22 ديسمبر، 2024 8:40 م

تاريخ الاسلام والشيعة والخمينية خليط غير متجانس

تاريخ الاسلام والشيعة والخمينية خليط غير متجانس

الجزء الثاني الأخير
هناك أحاديث كثيرة حول هذا الموضوع يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلّم { لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه } وفي الحديث الصحيح الثابت يقول { المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم } من الموجب علينا أن نفهم الاسلام وجوهره وما طرء عليه . فحالة التشيّع لم تكن موجودة في زمن الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام ولم تكن موجودة كذلك في زمن الخليفة أبو بكر وعمر ولا في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهم لكنها ظهرت بعد مقتله وتبوء علي بن ابي طالب عليه السلام كخليفة للمسلمين “علماً بأنه لم يكن راضياَ على مقتل عثمان “, ظهر مفهوم الشيعة والتشيّع ” شيعة علي بن ابي طالب وشيعة عثمان بن عفان ” رضي الله عنهما . تشيّع سياسي حربي أستمر هذا المفهوم وبالشكل الذي ذكرناه لقرون طويلة . بعدها اخذت الجهات المغالية في عدائها للأ سلام والمسلمين تبني وتتبنى أمور خارجة ومعادية للأسلام ومناقضة لهُ في العديد من جوانبه وتوظيف ذلك لأهداف سياسية ذاتية خاصة بجهات معيّنة لها مطامعها ومراميها الغير سليمة . لا يمكن للحركات والمذاهب أن تتناقض مع القرآن والسنة النبوية ولا ان ترتقي لمستواهم لأنها من صنع البشر وما انزل الله بها من شيء , القرآن قانون ودستور المسلّم وكل شيء يتناقض معه لا يمت للأسلام بصلة ولا يمكن ان تكون المذهبية بأي حال من الاحوال أساس رئيسي في الاسلام وتتخذ كمنهج وحيد للعمل والتعامل في الدين الاسلامي  . ولحسن الحض هذا الشيء معلن وغير خفي في الدستور الايراني الحالي ” اتخاذ المذهب الشيعي الاثني عشري كنهج ” هذا اذا ما علمنا بأن ايٍ من اصحاب المذاهب لم يدعو المسلمين الى الالتزام بمذهبه واتخاذه كمرجعية وحيده بل كان مبدئهم حث المسلمين الالتزام بما جاء في القرآن أولا والسنة ثانياً وفي حالة الاشكال الرجوع الى فتاويهم ” أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكماً لقوم يوقنون ” سورة المائدة . دخل الاسلام في حروب عديدة عظيمة وكبيرة وخطيرة للدفاع عن وجوده ونشر دعوته الحق ضد الباطل والتخلف الفكري والاخلاقي وإلا أنساني . أستطاع أن ينهي دولة المجوس ” عبّادين النار ” فكانت صدمة قوية لهم لا توصف ولا يمكن استيعابها أذ كيف بمجموعة قبائل متفرقة لا يربطها رابط ديني واحد ولا سياسي معمول به ولا  قيادة موحدة , مجموعة قبائل متفرقة مختلفة في مصالحها وتطلعاتها وحياتها متصارعة فيما بينها , تتمكن هذه القبائل من تغيير ذاتها والقبول وتبني اخطر الرسالات السماوية واعضمها , وتتمكن من تقويض اعظم الدول , الفارسية والرومانية ” واليهودية كدين وكحالة اجتماعية متعصبة مغالية في ذاتها ومعتقداتها وسلوكها ” ” شعب الله المختار ” انها مفاجئة غير سارّة وغير معقولة كابوس غير مفهوم لا يستطيعون استيعابه وهضمه ولحد هذا اليوم هو كذلك بالنسبة لهم .

