23 ديسمبر، 2024 11:26 م

تآمر الكهنة على أصحاب الفكر 

تآمر الكهنة على أصحاب الفكر 

صاحب الفكر هو الذي يحرر العقل من الجمود ويسعى بكل جهده لمحاربة الجهل وهذا هو السبب الأساسي الذي يجعله مرمى لنبال الكهنة لأنه بدعوته يحطم كهنوتيتهم القائمة على تحجير الفكر وسبات العقل وسوف يكون هو الخطر المحدق بالمعبد وكهنته ، وتجدهم يتحركون بكل قواهم وبكل وسائلهم لمحاصرة صاحب الفكر والقضاء على حركته وهو ما يحدث مع المصلحين على مر العصور ، ومن التجارب المعاصرة التي شهدت تطبيق هذا القانون تجربة المفكر محمد باقر الصدر حيث كادت له الحوزة التي ينتمي إليها وحاربته لكونه خرج عن منظومتها الفكرية القائمة على تجهيل المجتمعات لسهولة قيادتهم مع تقديس وتأليه شخص المرجع ووضع الخطوط الحمراء لأي نقد أو محاولة لتحريك العقل وتحريره ، ومن الأحداث التي توضح تآمر المرجعية على أصحاب الفكر كانت تلك الحادثة التي حصلت أيام الحصار الذي ضُرب على المفكر محمد باقر الصدر من قوى الأمن وبعد أن شاهدت المرجعية إلتفاف الكثير من الناس حول المفكر الفيلسوف تحركت بخبث لضرب مرجعيته ، فأشاعت أن مسألة الحصار الأمني هو مسرحية متفق عليها بين الحكومة والمرجع الصدر كما يتبين لنا ذلك من الرسالة التي أرسلها أحد ممثلي مرجعية النجف وذكرها الشيخ محمد رضا النعماني في كتاب سنوات المحنة وأيام الحصار وجاء فيها 🙁 إننا نعلم إن الحجز مسرحية دبرها لك أسيادك البعثيون وأنت تمثل دور بطل الفلم فيها ، والغرض منها إعطائك حجماً كبيراً في أوساط الأمة ، إننا نعلم بأنك عميل لأميركا ولن تنفعك هذه المسرحية ) ؟ ! ويضيف الشيخ النعماني : لقد رأيت السيد الشهيد قابضاً على لحيته الكريمة وقد سالت دمعته ساخنة من عينه وهو يقول : ( لقد شابت هذه من أجل الإسلام أفؤتهم بالعمالة لأميركا وأنا في هذا الواقع ) ؟ ! وهكذا سوف يكون مصير كل مصلح يتصدى لإصلاح المجتمع بالحصار والتشويه والبهتان والتهديد والتخويف والسجن حتى يصل الأمر إلى القتل ، وكل ذلك لأن حركة المصلح إذا واصلت سيرها في المجتمع والتأثير عليه فسوف تتمكن من تحرير العقول والأفكار وتعني فيما تعنيه تحطيم صنمية الأشخاص والأفكار والإنطلاق في حرية الإسلام الواسعة بإتجاه الرقي والتكامل البشري الذي لا تحده حدود . وقد واصل كهنة المرجعية سعيهم الحثيث في محاربة المصلحين عندما تصدوا بشراسة لمحاربة المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وهو الذي يُصر على تهديم صنمية الحوزة ورجال الدين وتحرير العقول بقوله ( إستهدفونا لأننا حطمنا صنمية كهنة الحوزة وفراعنتها ) . والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى تنساق الأمة خلف الكهنة رغم إنكشاف دجلهم ؟ وإلى متى يبقى هذا التقديس لبشر لم تجن الأمة منهم إلا الخراب والدمار والموت ؟ .