جميعنا أدرك إن بعض السياسين هدفهم شخصي أناني، نراهم يقتلون الوطنية ويقسمون المجتمع ويفتعلون الأزمات، خطاباتهم منحطة وأفعالهم بائسة، يجعلون المواطن يعيش داومة الهَمْ اليومي وعلامات الإستغراب والإستفهام، يسأل كيف تسرق الأموال ويهرب او يُهرب السجناء المجرمين؟ كيف تتم الصفقات وتحت أيّ سقف تعقد جلساتها؟ كل هذه الأفعال حتى يفسح لهم المجال للسرقة العلنية دون رقيب!!
معظم السياسيون من تلك الطبقة متشابهون بالظلم، يختلفون بالوسائل ويجتمعون على الأنانية والتنكر والتعالي على الشعوب.
لا يكاد يمّر يوم الاّ وترتفع وتيرة التصعيد، بعض القوى السياسية يبدو إنها دائمة السعي لمشروعها الفئوي، لا همَّ سوى ما يحصلون من منافع شخصية وحزبية، الوطن في عيونهم شجرة خريف يجب أن تتساقط أوراقها مصّفرة، تحركها عواصف أفعال سلطوية، تجاوزت التلميح الى التصريح، ومَنْ كان يخجل من حديث الطائفية والتقسيم والمصالح الحزبية، صار فاعلاً ومعلناً لا يتردد.
وحدة الشعب؛ قدسية الإنتخابات؛ إقرار الموازنة، من أهم مرتكزات العملية الديموقراطية، تقترن بإدارة الدولة التي صار الإنطباع فيها عن معظم الساسة سراق مفسدون أهدافهم إنتخابية ليس الاّ!! جعلوا الكثير من القوانين معلقة يدور حولها الجدل والصراع، بين الحكومة والبرلمان؛ الموازنة كان من المفترض أن تكتمل في الشهر الخامس وترسل الى البرلمان في التاسع، من الظاهر سنتهي السنة ولم ترسلها الحكومة لحسابات حزبية وإنتخابية ومزايدات، بعض الكتل تدور حول نفسها للبحث عن مسببات لتأجيل الفصل التشريعي وبالتالي تأجيل الإنتخابات حال عدم إقرار الموازنة، تترك الأمور على الغارب تتقاذفها أمواج سوداء ونوايا سيئة، تحرك عجلة التقدم الى الوراء لصراعات داخلية، حتى يعلن دون خجل تقسيم العراق الى 30 محافظة على أساس طائفي وعرقي وقومي.
الصراع الإنتخابي دخل منعطفه الخطير، إستخدمت قوى السياسة الماسكة بالقرار القواعد الشعبية والمال العام، والأخطر إنها تسير بقوة نحو نسف العملية السياسية برمتها.
التضحية بوحدة الوطن وعيش المواطن من أخطر وأقذر الوسائل السياسية، ومن أبشع الصور السوداوية للوجه الخلفي لمرأة السياسي.
يبدو إن الجهات القابضة على السلطة، شعرت برياح التغيير تتجه بوصلتها نحوها، والمواطن كُشف له الغطاء، وعرف سلطويتهم ولاهمَّ لهم سوى كرسي نهب الثروات، يُشغال يومياً بالأزمات كي تترك الساحة فارغة لنهب الأموال علنياً. خيوط اللعبة السياسية المتبقية مستعدة بعض القوى لإستخدامها في نسف العملية الديموقراطية والتبادل السلمي، ثم تأجل الموازنة والإنتخابات ويقسم العراق الى دويلات متقاتلة، يقودهم كل مجموعة قطيع ذئاب مفترسة لا تشبع!!