18 ديسمبر، 2024 6:51 م

تأريخ سنجار والاختلافات حول تسميتها

تأريخ سنجار والاختلافات حول تسميتها

تعتبر سنجار (شنگال )من المدن الكردية القديمة من حيث النشوء ، حيث تعتبر مدينة تأريخية تمتد عمرها
الى اكثر من ستة آلاف سنة وتأتي في مقدمة اقدم المدن في الشرق الاوسط وان الدلائل والمستندات
التي تثبت ذلك هي المنحوتات الحجرية مثل الأواني الحجرية وآلات الحفر وغيرها من المستلزمات
الحياتية التي تم العثور عليها في الجبل وكانت تستخدم من قبل الانسان في تلك الفترة ؛وكانت حضارتها متطورة في مجالات الزراعة والصناعة والطرق والفلكلور الكردي من حيث الاصالة والتراث الغني .

مر على هذه منطقة مجتمعات وثقافات قديمة، وتشهد آثار إمبراطوريات كالفارسية واليونانية والرومانية على ذلك المرور، ووصلها الفتح الإسلامي مع أبي موسى الأشعري في سنة عشرين من الهجرة على يد القائد عياض بن غنم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وكانت سنجار انذاك بيد الفرس، وتعرضت في فترات متباينة لحملات عسكرية، ومنها ما عرف بموقعة سنجار عام 1057م، حيث قتل عدد كبير من أهلها بعد حصار وتجويع السلاجقة لها، الذي استمر شهورا في عهد العقيليين.

ومدينة سنجار تعتبر المدينة الوحيدة في العراق التي تحتوي على الجبل والسهل والصحراء والوديان وعرفت سنجار بهذا الاسم نسبة الى الجبل ؛مدينة سنجار التي تأسست كقضاء تابع لمحافظة نينوى عام 1928 وهي لاتبتعد عن الحدود السورية اكثر من (50)كلم ؛تقع مدينة سنجار في اقصى غرب كردستان العراق ؛وتبتعد
حوالي (120)كلم غرب مدينة الموصل وان الجبل في اعلى ارتفاعه يصل الى 1463 قدما عن مستوى سطح البحر عند منطقة سن الكلوب وطول جبل سنجار 76كلم وعرضه 13 كلم ؛وتقع مدينة سنجار ضمن الحدود الادارية لمحافظة نينوى ؛وحدود سنجار من الشمال وادي قلاجكي (قلاشكي )ومن الشرق قرية تبة ومن الغرب قنبرعلي وامام هارون ومن الجنوب قرية النسيرية ؛وان المؤرخين لم يكشفوا او لم يذكروا لحد يومنا هذا في المصادر عن الاقوام الاولى التي بنت هذه المدينة العريقة ولكن توجد مصادر ذكرت فيها تأريخ الذين سكنوا هذه المدينة في الالف الثاني قبل الميلاد وهم الميتان ومن ثم الحيثيون ؛ومن ثم تمكن الآشوريون من السيطرة وانتزاع هذه المدينة من الحيثيين والذين كانوا على نزاع دائم معهم واستمرت حربهم وقتا طويلا وبعدها وفي عام (538 ق.م )اصبحت سنجار تحت سيطر الفرس . وكان عماد الدين الزنكي الاتابكي هو اول من حكم هذه المدينة وجعل منها امارة مزدهرة وضربت بها العملة .
سيطر الاتابكة على هذه المدينة عام (1229)ومن ثم بدأت سيطرة القائد الكردي صلاح الدين الايوبي على هذه المدينة .وسيطر الايوبيون على المدينة بعد حكم الاتابكة وثم سيطر المماليك والذي انتهى سيطرتهم وسقوط حكمهم على يد المغول عام (660هجري )(1261م )ودمر المدينة تدميرا كاملا وقتل اهلها بالكامل ؛وفي الحملة المغولية الثالثة سيطر عليها تيمور لنك في عام (796 هج _1393 )وقد شهدت مدينة سنجار (شنكال )قيام مستوطنات بشرية قبل آلاف السنين كما تجاوز عدد بيوتها (35)الف بيتا وان تيمور لنك لم يبق في سنجار بيتا واحدا ؛بعد سقوط سنجار بيد الامبراطورية العثمانية في حدود عام 1516 شهدت المدينة العشرات من الحروب (الفرمانات )التي كانت تشنها القوات ضد المدينة .

