11 أبريل، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

تاريخنا يجتر نفسه

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل حقاً إن تاريخنا مازال يجتر نفسه.. ويعيد جرائمه بعد مرور ألف سنة.. وبنفس الأساليب والأدوات.. على الرغم من تقدمنا بلبس ألبدله الغربية والرباط.. وندير دولة تستخدم التقنيات في الكثير من أعمالها.. وننصب كآمرات في الشوارع وفي المحلات ووووو من التقنيات الحديثة.
نؤشر هنا حالات استخدمها أسلافنا باسم الإسلام.. وتاريخنا المعاصر يجترها ثانية..وكثير منا موافقون.. بل الكثير من عمائمنا تجد الفتاوى لتبرير جرائمنا التي ارتكبناها سابقاً.. ونعيدها اليوم فرحين بانتصاراتنا.. على الكفر والإلحاد.
ـ لقد نشر ابن المقفع رسالته المُعنونة “رسالة الصحابة” لا يقصد به صحابة رسول الله ص بل بطانة الحاكم.. وأرسلها الى أبو جعفر المنصور بكثير من المدح والحذر “من ناصح أمين لا يُريد غير الإصلاح”.. يطرح عليه خطة إصلاحية متكاملة أمام الفساد العام.. وتدل الرسالة على عبقرية مبكرة.. وجد المنصور في (رسالة الصحابة) إنذاراً بوجود أدمغة واعية في المجتمع.. فأمرً المنصور بتقطيع جسد ابن المقفع قطعة.. قطعة.. وهو ينظر إلى أعضاء جسده.. وهى تــُـلقى في النار.!
وها نحن في العراق الديمقراطي اليوم نسكت.. ونصفي ونختطف.. من يدعي إن هناك فساداً في مؤسساتنا.. فنكتم صوته بكل التقنيات الحديثة.
ـ الفيلسوف السهْروَردى.. ( 1153- 1191) حامي حمى الدين والمدافع عن بيضته.. والقاهر لأعدائه من الفرنجة والزنادقة والمتفلسفة والشعراء وغيرهم.. إلا إن صلاح الدين الأيوبي كان مبغضاً لكتب الفلسفة وأرباب المنطق ومن يعاند الشريعة.. فقتل الفيلسوف السهْروَردى تجويعاً.. أكرر (تجويعاً).
ومن يثور اليوم على كتلنا الإسلامية فهو ملحد وكافر.. والشرع حلل قتله!. بأية طريقة يقرها الحاكم.. سواء بالخطف.. أم القتل.. أم بالتعذيب حتى الموت.. أم تجويعاً !!
ـ الحسن بن منصور الحلاج (858- 922) دعا الى إمكان الاستعاضة عن الوسائط في العبادة.. والتوفيق بين الدين والفلسفة.. على أساس من التجربة الصوفية.. فأتهم بالكفر.. فتـمّ تقييده وضربه بالسياط.. ثم صلبه.. وقطع رأسه.. وحرق جثمانه.
ـ الله .. الله.. كل العلمانيين والشيوعيين كفرة مع سبق الإصرار والترصد.. والويل لهم من عمائمنا إن صعدوا في انتخابات 13 /5 / 2018.. انتظروا حرقكم!!
ـ محي الدين بن عربي ( 1165- 1240).. مؤلف الفتوحات المكية.. وكتابه (ترجمان الأشواق).. من أقواله: “لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم.. ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق.. فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب.. وإن كانوا غير عارفين وعلى غير بصيرة بذلك.. ويحكمون بالظنون”.. ثار عليه الفقهاء بدعوى الضلالة.. واتهموه باستعمال الرمز كستار لإخفاء ما يُـنافي الدين.
نحن اليوم من يكتب سطرين على صفحته الفيس بوك .. في التاريخ الإسلامي بحقيقته.. يتهم بالزندقة تماماً.. كما كان يتهم أجدادنا المفكرين ذووا النظرة التطورية.. فانتظروا اليوم الذبح التطوري.. على طريقة خلفاؤنا وسلاطيننا في تاريخنا المجيد.
ـ ابن رُشد.. الفيلسوف.. والطبيب.. والفقيه.. والقاضي.. والفلكي.. والفيزيائي.. وهو عربي مسلم أندلسي.. رأى ابن رُشد: إن الإنسان يحتاج للعقل والدين معاً.. داعياً الى إخضاع النص الديني للبرهان العقلي عند الخلاف.. أحرق العرب كتب الرجل.. ونفاه الخليفة من قرطبة الى مراكش حتى مات هناك… فيما أفاد الأوربيون من فكر ابن رُشد.. هذا الفكر المعتدل.