الخمينية ترتكزعلى المذهب كأساس خاص وعام في تعاملاتها ومفاهيمها وليس الاسلام كدين , أختارت بدله المذهب و” المذهب صناعة بشرية ” ليست ألاهية بالامكان خلق مذاهب جديدة , هناك الكثير من الدول الاسلامية تعمل بحالات دينية مختلفة مثل السعودية الوهابية والسودان المالكية وغيرها لكنها لا تتخذها كمناهج أساسية بل الاسلام هو المنهج الاساس . هذا اذا ما عرفنا بان المذاهب غاياتها واهدافها تسهيل لأمور الدين ولم يدعو اياً من اصحاب المذاهب الاسلامية الى اتباع مذهبه بل حثوا الناس على الالتزام بالقرآن والسنة النبوية وأتخاذها كنهج اساسي ووحيد والرجوع الى آرائهم وفتاويهم حال مواجهة عائق في الفهم لا اكثر ولا اقل .. يقول رفسنجاني ” رئيس مصلحة النظام ” في كلام له سنة 1991 ” إن القومية حالة سخيفة ” والحالة الاسلامية هي الاساس في التعامل بين المسلمين . لكن كيف يكون ذلك وايران الخمينية تتخذ من المذهبية منهجاً لها , تناقض حادغايته سيادة مذهب خاص ومن يتخذه على المسلمين والاسلام في مفهوم الخمينية المتخذة للمذهب الاثني عشري منهجاً لها . وفي عرف الشيعة الاثني عشرية” لا يجوز للمنتمي الشيعي الأثني عشري الخروج عن هذا المذهب واختياره لمذهب مغاير” . لكن بالمقابل افتى علماء الازهر المصري وغيرهم من علماء الدين السنّة بأن للمسلم الحق في اختيار المذهب الذي يتعامل فيه وله حق الاختيار والانتقاء من كافة المذاهب في اية مسألة . التشيّع حالة عربية لكن الفرس المغالين أستغلوها ابشع استغلال والتاريخ يشهد بذلك إإتلفوا مع الوثنين ضد المسلمين العلقمي والطوسي مع هولاكو الوثني والقمي المرجع الاساس في ” الادعية الشيعية ” يسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام ولزوجاته مارية القبطية وعائشة رضي الله عنهما في تفسيره للقرآن الجزء الثاني اسباب نزول الاية ” يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ  فتبينوا ” ويشيد الخميني في كتاباته بالعلقمي والطوسي ويقول ان لهم فضل على الاسلام ؛ كتاب الحكومة الاسلامية ص 128 ؛ والنظام الايراني الحالي ايديولجي يعتمد الطائفية غاية في التشدد والانغلاق . ” الطواف بقبر الحسين هو إذاً الطواف حول الكعبة الحقيقية ” حديث فيلسوف ثورتهم ؛علي شريعتي ؛ كتاب التشيّع مسؤولية ص86 . ونحو هذا تحالفهم المتكرر مع الصليبين يقول شريعتي في كتابه ؛؛ التشيع العلوي الحديث ؛ ان من القضايا الواضحة وجود ارتباط بين الصفوية والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الامبراطورية الاسلامية العظمى والتي كان لها حضور فاعل على الصعيد الدولي ابان الحكم العثماني ؛ أن اعتزاز ” الشيعة الأيرانية ” بكل ذلك التاريخ يعني انهم مهيئون مبدئياً وأخلاقياً لتكرار تلك المواقف نفسها . وهذا ما غاب عن الكثير من المحللين والمراقبين . كذلك ارتباط النشاط الشيعي الخميني المعاصر بتطلعات دينية ونفسية عميقة ظهور المهدي الغائب يتابعونه من خلال ” مؤسسة الحجتية ” التي تعتني بذلك وكذلك عقدة المظلومية القديمة والتي تمثل دافعاً نفسياً خطيراً للأنتقام . وقد غذيت هذه الفكرة بالكثير من الخرافات والاساطير . أن الثقافة الشيعية بطبيعتها لا يمكن الا أن تشكل مجتمعاً متمايزاً ومنفصلاً عن ثقافة الامة بكل مذاهبها ومدارسها وتوجهاتها فالتشيع ليس مجرد اجتهادات دينية قابلة للنقاش كما هو الحال بالنسبة للمذاهب الأخرى عقدية او فقهية بل يجري العمل على جعلها تسمو على الوطنية والقومية . عملت الحركات الشعوبية التاريخية والحالية على استمالة المؤثرين والبارزين من علماء الدين الشيعة بكل الوسائل لغرض تنفيذ مآربها وهذا ما نسميه في عصرنا الحديث ” بالتجنيد المخابراتي ” .  