في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضره عن أول دائرة أحوال مدنيه أو ما كانت تسمى دائرة نفوس تم تأسيسها في بغداد وإجراء أول إحصاء للسكان وكانت التسمية النفوس والمساكن في بغداد سنة 1870 حيث تم ذلك زمن حكم الوالي مدحت باشا لبغداد وقد ظهر من الاحصاء ان عدد المساكن او البيوت كما ورد في الاحصاء في بغداد بما فيها منطقة الكاظميه ومنطقة الاعظميه 63272 وعدد المساكن 18407 ويلاحظ ان العدد متواضع جدا بحيث ان هذا العدد من المساكن ومن السكان أقل من عدد سكان ومسكن محلة من محلات بغداد في الوقت الحاضر وفي سنة 1912 وزمن والي بغداد جمال باشا تم اجراء أغرب إحصاء في تاريخ بغداد حيث تولت بلدية بغداد احصاء عدد المارين فوق الجسر ذهابا وايابا من انسان وحيوان وكان ذلك في اليوم السادس عشر من شهر حزيران من تلك السنه أما اول عملية احصاء او ماتم تسميتها عملية تسجيل النفوس العام في العهد الملكي فقد كانت في اليوم الاول من شهر تشرين الاول سنة 1927 حيث بلغت نفوس العراق ما يقارب الثلاثة ملايين نسمه اكثر من نصفهم من الاناث وأقل من نصفهم من الذكور وقد حصل هذا الاحصاء بعد تشكيل دوائر احوال مدنيه او ما كانت تسمى دوائر نفوس سنة 1926
ولقد أرتبط تأسيس دوائر النفوس ببغداد في العهد العثماني بعمليات التجنيد الاجباري لتطبيق قانون الخدمه الالزامية التي قررت الدوله العثمانيه اصدارها في منتصف القرن التاسع عشر اذ ان عمل هذه الدوائر الوحيد هو تسجيل الولادات والوفيات واثبات البيانات العائلية والشخصية لسكان بغداد كالزواج والطلاق وعنوان السكن وتاريخ الولاده وغير ذلك من المعلومات التي تثبت اعداد السكان المكلفين بالخدمه الالزامية ذلك ان مدحت باشا عندما باشر وظيفته كوالٍ لمدينة بغداد عقد العزم على تطبيق الخدمه الالزاميه العسكريه على اهل بغداد وتم اتخاذ ما يلزم لعملية تسجيل النفوس في بغداد غير انه واجه معارضة من سكان بغداد وقاد هذه المعارضة بعض وجهاء بغداد حيث يرون ان عملية التسجيل هذه تمثل هتكا للحرمات وفضحا لاسماء النساء لذلك واجه تمردا منهم على التجنيد ولجأ مدحت باشا الى القرعه لتحديد من سيتم سوقهم للخدمه العسكريه وانشأ دائرة النفوس في بغداد ثم تولى تسجيل النفوس المدن الاخرى في ولاية بغداد وعلى الرغم من صدور نظام ادارة الولايات العثمانية لسنة ١٨٧١ الذي قرر ان مدير دائرة النفوس في الولاية هو احد دوائر الاداره المدنيه الذين تتكون منهم هيئة المأمورين الاجرائيين التي تؤلف احدى الشعب ادارة الولايه
لكن دائرة النفوس استمرت دائره صغيره تحت اسم قلم النفوس تابعه لاحدى شعب دائرة الاركان في الفيلق السادس المرابط في بغداد وكان هنالك كاتب واحد للنفوس في كل بلدية من بلديات مدينة بغداد الثلاث حتى سنة 1883 ولكن هذه الدائره في السنه التاليه اصبحت دائرة مستقله يرأسها باشكاتب يعين من قبل العاصمه العثمانيه وتتبعها دوائر صغيره في كثير من أقضية ولاية بغداد فيها كاتب للنفوس ومأمور للنفوس وتحولت الى نظارة النفوس بعد ذلك لها فروع في سناجق اي محافظات وأقضية ولاية بغداد نهايات العهد العثماني في بغداد وكانت هذه الدوائر تتولى اصدار دفتر للنفوس اي هوية الاحوال المدنية وجوازات السفر وتذاكر المرور التي بمثابة موافقه على السفر بين الولايات العثمانية.
