مايقدمه حيدر العبادي من مستوى يوصف بالجيد إذا ما قورن بسلفه ؛ فهو يدحض فكرة من هو بديل المالكي وأعتقد ان هنالك من هو أفضل من العبادي فيما لو ثبت تقصيره في ملف ما ؛ أعتقد إن مافعله المالكي سيقضي على فكرة تأليه الزعامة السياسية في العراق وما مأساتنا الحالية إلا واحدة من حبنا المطلق للزعيم وتأليهه من قبل غالبية الشعب
نفس الذين قاموا بتأليه صدام قاموا بتأليه المالكي وأخشى أن يقوموا بتأليه العبادي ؛ علينا أن نتعامل مع العباي كأي موظف يقوم بأداء وظيفة عامة وهو ليس الها فهو قابل للخطأ ومن الممكن جدا أن يجر البلد الى كوارث أو على العكس يجره الى بر الأمان
للأسف كنا نظن أن درس صدام حسين لايكرره اهل العراق لكننا ما أن تخلصنا من صدام حتى عدنا بتكوين صدام جديد لكنا تخلصنا بقدرة قادر منه ولو إستمر هذا الصدام الجديد لأصبحت الأوضاع أكثر سوءا من أوضاعنا الحالية
كلنا نؤله القادة فنجعل من مديرنا الها ومعلمنا الها وموظفنا الها ومازال لدينا هذه الفكرة لايمكن أن نكون دولة محترمة فالاله العراقي ليس رحيما كما هو الله الحقيقي ؛ الاله العراقي يدمر شعبه وكلما إزداد التصفيق له إزداد فساده وبطشه وإجرامه بحق شعبه
كان المالكي ناجحا في بداية حكمه وأعاد هيبة الدولة التي سلبتها الميلشيات وأتخذ بعض القرارات الجريئة لصالح بناء الدولة ومؤسساتها وهذا لاننكره ولاينكره من يتحدث بموضوعية لكنه إنقلب حينما رأي إزدياد نسبة التصفيق والتأييد له عندئذ قام ببناء دولته ولم يقم ببناء العراق
الى الآن لم نعرف التمييز بين العراق كدولة وبين المسؤول العراقي القائم على الدولة فالمسؤول ممكن أن نستبدله بأية لحظة وهنالك من هو أفضل منه بكثير في دكة الإحتياط ؛ بإمكاننا كعراقيين أن نستبدل المسؤول كما يستبدل مدرب فريق كرة القدم اللاعب الذي يشعر أن التعب قد بان عليه أو إنه لايقدم شيئا عندما يستمر في اللعب لكن من الصعب جدا أن نستبدل العراق بدولة أخرى
أعتقد أن الوقت قد حان لترك التأليه و المجاملات والتصفيق للمسؤول وعلينا أن ننتقد الأداء إذا كان خاطئا وتأييد الأداء إذا كان صحيحا وأعتقد أن التأييد لم يرتقِ الى أن نصف المسؤول بصفات الاله .
*[email protected]