17 نوفمبر، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

تأسيس الأندية الرياضية و أشياء أخرى

تأسيس الأندية الرياضية و أشياء أخرى

و أنا أتصفح موقع فيس بوك بين فترة وأخرى قرأت خبراً و شاهدت صوراً عن تجوال لجان الوزارة في عدد من المحافظات للكشف عن واقع حال الأندية الرياضية ، مع علمنا إن هذه الزيارات المتكررة على مدى عقدين من الزمن لم تغير من الواقع البائس شيئاً ، و لم توقف على أقل تقدير إستشراء الأندية الوهمية و إنتشارها المرعب في بقاع العراق من شماله الى جنوبه من دون توزيع جغرافي أفقي كان أو عمودي و من دون دراسة جدوى و حصيلة إنتاجية ، في ظل يقيننا و إدراكنا إن الكثير مما يسمى أندية مسجاة رسمياً في دائرة التربية البدنية و الرياضة بالوزارة عبارة عن دكاكين و بسطات للتربح و الإستغلال و النفوذ و الوصول إلى غايات شخصية و الحصول على المنحة المالية كذبا و زوراً بمباركة الحكومة.

في الموصل أكثر من 80 نادياً و في كركوك 70 نادياً و البصرة 50 نادياً و في النجف 20 نادياً و هكذا ،، وصولاً الى أكثر من 600 نادياً منتشراً بصورة فوضوية فاضحة في عموم محافظات البلد ! ، تفتقر لمعايير حقيقية تحدد مدى أهليتها عمرانياً و إدارياً و فنياً وتنفيذها البرامج و الأنشطة الرياضية ، و قابليتها على إستيعاب الرياضيين و قدرتها على صناعة البطل ، و تشكيل الفرق الرياضية و قدرتها على الصمود و المواصلة و التطور في البناء و الإستثمار ، بلا مجاملات و واسطات و علاقات جانبية ، و مصالح متبادلة أجازت للمَحال و الأكشاك أن تسمى أندية و بإجازة تأسيس رسمية و منح مالية لهذه المؤسسات الوهمية و التي الكثير منها عبارة عن ( ورق مخاطبات و ختم ) في حقيبة رئيس النادي ، و في أحيانٍ أخرى يجلبها بـ (كيس ) نايلون عند إكمال إجراءات إستلام المنحة المالية بداية كل شهر !.

من الذي يجرؤ على فرز الصالح القليل من الطالح الكثير من الأندية الرياضية ؟، من يمتلك الشجاعة على غربلتها ، و إبقاء النظيف و الحقيقي منها و رمي الوهمي في مزبلة التأريخ ، بعد أن باتت ظاهرة سلبية للمتاجرة و التربح و الاستغلال ، ربما ستبقى مجرد تساؤلات و أضغاث أحلام و مرض إستشرى و إستفحل و باتت له جذور عميقة في الرياضة العراقية ، لن يقوى أحداً على قلعها ما دامت المصالح حاضرة و النوايا مهتزة و ترتجف عند المغريات ، لن أكتب أكثر و هذه حقيقة واضحة و مترسخة في أذهان الرياضيين و الصحافة و الإعلام و كل متتبع للشأن الرياضي و واقعه المرير .

أحدث المقالات