18 ديسمبر، 2024 5:58 م

تأتي الرياح بما يشتهي سليماني

تأتي الرياح بما يشتهي سليماني

بات اليوم معروف ان القوات السورية الحكومية وبمساندة بعض الدول بشكل واضح وجلي ومنها روسيا وإيران وبعض قوات الحشد الشعبي العراقي لتنهي هذه القوات أسطورة حلب العصية كما سمتها امريكا وتركيا وبتمويل خليجي سعودي قطري اماراتي وبمليارات الدولارات وتسهيل مهمة دخول الإرهابيين عن طريق تركيا وبعض المنافذ الحدودية مع سوريا .. كان لإيران حضور واضح برسم الخطط بواسطة جنرالات ايرانيين ومنهم الجنرال قاسم سليماني الذي كان قائدا ميدانيا ومخططا عسكريا وهو يتواصل ولأقرب نقاط التماس مع مقاتلي داعش التي توجت تحركاته في سوريا بعد الانتصارات في العراق وتواجده كمستشار على الارض كقائد موجه وماسك على خريطة الصراع بين الجبهتين ميداني مع قادة الحشد الشعبي العراقي ,, المعرفة المسبقة بنوعية القتال وأنواع الأسلحة لدى داعش والتراكم المهني لسليماني جعل منه العقل المدبر والمفكر الحذق بقطف الانتصار ناهيك عن تزايد معنويات الجيش السوري ومن يقاتل معه بعد الهزائم المتكررة لداعش جعل من مقاتلي داعش في تناقص مستمر لمعنوياتهم كنتيجة لخسائرهم للأرض والرجال وتفوق الجيش والحشد العراقي في معارك عدة واقتراب تلك القوات من تحرير الموصل جعل من داعش مهزومة داخليا وذات معنويات مهزوزة وخائفة حد الانهيار وقلقة  نفسيا ..
هذه التحولات المتسارعة والمتغيرات في اجواء المعركة خطفت الاضواء من امريكا وتركيا ودوّل الخليج لتجعل من هذه الدول عاجزة عن الصمود بوجه هذه المتغيرات على ارض المعركة رغم تسويق الكثير من الحجج المبالغ فيها وادعاء تلك الدول بحرصها على المدنيين لكن ذالك لايشفع من ان الانكسار لها وصل الى أشده مع وجود غطاء جوي روسي وتمويل مالي ربما هو أكثر عمليا وفائدة منه الى التمويل الخليجي المتخبط الذي يذهب اكثر من 70% منه في جيوب الوسطاء والسراق دون أن يصل بالمجمل الى مقاتلي العصابات في سوريا كنتيجة طبيعية بسبب التواءات التوصيل الى المقاتلين خوفا من الملاحقات الدولية وكشف الحقائق والاوراق وبالتالي هذا المال لم يؤدي الغرض الكامل المرصود من أجله .
من الجدير بالذكر أن القوات السورية العسكرية او الجيش العربي السوري كما تسميها وسائل الاعلام لايمكن وحده أن يواجه هذه القوات (داعش ) لان هذا الجيش كل تدريباته واسلحته واستراتيجيته هي عسكرية نظامية ربما موازية ومرتبة لمقاتلة جيوش اخرى تتوقع منه مجابهتها يوما ما مثل القوات الاسرائيلية او التركية وبالتالي فأن اي من الجيوش مهما كانت قوتها تقف عاجزة أمام القتال مع مليشيات تختلف استراتيجية قتالها حتى لو كانت تستخدم كل أنواع الاسلحة القتالية والتدريب المهني العسكري العالي فأنها تواجه قوة مختلفة بالقتال اختلاف بعيد بين الاستراتيجيتين وهذا ما شاهدناه في العراق وخاصة المواجهات الامريكية مع قوات القاعدة في مدن العراق الغربية (القاعدة ) والنقشبندية وعصائب اهل الحق والتيار الصدري وعجزت عجزا كليا عن المواجهة مما دفعها بالتحرك بأتجاهات أخرى مليشاوية القتال والتقاتل بين الفصائل او تأجيج الفتن أو معارك الصدمة والارض المحروقة وكل ذالك لم يأتي بنتائج تنهي لمعركة لصالح أمريكا في الفلوجة وبغداد وبعض مدن العراق .
 هكذا هو الحال ايضا في سوريا منذ اليوم الاول لرفع شعار الربيع العربي بدات المدن تتهاوى وتسقط بيد القوات المليشاوية والفصائل المسلحة كداعش وجيش النصرة والشام وما الى ذالك ووقف الجيش عاجزا عن الصمود في مدينة دمشق حتى وصل لها هذا المد من مدن سوريا الشمالية والغربية والشمالية الشرقية كالرقة وحلب وكوباني التي صارت في خبركان . من المعيب اليوم على أحد ان ينكر ان التدخل الاقليمي والدولي في سوريا وخاصة من قبل ايران ولبنان والعراق بدا بتغيير خطوط لمواجهة لان هذه التدخلات وخاصة من القوات المليشاوية العراقية واللبنانية التي هي مدربة تدريبا مختلف عن التدريب الكلاسيكي العسكري على يد خبراء ايرانيين في ايران الذي يتمتع به الجيش السوري وتقاتل بطريقة مشابه لتلك التي تقاتل بها تلك القوات في سوريا بدأت صفحة اخرى في التحرك القادم لو أخذنا بنظر الاعتبار ن القادة الميدانيين لتلك القوات على الارض في مناطق التماس هم ابضا مدربين تدريبا جيدا على رسم الخريطة وتوقعات تحرك العدو وبدأ هجوماته وانسحاباته وتكتيكاته ونوعية اسلحته نتيجة الخبرات التي حصل عليها هؤلاء في القتال على الجبهات العراقية وتحريك مدن العراق من قبضة داعش والقاعدة .
قاسم سليماني وبعض الجنرالات الايرانيين في سوريا الرجل القوي الذي يعتقد أنه يتمتع بكل مقومات القوة على مجابهة الخطط والتحرك ضد قوات داعش ومن هو على شاكلتها في سوريا كان له البصمة الواضحة في تحرير مدينة حلب التي حاول الجيش السوري جاهدا دخولها لكنه فشل عدة مرات لولا أن تدخلت بعض القوات العراقية من بعض الفصائل العراقية واللبنانية كحزب الله والنجباء وعصائب اهل الحق التي هي الاخرى تتحرك على الجبهات العراقية بقوات شبيهة التسليح بقوات داعش وجيش النصرة والشام وتتسلح بأسلحة تواجه تلك الاسلحة مع وضع خطط دقيقة مجابهة ومتوقعة لخطط وتحركات داعش ادى بالنتيجة الى اعادة مدينة حلب التي كانت الى وقت قريب هي المدينة التي لايمكن التفريط بها وعودتها الى حكم بشار الاسد بل لعل المخططين للمستقبل أعتبروها المعقل الاول لقوات المحتلة للأراضي السورية والتي منها تبدأ عدة صفحات لإسقاط الاسد لكن تأتي الرياح بما يشتهي سليماني .
[email protected]