23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

تاريخ التركمان في العراق وأصولهم … في حلقات الحلقة الاولى

تاريخ التركمان في العراق وأصولهم … في حلقات الحلقة الاولى

ان التركمان العراقيين ينتمون من حيث السلالة العرقية الى نفس المجموعة التي فيها الاتراك ويرجع اصلهم الى اسيا الوسطى والتي كانت تعرف سابقا بتركستان (اليوم جزء منها تخضع لسيطرة الصين والجزء الاخر تتشكل منه الجمهوريات الاسلامية التي استقلت حديثا – تركمانستان وقرغيزستان واوزبكستان وطاجيكستان وداغستان…الخ) حيث كانت لهم – للتركمان – امبراطورية تمتد من منغوليا الى شمالى ايران، وفي عام 705م وصلت جيوش الفتح الاسلامي الى تلك البلاد حيث استطاع القائد الاسلامي “قتيبة بن مسلم” الوصول الى ما وراء نهر جيحون “اموداريا” في فتوحاته ونشر الدعوة الاسلامية بين القبائل التركية فقبلوها في القسم الغربي من امبراطوريتهم واعتنقوا الاسلام، ومنذ ذلك الحين اخذوا يفدون بكثرة الى الشرق الاسلامي حيث لم تنقطع سلسلة هجراتهم واصل تسمية هذا الصنف من الاتراك بالتركمان يرجع الى انه كل من اسلم من اتراك القسم الغربي في الامبراطورية كان يقالى له صار “ترجماناً” لكونه اصبح يجيد لغة المسلمين “العربية” ويقوم بالترجمة بين المسلمين الفاتحين وبين بقية الاتراك، حتى صار ذلك علما لهم اي لمن اسلم منهم ثم قيل بالتحريف والتخفيف “تركمان”، ومن هنا تمفصل التركمان – حيث تطبعت عاداتهم وتقاليدهم بالعادات والتقاليد الاسلامية – عن بقية الاتراك الذين ظلوا محتفظين ببعض دياناتهم الوثنية وعاداتهم الى فترات متاخرة حيث اسلموا بعد ذلك، ولكن بعد ان اصبح بين التركمان والاتراك فاصل زمني كبير تغير فيه الكثير من اوضاعهم واحوالهم واحدث التحول في عمق الشخصية التركمانية. وهناك سبب اخر للتسمية لا يبتعد كثيراً عن سبب التسمية الاول وهي ان كلمة التركمان مركبة من كلمتن هما “ترك” و”يمان” اي الاتراك الذين اسلموا وامنوا تمييزا لهم عن الاتراك الوثنيين الذين بقوا على وثنيتهم، ومن ثم قيل بالدمج فاصبح “تركمان”.

تاريخ قدوم التركمان الى العراق

يذهب المؤرخون الى ان استيطان التركمان في العراق اقدم بكم من استيطان الاتراك في الاناضول -تركيا حاليا- حيث تعتبر سنة ٥٤ للهجرة بداية التوافد التركماني الى بلاد الرافدين والاستقرار فيها، ثم توالت الهجرات التركمانية الى العراق على شكل موجات في العهد الاموي والعباسي ومع جيوش اللاجئة والمغول والبويهيين…الخ.

واذا كان فتح العراق من قبل الجيوش الاسلامية قد تم في سنة ٢١ للهجرة، فعليه ان التركمان دخلوا العراق مع فجر دخول الاسلام اليه، واصبحوا جزءا من العراق وشعبه حيث انقطعت كل صلاتهم وعلاقاتهم مع منشئهم الاول حالهم في ذلك حال اكثرية القبائل العربية التي استوطنت العراق واصبحت جزءا منه والتي سبق وان هاجرت اليه من اليمن والجزيرة العربية، وللتركمان اسهامات كبيرة في العراق سواء في مجال الدفاع عنه او المشاركة في بنائه، كما ولهم شخصيات بارزة في التاريخ ساهمت في انماء الثقافة والحياة ومن شخصياتهم المعروفة في الفترة الاخيرة العالم اللغوي المعروف الدكتور مصطفى جواد.