23 ديسمبر، 2024 12:09 ص

تأثيرات زيادة الإنتاج النفطي للعراق

تأثيرات زيادة الإنتاج النفطي للعراق

الإخبار تتوارد عن احتمال, تحول العراق لقوى نفطية عظمى, نتيجة تغير الإدارة للمؤسسة النفطية, وتبدل الرؤية والسياسة, فارتفع الإنتاج ليصل لرقم قياسي, غير مسبوق في الإنتاج, وهو منقبة للتغيير الأخير, بعد سنوات عجاف لحكومة الأزمات, لكن ترى ماذا نفهم , من هذا الرقم الإنتاجي الكبير؟ وهل يسكت المنافسون في السوق؟ وماذا تفعل القوى الإنتاجية العظمى, إمام تعاظم الإنتاج النفطي العراقي؟ وهل هناك أسباب سياسية لتهاوي الأسعار؟ والرشد العقلي أين يدفعنا؟

قالت صحيفة «ذا واشنطن تايمز» الأميركية, إن زيادة الإنتاج النفطي في العراق, قد يحدد مستقبل أسعار النفط العالمية, في الأعوام المقبلة، بخاصة بعد أن رفع العراق حجم إنتاجه العام الماضي, ليصل في كانون الأول إلى 3.4 مليون برميل يوميا, وأكدت الصحيفة الأميركية, أن العراق على مقربة, من احتلال المرتبة الأولى, كأكبر مصدر للنفط في العالم.

ارتفاع الإنتاج بهذا الرقم الكبير, يدلل على نجاح التغيير, وها هو يعطي ثماره بزمن قياسي, ويدلل على حجم الخسائر, التي تعرض لها العراق, بفعل الطارئين على القرار, طيلة السنوات الماضية, سياسة اليوم والرؤية التي يمتلكها القادة الجدد, هي السبب, وإلا فلا منافذ مستحدثة, ولا أبار جديدة, نفس المنظومة النفطية السابقة, فقط تم حل الأزمات, لذا نتأمل الكثير في السنوات القادمة, أن تشهد توسع في المنظومة الإنتاجية.

التنافس في السوق, يدفع المنافسين إلى عرقلة الجهود العراقية للانطلاق, لذا نجد كم من المشاكل المعقدة, تمنع الانطلاق العراقي, فالمصدرين الآخرين لا يريدون للعراق, الشعور بالنجاح, وكسب ثمار رؤيته الجديدة, لذا عمدوا لإغراق السوق بالإنتاج, حتى تهاوت الأسعار بشكل غريب.

القوى الاستكبارية لا ترغب بتغير, خارج مخططها للإنتاج العالمي, فهي تحدد للآخرين سقوف إيراداتهم اليومية, لذا عمدوا لتحريك الدمى الخاضعة لهم, هبوط الأسعار ما هي إلا ضربة, من قبل الاحتكاريين لمن يسعى لزيادة إيراداته, خارج الخريطة المرسومة, من قبل قوى الاستكبار العالمي.

الدول المنتجة للسلاح, تسعى دوما لفتح أسواقها, وتحقيق إيرادات خيالية, لذا تعمل بشقين, الأول الاهتمام بالإنتاج النفطي لدول المنطقة, ومساعدتها في تطوير الإنتاج, ورفع معدلاته, ومن جانب أخر تعمل بجهد كبير على خلق حروب, كي تتحول الأموال المتحصلة,إلى شركات إنتاج السلاح, فتعود إليهم من جديد وبإرباح خيالية,فهي تدر عليهم المليارات.

الأسباب السياسة كثيرة, التي تدفع لتهاوي الأسعار, منها للضغط على إيران ومحورها, ومنها لنشر الفوضى في الشرق الأوسط, أو بسبب ضغط الحروب

وأهمية النفط, فيكون سلاح الأسعار, للضغط على العراق وسوريا, للقبول بالاشتراطات الغربية, أو لخلق أزمات محلية تنتج صوراً غير متوقعة.

الرشد العقلي يدفعنا لرفع الإنتاج, مع تطوير المنظومة الإنتاجية, وزيادة منافذ التصدير, فرفع الإنتاج مهم لأخذ حصص سوقية مستقبلية, فالمنتجون الآخرون سينفذ ما لديهم, بحسب الأرقام المعلنة للاحتياطات النفطية, ويبقى العراق باحتياطي ضخم جداً.

هذا الوضع الاستثنائي يتطلب توفر مهارات قيادية استثنائية, للقطاع النفطي في العراق, لمواجهة المخاطر المحدقة به, ولتوجيه دفته الى الوجهة الصحيحة, وأحسب ان هذه المهارات متوفرة بشكل كفء بالسيد عادل عبد المهدي,, من جوانب عدة, في مقدمتها العزيمة على الخروج من الخانق الضيق, وكونه يتوفر على ملكات ذاتية معروفة, نحن في غنى عن إيرادها, لشيوع معرفتها لدى شعبنا, فضلا عن أن عبد المهدي, تقف وراءه كتلة سياسية, تمتلك برنامجاً واضحاً لتحقيق الأهداف, وهي كتلة المواطن.

التغيير في الأسعار قادم, بمجرد انتهاء الزوبعة السياسية اليوم, لذا على المؤسسة النفطية, عدم التراجع عن رفع الإنتاج ,وتطوير الصناعة النفطية.