23 ديسمبر، 2024 10:20 م

تأخر الحلول .. غياب العقول ” حادثة الحويجة مثالا “

تأخر الحلول .. غياب العقول ” حادثة الحويجة مثالا “

لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لاخير في القول بالجهل | ألامام علي
في حادثة ” حويجة ” ظهر موقفان واحد يصمت عن الحق , وألاخر يقول بالجهل .
ولهذين الموقفين تأسيس رافق ظهور ألاحتجاجات المفتعلة في المنطقة الغربية , وهذا التأسيس يغترف من ثقافتين طارئتين على المنطقة الغربية أحدهما :” ثقافة التكفير الوهابي المأزوم بالدم والقتل بلا خيار أخر ” و  ” ثقافة البعث العراقي المأزوم بالمكر وخيانة ألاخر في سبيل السلطة ” ونتيجة حضور موجة ألاعلام التحريضي المدعوم بأدوات التبعية الموالية لسلطة المحور التوراتي المتفرد بأنتهاك حقوق ألانسان من فلسطين الى كوسوفو والصرب ومن أمريكا الاتينية الى كوريا وبورما وأفغانستان والبحرين واليمن أنتهاء بسورية التي أصبح شعبها ضحية المكر ألامريكي ألاوربي الصهيوني المتشفي غيضا وأنتقاما من المنطقة والعراق بشهادة اليهودي مايكل مايس وأفرام نعوم تشومسكي صاحب ألاستراتيجيات العشر لآحكام السيطرة على الشعوب , والتي أصبحت أحتجاجات المنطقة الغربية المفتعلة مثالا عمليا على تلك التطبيقات التي لم يلتفت اليها أحد بسبب وجود الساكت عن الحق , والناطق بالجهل وهم كثر من الذين ظلوا ينعقون بالجهالة حتى وقعت حادثة ” الحويجة ” ولم يتوقفوا عن تزويق الكلمات بالباطل , وتحريف الكلم عن مواضعه ؟
فالوزير الذي عرضت شهادته بعض الفضائيات وطبلوا لها : قال نصف الحقيقة وأعرض عن النصف ألاخر وهو ألاول الذي يشكل بداية صناعة الحادثة وراحت بسببها دماء بريئة لجنود وضباط السيطرة المجاورة لمسجد حويجة الذي القيت فيه خطبة محرضة يتحمل صاحبها مسؤولية أراقة الدماء البريئة من منتسبي الجيش العراقي وهم من أبناء حويجة نفسها ؟
فالوزير الذي نعرفه وطنيا أخذته العاطفة وأستولى عليه هول ماجرى لاحقا ناسيا مقولة الحق ” البادي أظلم ” وظل مسترسلا بسرد وقائع البحث عن المصالحة وتفادي سفك الدماء العزيزة على العراقيين جميعا , وسرده كان صحيحا , ولكنه لم يبدأ من حيث بدأ التجاوز والخطأ المقصود الذي أدى الى ماحدث , فقتل الجندي العراقي وجرح ضابطين ونهب السلاح كان عملا عدائيا مقصودا وهو من الناحية الفقهية يسمى بالقتل العمد , والقصاص فيه معروف وديته معروفة , وهذا المشهد المؤسس لحادثة حويجة لم تسلط عليه ألاضواء , وأنما سلطت وبكثافة وتحريض واضح على المشهد الثاني الذي وقع بعد خمسة أيام من ألانتظار وأفساح المجال أمام من يريد وأد الفتنة , ولكن ذلك لم يحدث وظل الجناة مصرون على موقفهم في تحد للقانون وتمرد على الدولة حتى أصبحت مقولة ” الحيف يدعو الى السيف ” وكنا نأمل من الوزير الذي أدلى بشهادته أن يذكر بداية الحادثة وكيف قتل الجندي وجرح الضابطان ونهب السلاح من السيطرة وهو مال عام , أما أغفال الوزير لبداية الحادثة فهو مما يقدح بشهادته وهذا مما لم نكن نتمناه له ؟
وتصريح أمين عام الحزب ألاسلامي الذي نحترم بأن الجيش يقتل أبنائه هو ألاخر لم يكن موفقا وجاء ليصب الزيت على النار لآنه سكت عن الحق ونطق بما هو دون الحقيقة , ومثل ذلك تتالت أقوال وتصريحات من كانوا وراء التظاهرات ألاحتجاجية من الذين لايدرون أين تمضي بهم موجات العنف المخطط لها في أقبية البنتاغون والموساد وداون ستريت وألاليزية .
