23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

“كُلٌّ يَرى الناس بعين طبعه” مثل عربي يضرب غالباً على السيئين الذين يرون الناس على شاكلتهم! وهذا نابع من خلل نفسي أو حسد على نجاح الغير, فيقوم بإسقاط أخلاقياته على المُقابل, فالسارق يرى أن الناس كلهم يأكلون الحرام! وكذا الجاهل.
تَعَوَّدَ بَعضُ ساسَةِ العراق, لعدم قدرتهم على النجاح, بتطبيق ما رفعوه من شعارات, أثناء حملاتهم الانتخابية, ولإفلاسهم بالسيطرة على الوضع الداخلي بكل مناحيه, أمنياً وخدمياً, إضافة لفشلهم بتقبل الشراكة, فلم يملكوا إلا القيام باستخدام, هواة السياسة والصدفة, لتشويه سمعة الشرفاء.
حّكَمَ حزب الدعوة بقيادة المالكي ولايتين, خرج منها بِجِرابٍ مُلِئتْ فَشَلاً, أحرق الأخضر واليابس من دماء وأموال, حيث استفحل الفساد أضعافاً مضاعَفةً, كانت الأقلام المأجورة من المتملقين, يحاولون تغطية الفشل الذريع أمنيا, سياسياً, خدمياً, كانت نتيجتهُ المطالبة بالتغيير لكل المفاصل.        
لم يملك المتهافتين على السلطة من أتباع المالكي, إلا استهداف الحكومة الجديدة, ومن المستهدفين وزير النفط, وهو من الساسة المعروفين, ليس من سياسيي الصدفة المغمورين, بل ان له تأريخ مُشَرِّف, فوالده عضو مجلس الأعيان إبان الحكم الملكي, عن لواء الناصرية.
عادل عبد المهدي يتسم بالكفاءة, بكالوريوس من جامعة بغداد/1963, والماجستير بالسياسة من المعهد الدولي باريس عام 1970, عمل في المعهد العربي للإنماء, ثم المعهد القومي للتنمية العربية, وعمل كرئيس لقسم الاقتصاد بمصر, نهاية السبعينات الى عام  1982, يجيد الانكليزية والفرنسية والعربية.
بعد سقوط الصنم, شغل منصب عضو مناوب, عن السيد الراحل عبد العزيز الحكيم, ساهم بصياغة قانون إدارة الدولة, كان وزيراً للمالية فترة حكم أياد علاوي, وساهم بإطفاء قسم من ديون العراق, وكان نائباً لرئيس الجمهورية بداية 2005, كما ساهم بكتابة الدستور العراقي.
عند تشكيل الحكومة الجديدة, بعد الفشل الذريع للحكومتين السابقتين, تم تكليفهُ لوزارة النفط, فقام كأول مسؤول بزيارة مصفى بيجي, بالرغم من محاصرته من قبل الإرهاب الدولي” داعش”, وأول مَنْ بدأَ بمحاربة الفساد, في المؤسسة التي كُلِّفَ بإدارتها, امتثالاً لأوامر المرجعية.
فلم يمتلك الفاشلون إلا أن يجعلوه هدفاً, فأثاروا حوله التهم زوراً وبهتاناً, ليس حرصاً بل لأجل التسقيط, كونه كان أول من أطاع المرجعية الرشيدة, حيث تنازل عن منصبه كنائب لرئيس الجمهورية, إبان الولاية الثانية للمالكي, وثانياً أنه حكيمي الانتماء والهوى.
فَكُلٌ يَرى الناسَ بعينِ طَبعِهِ.