثيون زعموا أنهم قادة الجهاد ، وهم شر من انتسب إلى الفخر والشرف ، فالفضيلة تجانب حزبهم وتنفر من أصحابه ، والسوء والنقص يلاحقهم أينما ذهبوا فهو قرينهم وصاحبهم ،ويكفيهم عاراً أنهم أسهموا بتسليم العراق الى الشيعة بسبب فساد حكمهم وسوء إدارتهم وظلمهم للعباد
والشيعة كذلك تطاولوا وزعموا أنهم المقاومون الحقيقيون ، وهؤلاء نخاطبهم بطريقة تلاءم كذبهم ، فنقول : لو افترضنا أنكم أصحاب الفضل وأرباب الفخر بإخراج المحتل من العراق ، فإن عملكم هذا من أكبر الشرور والآثام ، فحكم المحتل الظالم والمتسلط الأجنبي خير من مذهبكم ، وظلمه وفساده خير من تسلط رجال الحوزة وعمائم المذهب الجعفري ، والعاقل المتجرد من الهوى يوقن هذا جيداً.
والإخوان المسلمون كذلك زعموا أن لهم مساهمة فاعلة في الجهاد العراقي وذلك بتضخيم الضئيل وتكثير القليل عبر الإشادة بجهود ( الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية –جامع)
والقاعدة والغلاة زعموا أن الجهاد مرتبط بهم ، زائل بزوالهم ، وأن المجاهدين السلفيين قد ارتدوا على أعقابهم وانقلبوا على المجاهدين ،وهذا من أبين الكذب وأقبحه ، ولا يرد هذا النوع من الكذب إلا بتوثيق المقالة الصادقة والرواية الصحيحة التي لا يخالفها عقل صحيح ولا تصطدم بواقع معاين.
5-كثرة الدعاية المضللة والضخ الإعلامي الكاذب عن الدعوة السلفية ، من قبل الشيعة وغيرهم .
6-حاجة العراقيين إلى الدعوة السلفية : فالسلفية دواء وعلاج لكثير من الأمراض التي تصيب المجتمعات لاسيما في باب الاعتقادات والديانة الصحيحة ، ورغم ما يمارسه دعاة الضلالة من تنفير عن الدعوة وأهلها ، فهي الترياق والدواء وإن كانت مكروهة في الأذهان وتصورات عقول العامة والجهلة.
لذا فإن الكتابة عنها وتبيين حقيقتها ، وبيان دورها وأثرها ،ودرء الشبهات والمطاعن عن أهلها كفيل ( إن شاء الله) بإزالة الغشاوة عن أنظار كثير ممن يطلب الحق ويسعى إليه.
7-خصوصية الدعوة السلفية في العراق ، فالظروف السياسية والاجتماعية والدينية فرضت على الدعوة واقعاً خاصاً أجبرها على التكيف والعمل على نحو لا يشابه عمل الدعوات السلفية في مصر والسعودية وبلاد الشام ، ورغم ضغوط السياسة وغلو مناوئيها وفجورهم في الخصومة والعداوة فقد تمكنت من الثبات وتحقيق إنجازات كبيرة يعرفها لكل من رصد النشاط السلفي الدعوي.
8-حاجة الناس الى معرفة السلفية لاسيما بعد تنامي دورهم وقوة تأثيرهم في مصر وسوريا ، فحري بأهل الدعوة ومن يعرف تاريخها أن يساهم في كتابته وتدوينه ويقدمه للناس ، ليقطع الطريق أمام الكذبة والمتحاملين والخصوم المناوؤين ويفسد على أهل التزوير والدس والتحريف سعيهم.
9-أن تاريخ الدعوة جزء مهم من تاريخ العراق ، فإغفالها وإسقاطها من السياق التاريخي يعني إحداث فجوة تاريخية تغري أهل الباطل ليملؤها بما يوافق أهوائهم، فالدعوة بمبادئها ورجالها وأعلامها صفحات مشرقة في تاريخ العراق المختنق بكثرة المشاكل والفتن والاضطرابات ، والصراعات الفكرية والسياسية.
[email protected]