 

اصل التسمية:

بعد تعرض سنجار لهجمات تنظيم داعش اصبح اسم سنجار (شنگال) على لسان كل فرد و شخص حول العالم وتصدرت أخبار تعامل التنظيم مع السنجاريين عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية. لذا من المهم معرفة معنى اسم سنجار(شنگال ) ،هناك أراء و معتقدات و روايات مختلفة
فهناك من يقول بأن تسمية “سنجار” جاءت من تسميات ذات اصول كردية او عربية او تركية او فارسية او آرامية.

 

الكورد:

الكورد يعتقدون أن يعود أصل اسم سنجار للتسمية الكردية “شنگال”، وهي مركبة من كلمتين “شنگ” أي الجميل، و”آل” التي تعني “الجهة”، أي الجهة الجميلة.

وشنكار او شنكاري باللغة الكردية تعني الزراعة و “كار” تعني العمل اي العمل الزراعي.
وهناك رأي يقول ان اصل الاسم “زنگار” والتي تعني باللغة الكردية الزنجار نسبة الى جبلها الذي يتلألأ عندما
تضربها اشعة الشمس وذلك بسبب المعادن الكثيرة التي توجد في الجبل وخاصة عنصر (مادة )الحديد.

العرب “قبيلة شمر” :

يعتقدون قبيلة الشمر ان أصل التسمية تعود إلى أحد فروع قبيلتهم “سنجارة” ، و يسكنون جوار المنطقة منذ زمن.

في القاموس الفارسي:

كلمة سنجار كلمة فارسية ويقصد بها
طير من الطيور الجارحة وهو النسر (الصقر )وهذا الطير قوي ويحدث صوتا عندما ينقض على فريسته ؛ وان اهل سنجار لديهم صفات الشجاعة واجسامهم قوية وهم اذكياء ويعتقد بأنه جاءت التسمية من هذا الطير الجارح القوي.

 

الروايات و الآراء في التاريخ :

هناك من يقول ان اسم المدينة اقترن بأسم احد احفاد نبي الله ابراهيم (عليه السلام )وكان اسمه (سنجار بن مالك ) الذي وطأ ارضها وانشأ عليها المدينة.

اما في بعض الروايات جاء ذكر شخصا باسم ” ابي مخزم السنجاري” كان يقود الجيوش من سنجار لصالح العلويين عندما قتلهم الاسماعيلية بجبال الساحل السوري و الامير ابي مخزوم السنجاري قاد الجيوش من سنجار اكثر من الف عامو الاسم ليس له علاقة بسنجارة قبيلة شمر التي سكنت بجوار سنجار من200 عام.

ومن هذه الآراء حيث وجد (سنكار )في المدونات المصرية وهو الاسم الذي كان يستخدمه قدماء اليونانيين والرومان وهناك رأي يظهر فيه ان الاسم يعود الى السلطان سنجر بن ميكائيل بن سلجوق الذي ولدفي سنجار سنة 477 هجرية ويعتقد بأن هذا الرأي خاطئ الى درجة كبيرة ولاصحة فيه.

و ذكر في رواية أنّ السلطان سنجرين ملك شاه بن ألب أرسل ولده ليكون ملكاً عليها بعد سلطان خراسان ويعود تاريخ سنجار إلى الألف الثالث ق.م. وزنج تعني أسود أو المصدي نسبة الي قمة الجبل وهذا تفسير آخر لمعنى الاسم.

وذكر في رواية اخرى ان أصل التسمية ترجع لقصة سفينة نوح عليه السلام والطوفان، وتشير القصة إلى أن السفينة عندما مرت بالمنطقة اصطدمت في الجبل، فقيل “هذا سن جبل جار علينا “، ومنها جاءت تسمية الجبل “سنجار”.