ـ أبو حنيفة النعمان.. أفتى بأنّ الثورة على مُلك الأمويين جائزة شرعًا.. ورفض أبو حنيفة التعاون مع الخليفة أبو جعفر المنصور.. فأمر المنصور بحبسه وجلده عشر جلدات يوميا.
ـ أحمد بن حنبل في كتابه (محنة خلق القرآن).. يقول: “إن القرآن كلام الله ووحيه.. وهو مخلوق محدث.. أنزله الله على نبيه ليكون علما ودالاً على نبوته.. وجعله دلالة لنا على الأحكام.. لنرجع إليه في الحلال والحرام.. واستوجب منا بذلك الحمد والشكر والتحميد والتقديس… القرآن يتقدم بعضه على بعض.. وما هذا سبيله لا يجوز أن يكون قديماً.. إذ القديم هو ما لا يتقدمه غيره… وآخر.. ونصف.. وربع.. وسدس.. وسبع.. وما يكون بهذا الوصف.. كيف يجوز أن يكون قديما؟”… وانتهى بسجنه 28 شهراً.. حيث كان يُـضرب بالسياط يومياً حتى يُغمى عليه.
في عراق اليوم.. انتخاباتنا بطريقة يمنح كل واحد صوتين.. صوت لمن ينتخبه.. والصوت الثاني لرئيس الكتلة.. يوزعها كما يشاء.. بربكم.. هل سمعتكم بتاريخ الديمقراطية منذ أول ديمقراطية أقيمت في العالم والى ما شاء الله.. للشخص صوتين.. صوت لمن ينتخبه.. وصوت لرئيس الكتل الفاسد بالسحت الحرام.. نعم في عراق اليوم فقط.. وللقوائم الفاسدة فقط.
أما جماهير الانتفاضات والساحات وغيرها من أساليب التعبير السلمي.. فهؤلاء هم أعداء ديمقراطية الفساد والسحت الحرام.. فهم في صف الكفرة والملحدين.. لكن مع وقف تنفيذ عقوبة الكفرة ألان عليهم.
لقد وصل الأمر بنا اليوم باتهام من كان رضيعاً في عهد البعث.. بعثياً.. وأبوه الذي قاتل داعش واستشهد تصادر أمواله المنقولة وغير المنقولة.. بقانون كتبه مجلس الوزراء.. وشرعه مجلس النواب.. وصادق عليه رئيس الجمهورية.. ونشر في الجريدة الرسمية!! ومن لا يصدق أحلف له بالقران ألف مرة.. والمصيدك يشتري نسخة من جريدة الوقائع العراقية لشهر كانون الثاني 2018..المنشور بها نص القانون.
ـ واقعة ألطف تعيد نفسها عندنا يومياً ..وحتى لا يقال عليً إني متطرف بطروحاتي.. فواقعة ألطف اليوم تعاد بصور ليس على أبناء بنت نبينا.. بل على أبناء شعبي ممن لا يفسدون في الأرض.. وبالتأكيد يكون وقعها أخف وطأةً.. أو حتى تمر بضجيج وتنسى.. والأمثلة كثيرة: القتل على الهوية خلال الحرب الطائفية.. مجزرة سبايكر.. قتل الشيعة والسنة والمسيحيين والشبك واليزيديين في الموصل على يد داعش.. وعلى يد سياسي اليوم من الدواعش.
ـ اليوم بعض محتكري الحقيقة.. وسدنة السلطة.. وبعض مسؤولينا.. يكفروننا.. ويهددوننا بالويل والثبور.. وغداً يصفوننا بأية طريقة عرفنها خلال ال 15 سنة الماضية.. تحت يافطة نحن كفرة وزناديق.
أفتونا يرحمكم الله.. كيف يُكَفرْ من يصلي خمسة مرات في اليوم؟.. ولم يرتكب جريمة؟.. ولم يسرق؟.. ولم يغش بضاعته؟.. ويزن بالقسطاط؟.. ويساعد الفقراء؟.. يهدد.. لأن ابنته وقفت مع المتظاهرات.. او ابنه ذي 16 ـ 20 سنة.. لأنه يطالب بحقوق كفلها الدستور الحالي ؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب