18 ديسمبر، 2024 6:12 م

تأسيس مركز القرار هل يهد سقف اليكتي على رؤس اعضاءه

تأسيس مركز القرار هل يهد سقف اليكتي على رؤس اعضاءه

انقسام حاد يلوح في سماء قيادات اليكتي ” حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ” والذي يرأسه مام جلال ” البعيد عن ادارة حزبه بسبب المرض ” ، بين جناح هيرو ابراهيم احمد خان زوجة مام جلال وبين جناح كوسرت رسول – برهم صالح ، الخلافات لم تكن وليدة اليوم بل يبدوا انها قديمة لكن ماكان لها ان تظهر الا بوجود مسببات عدة طرأت على الساحة الكوردية ولابد من ان تحدث تغييرا شاملا يحصل بمقتضاه تغييرات جوهيرية بروابط العلاقات التي تأصر حزب الاتحاد الوطني الكوردستاتي مع الديمقراطي والتغيير . – من اين بدأت نقطة الخلاف ؟
الجميع يعلم من تكون هيرو خان .. هي زوجة الرئيس العراقي جلال طلاباني وابنة عراب زوجها ابراهيم احمد الذي انشق عن الديمقراطي الكوردستاني ابان سبعينيات القرن العشرين ، هيرو خان تحمل شخصية قوية وهي ذات نفوذ مع ماتملك من ثروة كبيرة ، وتعتبر حاليا المنظر الروحي وصاحبت القرار في حزب الاتحاد . وتسلطها هذا ماكان له ان يتنامى لو لا انها لم تجد من يكبح جماحها خصوصا وهي ما فتأت تتحدث باسم مام جلال . ومع كل هذا  فان صمت بقية اعضاء الاتحاد كان على مضض اذ لم يستطيعوا معارضتها ، خوفا منهم على تفتت الاتحاد واحتراما للمناضل المؤسس لحزبهم ؟ . وربما الموقف الذي تعرض اليه قادة الاتحاد  عندما اراد قسما منهم من زيارة مام جلال فما كان من هيرو الا ان تمنعهم  من رؤيته !! ، ما ولد لدى البعض منهم  شعورا بالاهانة واستخفافا بالعناوين التي يحملونها . 

– وهل انتهى الفصل الى هذا المقدار فحسب ؟ 
بالطبع لا ، فهيرو المتسلطة تمتلك مقاليد القرار وهي فقط من تستطيع عقد الصفقات التجارية ، ومالية الحزب تحت امرتها ، وبموافقتها تتم التحالفات مع بقية الاحزاب . وحتى الاتفاقات النفطية مع الديمقراطي الكوردستاني والحكومة المركزية ببغداد.تتم عبرها فقط وقسم من اعضاء جناحها . وليس هذا فحسب ، فتهيئتها لابنها ” قوباد جلال ” كقيادي في الحزب واعطائه الصلاحيات الواسعة جعلت من صقور الاتحاد ان يتهيبوا القادم ودب في نفوسهم  هاجس الخوف منتظرين الفرصة ان تأتي كي ينتفظوا على واقعهم ويقولوا ل هيرو ” كفى وصل السيل الزبى وما عليك الا ان تحسبي لنا الف حساب من الان فصاعدا ، فنحن قياديون ايضا ولا قرار سبخرج الا من خلالنا ” . – باتت الفرصة سانحة .
اثر اختيار عضو ينتمي لجناح هيرو ابراهيم كرئيس لمجلس محافظة السليمانية خلافا لتوافقات سابقة كان يفترض وفقها تسليم المنصب لعضو بجناح (برهم – كوسرت)، وبعد لقاءات عميقة ومشاروات شملت حتى نوشيروان مصطفى زعيم حركة تغيير لم يتوصلا خلالها الى نتيجة تذكر لذا باتت الفرصة سانحة امام ” جناح الصقور ” ليجدا العذر والمسوغ للانقضاض على هيرو وليعلنا عن تأسيس ما اسموه ب ” مركز القرار داخل حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ” . وهذا المركز وحسب ما ذكر في البيان الذي اصدره جناح ” كوسرت – برهم ” ، جاء ليلبي طموحات الشعب الكوردي وانصار الاتحاد وقياداته ، وليكن كذلك اي قرار يتخذ من قبل اللجنة المركزية للاتحاد باطلا مالم يمر من خلال ” مركز القرار ” وتتم الموافقة عليه . ومعنى هذا فقدان صلاحيات السيدة هيرو وكبح جماحها كخطوة اولى اازاحتها ربما من اليكتي ودون رجعة . . 
– بيان الصقور طلاق خلعي ام لاخذ العصمة من هيرو ؟
يبدو من لغة البيان الذي ظهر على وسائل الاعلام من ان الصقور لايريدون الخروج من الاتحاد بقدر ايصال رسالة شديدة اللهجة للسيدة طلباني فحواها ان حان الوقت لتتنازلي عن عصمتك من قيادة الاتحاد . وتسلميها للجميع ، فاما ان نكون يدا واحدا والقرار لايخرج الا باجماع منا ولاهناك من شاردة او واردة في عملية ادارة الاتحاد الا ان يطلع عليها الجميع دونما استثناء .بيان جناح  ” مركز القرار ”  .. يقول جناح (مركز القرار) في بيان له مساء الخميس، وحسب  موقع NRT عربية ، بأنه يرفض استخدام اسم طالباني في تمرير المشاريع الشخصية داخل الاتحاد. وانتقد “الاجراءات التي ادت الى احتكار الاتحاد”  وطالب الجناح الجديد داخل الاتحاد الوطني بجمع مالية الحزب بشكل شفاف،  وبعقد مؤتمر نزيه للحزب بعيدا عن التزوير. ورفض مركز القرار ما سماه بسياسة “خذلان الكوادر وتهميش المناضلين للاتحاد”. وطالب “باجراء مراجعات في سياسات حكومة الاقليم وكذلك بهيكليتها”. معلنا وحسب البيان ، التزامه بالتقارب مع حركة التغيير لحد الاتحاد والاندماج . 
– حرب التصريحات بدأت 
ما ان خرج بيان الامس على وسائل الاعلام حتى تزاحمت كلا قيادات الجناحين بالتصريحات وكلا يدافع عن وجهة نظره ، معللا موقفه وحسب قناعاته ومايحمل من ايمان بقضيته ومبدئيته في القيادة وحرصه على المصلحة العامة للحزب وكوادره وقواعده . تقول آلا طلباني وهي قيادية بارزة في حزب الاتحاد الوطني ومن جناح هيرو  ” من الخطأ ان توصف هذه الحركة بحركة كوسرت برهم ضد  هيرو خان تحديدا  . فهذه قضية منابر وقضية افكار وقضية قيادة الاتحاد الوطني . مضيفة ” مع الاسف الشديد  ففي الوقت الذي يكون فيه السيد الامين العام مام جلال مريض . نسمع تلك البيانات ” . مبدية استغرابها من اتهام السيدة هيرو بتفردها في القرار ، وان كل ماحصل ماهو الا خلاف على قيادة الاتحاد من قبل جناح كوسرت – برهم ، حيث قالت ” الاخت هيرو خان لم تكن الوحيدة في الواجهة اليوم نحن لدينا قيادة وهيرو خان واحدة من هذه القيادات ، انما هذا هو الطرف الاخر الذي يريد ان يسوق القضية على انها خلاف مع هيرو خان ، فالقضية ، والكلام للسيدة آلا طلباني ،  ليست كذلك وهذه هي المعلومة الاولى التي نريد ان نصححها وحقيقة القضية هي قضية ادارة الاتحاد زليست قضية هيرو خان والنائبين ” . . . ((كوسرت رسول وبرهم صالح لا يحق لهما ان يكونا مصدرا للقرار )) .. قنبلة فجرتها السيدة آلا طلباني في مكان اخر بتصريحها بعدم شرعية نائبي مام جلال ” كوسرت – برهم ” كونهما لم يصعدا الى القيادة المركزية للاتحاد عن طريق انتخابات الاتحاد ، بل جاءا بطلب من مام جلال منا نحن المنتخبين من اجل تعينهما نائبين لمساعدته فقط . تقول آلا : ” مسألة اخرى هناك اعتراض من كثير من قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني واقصد المجلس المركزي للاتحاد وانا عضو فيه ،  ان السيدان النائبان مع جل احترامنا لهم (السيد كوسرت ونضاله والسيد الدكتور برهم صالح )  لم يصعدا الى المجلس ولا الى المكتب السياسي باصوات الاتحاد الوطني ،  اي لم يدخلا الانتخابات . بل في اخر انتخاب طلب منا الاستاذ مام جلال ان نوافق على تعينهم نائبين له ليساعدوه بادارة الاتحاد الوطني . ولذلك لايمكن لهما ان يقولا ووفق النظام الداخلي للاتحاد نحن اصحاب القرار . مستدركة :  اصحاب القرار في الاتحاد هم كل اعضاء الاتحاد الذي صوتوا لهم او صوتوا لنا  في انتخابات الحزب المركزية .  فلايمكن لجهة ان يصادر اصوات ناخبي الاتحاد الوطني الكردستاني وقياداته المنتخبة “، كاشفة عن عقد اجتماع لما اسمته ب  القيادة الاغلبية ، وان هناك سيكون موقف . آلا طلباني لم تخف مخاوفها من انقسام قيادات الاتحاد ولذا دعت قائلة : ” نحن لسنا مع اي انقسام داخل قيادات الانحاد الوطني ” .  من جانب اخر  صرح قيادي كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني ( مركز القرار الجديد ) لم يشأ الكشف عن هويته  ، الى مركز الرافدين للحوار ” مركز تخصصي لادارة الحوارات للقيادات والنخب العرافية ” . بقوله : ” نحن  نعمل على رجوع الاتحاد الوطني الى شرعيته الاصلية وقياداته الحقيقية والخروج من الحكم والتسلط العائلي والتلاعب بمقدراته واحتكار سلطاته .. ونؤكد على الالترام بالمبادئ والاهداف التي كنا ولازلنا نعمل من اجلها خدمة لشعبنا الكردي و نحافظ على استقلالية قرار الاتحاد ونؤكد على اهمیة مراجعة علاقتنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بمایعید التوازن و التشارك الفعلي في القرار السیاسي و الحكومي كذلك  نؤكد على التحالف والتفاهم العالي مابين الاتحاد الوطني وحركة التغير بما يخدم وحدة الصف الكردستاني شعبنا معلنين التزامنا بخط وخطى مام جلال ، و اننا حريصون جدا علی اهمیة تحالفتنا العراقیة و عملنا المشترك لحل مشاكل العراق ” . في حين قال عضو قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني، شالاو علي عسكري وهو من جناح ” كوسرت – برهم ” ، “لم يكن ممكناً تأخير البيان أكثر، لان هذه المشكلات ليست وليدة اليوم او امس، بل لها تاريخ قديم، ومنذ عقد مؤتمر الحزب الذي حضر فيه الكثيرون، تغيرت نسبة التصويت”، مبدياً عدم رضاه عن انعدام سلطة اصدار القرارات في المكتب السياسي للاتحاد ومجلس القيادة.  وذكر “كان واضحاً في المؤتمر هيمنة القوات الأمنية عليه، لكن وجود مام جلال، غطى هذه المشاكل، ومنع من تفجرها الى الحد الذي وصلت اليه الاوضاع الان، وبعد مرض مام جلال توجهت المشاكل الى مضمار آخر فعلى سبيل المثال لم يسمحوا لنائبي مام جلال وعدد من القادة الآخرين في الاتحاد برؤيته”، مؤكداً ان “جناح السيدة هيرو (عقيلة الطالباني) يستخدم اسم مام جلال امام قادة وجماهير الاتحاد”.  وفي جانب آخر من المقابلة مع شبكة روداو ، تحدث عسكري عن مشكلة تداول السلطة في منصبي السليمانية وحلبجة بين الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير، لافتاً الى ان الجناح المتنفذ في الحزب لم يكن يرغب بتبادل المناصب، “وهذه ليست مجرد اتهامات بل لدينا أدلة مفصلة تثبت ذلك، واعتقد ان هذا الامر كان بناء على رغبة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لانه المستفيد الوحيد من عدم تطبيق هذه الاتفاقية”. ولم يكن امام عسكري سوى الرد على آلا طلباني بالقول :  “كلنا حصلنا على شرعيتنا في المؤتمر ومن ضمننا مام جلال، فإذا كنت انا اذا اعتبرت نفسي اخر عضو في مجلس القيادة لا اتمتع بالشرعية فإن هرم الاتحاد لا يتمتع بالشرعية ايضاً والعكس صحيح”. وعن تفرد جناح  هيرو بالعقود التجارية ، النفطية منها على وجه التحديد قال : “ابرم اتفاق لبيع النفط يمتد لـ50 عاماً، دون ان يعلم قادة الاتحاد والمكتب السياسي بذلك”، مبيناً “انهم يتفقون مع بغداد حول نفط كركوك كما يقترحون بيع النفط الى ايران عبر الصهاريج، دون علمنا ايضاً، هناك حالات لا يمكن السكوت عنها أبداً ” . – مواقف وسطية واصوات معتدلة 