أما الذين يحلوا لهم تكرار دعوات أستقالة الحكومة ورئيسها , وفي الوقت الذي كنا ننبه على أخطاء الحكومة ونرفض ونعترض على مظاهر الفساد فيها وفي كافة مؤسسات الدولة , ألا أننا نرى ومن منطق فهم خلفيات الحدث في الحويجة وماقبل الحويجة من تظاهرات أحتجاجية فقدت بوصلة الضبط وألانضباط , والى ماقبل ذلك مما يلم بالحراك السياسي ومفرداته غير المتوازنة , من كل ذلك نرى بوضوح أن المسألة اليوم لاتنحصر في أستقالة الحكومة أو رئيسها , وأنما المسألة في كيفية العمل على توازن العملية السياسية التي أصبحت لها ثوابت تغنينا عن الهوس والعبث وضياع البوصلة في التغيير , فألانتخابات مثلا مهما شابها من شوائب تبقى بابا مشروعة ومشرعة لتمرير التغيير الذي يطال الجميع من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب الى كل مسؤول في الدولة وهذه قاعدة دستورية تخفف علينا أعباء التشتت والتفرق , وتقربنا من جمع الكلمة وتوحيد الصف في بلد غني بثرواته , ونريده أن يكون غنيا بأهله وغنى ألاهل قبل كل شيئ وبهذا الغنى تقدمت دول كثيرة لاتمتلك البترول؟
أن محاصرة بعضنا للبعض ألاخر كما يجري اليوم خصوصا بعد حادثة الحويجة وما جرى في ناحية سلمان بيك , وما جرى من تعرض وأستهداف لآفراد الجيش والشرطة , وماجرى من تفجير مفخخات في بعض المناطق , أنما يدل بوضوح على غياب العقول القادرة على النظر بحكمة وتفادي ألاسوأ , ونحن نعتقد جازمين بوجود العقول الحكيمة التي تحتاج الى أعطائها الفرصة لتضيئ الطريق حتى لانبقى في عتمة يصنعها الجهل المطرود من رحمة الله والذي لايحظى بثقة الناس .
أن الجميع اليوم يبحثون عن الحلول ألا قلة قليلة ممن هي أسيرة ثقافة التكفير الوهابي , وثقافة البعث العراقي الذي يعاني من أفلاس جماهيري
ولقد سمعنا بعض المتحدثين في بعض الفضائيات من ينكر وجود ألارهابي الوهابي في التظاهرات وفي العراق , وهذا شيئ أن يدل على عقم بعض العقول وعدم قدررتها على مواكبة مايجري في الشارع العراقي ومايجري من عمل وممارسات تكفيرية وهابية أرهابية لاتحتاج الى دليل بعد أن وقع الحدث وأعترف الجاني بذلك وألاعتراف سيد ألادلة ؟
أن الحدث العراقي غير منفصل عما يجري في المنطقة والعالم بل هو يكاد يكون المركز ألاول الذي أختاره محور المخطط التوراتي ومن ينكر ذلك لايفقه شيئا في السياسة واللعبة الدولية المستعرة من حولنا , ونحن نقول ذلك لا ألغاء للرأي ألاخر كما يحلوا لبعض أصحاب التعليقات الذين يستغلون حرية الكتابة بلا رقيب , فلا كتابتهم مستوفية لشروط فن الكتابة ولا تعليقاتهم ملتزمة بالضوابط ألاخلاقية , ويبقى الرأئ ملكا لمن يمتلك قواعد البيان ويعرف أسرار التحولات السياسية على قاعدة ” أتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله ” والسياسة التي تخلو من نور الله هي عمياء عرجاء بكماء ” صم بكم عمي فهم لايبصرون ” وتبقى البصيرة في القلب وهذا المستوى لايدركه من لايجعل مخافة الله قبل كل شيئ وفوق كل شيئ وبعد كل  شيئ ” رأس الحكمة مخافة الله ” ولو وجد من يفهم السياسة ويخاف الله ممن يتصدون للتظاهرات ألاحتجاجية المفتعلة التي فقدت مبررات وجودها وأستمرارها بهذا الوقت المعطل للعمل وألانتاج والمتباهي بالبطالة والتعنت المعتمد على المال الحرام الذي يأتيه من مصادر مشبوهة وأخرى معروفة ألارتهان للآجندات ألاجنبية , هذا التراكم المتنابز بألالقاب والمنشغل بالتشهير والتسقيط هو الذي  أدى الى حادثة الحويجة التي يراد لها أن تصنع فجيعة عراقية يتعطش لها البعض ويحن لها البعض ألاخر بوحي ثقافات التدمير والمكر التي أصبح لها مروجون مأجورون أفلحوا في المنطقة الغربية مؤقتا ولم يفلحوا في مناطق الوسط والجنوب بالرغم من شهيتهم المفرطة بالفتنة .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]