تبعثرت ذراتُ الغُبار بعد أن تم مشاطرة الشجرة عندها تنوعت أوجهُ المسافات حين لم تصب الرؤيا المشاهد التي لاتُرى ،كانت أصابعي تتلمس ماكان على مقربة مني وماكان يعني هذا وذاك وهي تقبض تارة على الحصى وتارة على أجزاء من النباتات وقبل أن يصحو الليل ويغادر الحراسُ المناوبون محطة الوقود بدأت أشكالٌ من العوامل النفسية تغادر محيطها الظاهري وترتهن لباطنها العميق في خلوة وحيدة إقتضاها الأملُ المجهول واليقينُ بسوداوية الأمس واليوم ولاشك بالسواد الأكثر عتمة للغد ثم بدأت الأفكار كمجرد وسائل للعبث بالزمان لتتذكر تواريخها وتفتح باباً بعد ذلك للعبث بالمكان ،
وهو إستدراجٌ لتذكر الوقائعَ التي لازالت تَطرحُ أسئلَتها اللحوحة :
لماذا كنتُ هناك ..؟
ولماذا أنا هُنا …؟
فكرتُ بالذي لايمكن إعادته وفكرتُ بالأجوبةِ المزدوجةِ ولما لم أجد ما يُعين عَبثي فكرت بالطرائق التي تؤدي أغراضَها بسفاهةٍ إنتقائيةٍ لِما أُريد أن أفعل ، وقد خطر ببالي أنني لم أكن وحيداً لما أُريدُ أن أفعل فقد أرادَ ثروب فر أن يدحضَ معرفَته بخياله اللاواقعي في حين كان ميخائيل باختين يطرق أبوابَ التداخل الإنساني بلا بُنية للرموز وتلك مجردُ أفكارٍ يريدها أن تكون حرةً ولها فصلٌ من جسد الذكريات ،كان ينبغي أن أضيف أو أبدا بإعادةٍ لتفكيريَ وفق الإستدراكات التي بدأتُ أفسرَها حين بدأ الضوءُ ينطفئ في محطة الوقود وحين رمى بعصبية ذلك الرجل سيكارته من نافذة سيارته وحين غادر أخرُ حارسٍ مُناوبٍ المحطةَ وهو مهلهلُ الصدر ومهلهل التفكير بما يريد من لحظته تلك ،
كنت أرى أن هناك شيئا من المتغيرات فهل تستطع هذه المتغيرات التي رأيتها تستطع تغييرا في وظيفة لغتي وإن إستطاعت هل تستطع تغييراً في وظيفة تخيلي وبتُ على يقينٍ من أن هناك أسساً مشتركة في الوصول لتعريف الأشياء ثم قبولها وفي الإلتحاق ضمن الأنساقِ التي تشكل الجهات الأربع ، مرة أخرى تم مشاطرة الشجرة فتلاشى الغبار وبدأت وكأني لاأدري أنا الذي أهملت الزمن َأم الزمنُ قد أهملني ،في هذه اللحظة تيسر لي أن أُكرر أن السماء تعاني من آلامٍ في الأحشاء ومن متعة في التروي ورويدا إستعدت وعيَّ بأنتظار أن يتساقط المطرُ وأن تربط الطبيعة بين مابقي من عظامي لأستطع تفسير المشاهد التي لاتُرى وقبل التسليم بما يجب أن يكون ظهرَت ظواهرٌ أخرى في المكان الذي تخيلته وظواهرُ أخرى في المساحة الموهومة مابين المحطة وصورة رأس الأنثى وكان من البديهي أن يتقدم الحدسُ الصُدفَةَ وتتحول الأشياء التي تعنيني رغم إفتقارها لعناصر الحياة تتحول إلى مخلوقات حية قد أسرَت بي الى الخوف ،
لم أنفصل عن الشجرة ولا عن العلامة التي أقلتني الى المحطة ومن يومها لم يرشني المطرُ رغم أنه رشَ المساحة الكونية التي خلقتها سفاهةُ الإنتقاء وخلقتها الأسئلةُ اللحوحة،
[email protected]