من اجل حلحلة الازمة وعدم اعطائها بعدا خلافيا كبيرا يجر لانقسامات في صفوف الاتحاد الوطني ، وحتى لاتستغل من قبل بعض الاطراف الكوردية التي ترغب بمشاهدة اليكتي ضعيفا او حتى تحبذ مشاهدته وهو يتفكك  ، دخلت كل من امريكا وايران على الخط ، فكلا الدولتان لاترغبان بان يشاهدا احد اهم اكبر الاحزاب في كوردستان تتقاذفه الانقسامات ليضعف بنهاية المطاف وبذا يؤثر على كلا الدولتين ويغير من  الخارطة السياسية المرسومة لكوردستان وكلا حسب وجهة نظره . يقول القيادي في الإتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيرة ، وخلال مؤتمر صحافي عقده في اربيل، أن “الإيرانيين والأمريكيين  متواصلون معنا بشأن معالجة الخلافات الداخلية التي ظهرت مؤخرا”، لافتا إلى أن “أصدقائنا مهتمون بذلك كوننا نحارب معا ضد تنظيم داعش الإرهابي”. وأضاف بيرة، أن “بعض وسائل الاعلام الكردية ضخمت موضوع الخلافات”، مشيرا إلى أن “أغلبية قادة الإتحاد الوطني مارسو الدبكة معا في حفل زواج نجل القيادي ملا بختيار”. مؤكدا  أن “طبيعة الإتحاد الوطني الكردستاني يتألف من عدة مجموعات ومن الطبيعي أن تظهر خلافات في وجهات النظر”، وان قيادة الإتحاد الوطني تتمكن من معالجة تلك الخلافات”. هذا وقد اعلن المجلس المركزي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، أنه بدأ بالتحرك لمعالجة “الخلافات” التي ظهرت مؤخراً بين قادة الحزب، معتبراً أن الحزب قوة سياسية رئيسة في إقليم كردستان والعراق وله تأثير ملحوظ على كافة مفاصل الحياة في الإقليم . – موقف البارتي من الازمة 
يبدو ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة السيد مسعود برزاني فضل النأي بنفسه عما يدور من تجاذبات بين اعضاء الاتحاد الوطني الكوردستاني ، فهو لايريد ان يكون طرفا في الصراع ويحسب على هذا الطرف او ذاك . كون العلاقات التي تربط حزبه ببعض من اعضاء الاتحاد هي بنسب متفاوته ، ولذا صدرت التعليمات من مؤسسة الاعلام للحزب الديمقراطي منعت بموجبه التصريحات والتحليلات والاكتفاء بتداول الخبر كما يصدر من الاتحاد الوطني، وحسب تصريح لقيادي بارز مقرب من السيد مسعود برزاني . – لابد من التوصل الى حل في نهاية المطاف مهما توسعت هوة الخلاف بين اعضاء اليكتي الكوردستاني فانهما في النهاية لابد وان يتوصلا الى حلول وسط على اي تقدير . فقوة العلاقة التي تربط اعضائه وان كانا قد اختلفا اليوم فان للتأريخ أثر وللنضال آثار وللرمز مام جلال مكانة في نفوسهم جميعا أشد الاثر وحسب تصريح اغلب قياداته خلال الازمة ،  بالاضافة الى ان تلك القيادات تملك من الوعي ما يجعلها تفكر الف مرة قبل ان تشد رحالها تاركة البيت الذي آواها لاكثر من 40 سنة وهو يناضل عدم السقوط فمن غير المعقول يأتي ابناءه اليوم ليهدوا سقفه على رؤوسهم ، من غير الممكن او المتصور ان اي من الجناحين مع ما ضم من القيادات الرصينة والكفوءة والحريصة على مصلحة الحزب خاصة وكوردستان بالعموم ،  ان يشاهدا بيتهم يتهاوى وامام اعينهم دونما حراك .