من اسباب تحويل الشاه اسماعيل الصفوي سنة ايران الى شيعة لغرض اعطاء مبرر لحربه على الدولة العثمانية . والخمينية كحركة شعوبية طائفية تعمل على ترسيخ هذه المفاهيم في كل من العراق واليمن والبحرين ولبنان والباكستان والكويت والسعودية وغيرها من الدول . تعمل بجد على ابادة السنّة في العراق من خلال ميليشياتها واحزابها السياسية الحاكمة تحاول خلق المشاكل في كل الدول الاسلامية التي تتواجد فيها الشيعة . اثارت مشكلة في الحرم المكي سنة 1987 . قاتل صلاح الدين الايوبي هو امتداد لقاتل عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب عليهم السلام و أستمرار ألأمتداد لقتل علماء الدين السنة وتخريب مساجدهم . اتفقت الخمينية مع الصليبية بقيادة اميركا وبريطانيا والصهيونية العالمية على تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا . لعبة خبيثة ومحكمة ايران مع روسيا والعراق مع اميركا . عندما تدعي ايران الخمينية بأسلاميتها لماذا لا تناصر المسلمين وتتعاطف معهم بدل السعي في قتلهم وأذيتهم آخر ما تمخضت عنه ذهنياتهم المنحرفة ” خلقهم لداعش ” مع الولايات المتحدة الاميركية وبأستخدام النظامين العراقي والسوري في هذا الموضوع . القتل والتخريب بالجملة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والعالم منقسم بين الاندهاش والحيرة والعجز والترقب والتشفي في هذا الموضوع . في قول ” لوليد جنبلاط ” سياسي لبناني معروف يشبّه أميركا بشاحنة كبيرة تسير وتعبث وسط حقل مزروع . على حكام المسلمين في العالم ان يكونوا اكثر وضوحاً وموضوعية ليس تجاه ايران كدولة او اميركا واسرائيل كدول معادية . بل كذلك تجاه كل الحركات الشعوبية الحالية والتي ستظهر التي تعمل وتسعى لأذية الاسلام والمسلمين من كل المصادر والاتجاهات . عليهم الصحوة  وإلا فنارها ستحرق الجميع . الحركة الخمينية تستخدم نفس اساليب الفرس المجوس والحركات الشعوبية على مدى تاريخها في الغدر والقتل لكل من يتعارض معها فعلت ذلك وبأساليب بشعة مع الاسرى العراقيين في حربها مع العراق ” القادسية الثانية ” وما تفعله في العراق بعد احتلاله بواسطة عملائها من خلال الاحزاب الحاكمة الموالية لها التي تأتمر بأمرتها من ابادة جماعية للسنة وتخريب مساجدهم وقتلهم فيها وتخريب مساكنهم وازاحتهم سكانياً وتخريب بنيتهم التحتية وكذلك ما تفعله في سوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية والاسلامية متخذة من المذهبية والطائفية كفكر ومنهج لهذا العبث والتخريب للأسلام والمسلمين . تلتقي في ذلك كلياً مع الصهيونية والدول الاستعمارية في عدائها التاريخي للأسلام كدين وسرقة ونهب خيرات العرب والمسلمين عبر تاريخهم الاسود والى اليوم . في قول لرجل الدين الشيعي اللبناني المعروف ” صبحي الطفيلي ” قال على شيعة ايران والعراق أن لا يخسروا سنة العراق لأنهم إذا كانوا اكثرية في هذين البلدين فهم أقلية في العالم الاسلامي والامة الاسلامية . المفروض بالحركة الخمينية التي تتخفى بالعباءة الاسلامية أن تقف على مسافة واحدة مع كل الحالات لا ان تمايز بينها على اساس المذهبية والطائفية . ومن الصحيح ان تقارب بين المسلمين لا أن تباعد بينهم وأن يكون مسارها الاساسي وفلسفتها وثقافتها مبنية على ذلك ليس من العقل ولا من المعقول معاداة مليار ونصف مسلم بدون مبرر منطقي , عليهم في الحال الحاضر السعي لتوحيد المسلمين ورعاية مصالحهم في كل مكان لا محاربتهم . على حكام ايران ان يفهموا ويعوا بأن الامة الاسلامية هي ظهيرهم واحتياطهم القوي المضمون لا اميركا ” الشيطان الأكبر ” كما يسمونها هم ولا اسرائيل التي يدّعون عداوتها ” التخريب الذي تقوم به ايران في بلاد العرب والمسلمين ” لايمكن لأسرائيل او اميركا القيام به بشكل مباشر ، أذاً هي خدمة لهؤلاء اعداء الأمة . اعتماد حكام ايران على اعداء الاسلام وخدمتهم من خلال سلوكها الغير عاقل سيضر بمصلحتها كدولة وكشعب مسلم ولا يجنبها الشر من هؤلاء ” في قول لشاه ايران بعد سقوطه وَتَنحّيه عن عرش ايران مخاطباً السادات ليس لأميركا صديق تحترمه مهما طالت صداقته فأحذرها . على كل الاطراف الاسلامية دول واحزاب وفرق وجماعات ان يعملوا بجد وصدق لتعزيز مصالح المسلمين وتجنيبهم الضرر والالتزام بنهج وسلوك يفضي في الحاضر والمستقبل الى ضمان مصالح الامة الاسلامية وسلامة المسلمين والتعايش السلمي مع كل الاديان واحترام الاثنيات والقوميات وألاعتراف بوطنيتهم وأتخاذها كمنطلق للعمل الايجابي في محيطها الاسلامي والدولي  ” ولا تزرُ وازرةٌ وزرأُخرى “